مصطلح السلام الطويل: هو مفهوم يدل إلى المدة غير المسبوقة التي أعقبت أواخر الحرب العالمية الثانية في سنة 1945 حتى الوقت الراهن، حيث تميزت فترة الحرب الباردة بغياب الحروب الكبرى بين القوى العظمى في تلك الفترة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
لمحة عن السلام الطويل:
لقد تم الاعتقاد أن السلام الطويل كان نتيجة فريدة للحرب الباردة، ومع ذلك عندما انتهت الحرب الباردة استمرت نفس الاتجاهات فيما أطلق عليه أيضاً “السلام الجديد”، حيث شهدت هذه الفترة أكثر من ربع قرن من الاستقرار والسلام بدرجة أكبر، وأظهرت تحسينات مستمرة في القياسات ذات الصلة، مثل عدد الانقلابات ومقدار القمع واستمرارية التسويات السلمية.
على الرغم من حدوث حروب أهلية وصراعات عسكرية أقل، كان هناك غياب مستمر للصراع المباشر بين أي من أكبر الاقتصادات حسب الناتج المحلي الإجمالي، وبدلاً من ذلك خاضت الدول الأكثر ثراءً صراعات إقليمية محدودة النطاق مع الدول الفقيرة، كما تراجعت النزاعات التي تنطوي على اقتصادات أصغر تدريجياً، حيث بشكل عام انخفض عدد الحروب الدولية من معدل ستة حروب سنوياً في الخمسينيات إلى حرب واحدة سنوياً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي سنة 2012، لقد منح الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام لأكثر من ستة عقود، بعد المساهمة في النهوض بالسلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا، بقرار إجماعي من لجنة نوبل النرويجية، حيث تضمنت العوامل الرئيسية التي تم الاستشهاد بها كأسباب لتحقيق السلام الطويل التأثير الرادع للأسلحة النووية، والحوافز الاقتصادية تجاه التعاون بسبب العولمة والتجارة الدولية، والزيادة العالمية في عدد الديمقراطيات وجهود البنك الدولي للحد من الفقر وآثار تمكين المرأة وحفظ السلام من قبل الأمم المتحدة.
ومع ذلك لا يوجد عامل يعتبر تفسيراً كافياً من تلقاء نفسه ولذا فمن المحتمل وجود عوامل إضافية أو مشتركة، حيث تضمنت التفسيرات المقترحة الأخرى انتشار الاعتراف بحقوق الإنسان وزيادة التعليم ونوعية الحياة والتغيرات في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى النزاعات، مثل افتراض أن الحروب العدوانية غير مبررة، أيضاً نجاح العمل اللاعنفي والعوامل الديموغرافية، مثل انخفاض معدلات المواليد.