مصطلح الاشتراكية الدينية: هي نوع من الاشتراكية تقوم على القيم الدينية ووجد أعضاء العديد من الديانات الكبرى أن أفكارهم حول المجتمع البشري تتلاءم مع المبادئ والأفكار الاشتراكية، حيث تم تطوير الحركات الاشتراكية الدينية ضمن هذه الأديان، وتشمل هذه الحركات الاشتراكية البوذية والاشتراكية المسيحية والاشتراكية الإسلامية والاشتراكية اليهودية.
لمحة عن الاشتراكية الدينية:
إن الاشتراكية تعد عقيدة اجتماعية واقتصادية تدعو إلى الملكية العامة، بدلاً من الملكية الخاصة أو الاستيلاء على الممتلكات والموارد الطبيعية، حيث لا يعيش الأشخاص أو يعملون في عزلة بل يعيشون في تعاون مع بعضهم، بالإضافة إلى ذلك فإن كل ما ينتجه الناس هو بطريقة ما منتج اجتماعي وكل من يساهم في إنتاج سلعة ما يحق له المشاركة فيه.
لذلك يجب على المجتمع ككل امتلاك أو على الأقل السيطرة على الممتلكات لصالح جميع أعضائه ومارست المجتمعات المسيحية المبكرة أيضاً تقاسم السلع والعمل شكلاً بسيطاً من أشكال الاشتراكية، حيث تلاه لاحقاً أشكال معينة من الرهبنة ومع استمرار العديد من الممارسات الرهبانية في هذه الممارسات اليوم، حيث كنظام اقتصادي كانت الشيوعية المسيحية جذابة للعديد من الفلاحين الذين دعموا الثورة الاجتماعية في وسط أوروبا في القرن ال 16، مثل حرب الفلاحين الألمان.
وتقوم الاشتراكية البوذية بتأييد الاشتراكية القائمة على مبادئ البوذية، وتحاول كل من البوذية والاشتراكية إلى وضع حد للمعاناة عن طريق تحليل ظروفها وإزالة أسبابها الأساسية عن طريق التطبيق العملي، حيث كلاهما يحاول إلى توفير تحول في الوعي الشخصي لوضع حد للاغتراب والأنانية البشرية.
والاشتراكية الإسلامية تقوم بدمج المبادئ الإسلامية في الاشتراكية، كمصطلح صاغه البعض من القادة المسلمين للتعبير عن شكل أكثر روحانية من الاشتراكية، حيث قام العلماء بتسليط الضوء على أوجه التشابه بين النظام الاقتصادي الإسلامي والنظرية الاشتراكية؛ لأن كلا من الاشتراكية والإسلام يعارضان الدخل غير المكتسب.
ولذلك يظن الاشتراكيون المسلمون أن تعاليم الإسلام تتوافق مع مبادئ الاشتراكية فإنهم يأخذون الإلهام من دولة الرفاهية المدنية المبكرة، حيث وجد الاشتراكيون المسلمون جذورهم وأصولهم في مناهضة الإمبريالية، ويؤمن القادة الاشتراكيون المسلمون باشتقاق الشرعية من الجمهور.