مصطلح خيار الصفر: عبارة مرتبطة عند الحديث عن الاستراتيجية والأسلحة في سنة 1979، حيث قررتها منظمة حلف الشمال الأطلسي بمبادرة من أعضائها في أوروبا الغربية، للرد على الزيادة في عدد الصواريخ النووية السوفييتية الجديدة متوسطة المدى الذي بدأ السوفييت بنشره في منتصف ال 70.
لمحة عن مصطلح خيار الصفر:
لقد أصبح القرار معروفاً باسم “المسار التوأم”؛ لأنه دعا الناتو إلى الاستعداد لنشر صواريخ كروز الأمريكية الجديدة وصواريخ بيرشينج -2 في أوروبا الغربية، من سنة 1983 فصاعداً كرد على صواريخ (SS-20) السوفييتية ما لم تكن تتوصل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في غضون ذلك إلى اتفاق متوازن للحد من الأسلحة، بما في ذلك القوات النووية متوسطة المدى.
وعندما تولى الرئيس رونالد ريغان السلطة في الولايات المتحدة سنة 1981 كان على حكومته تحديد موقف تفاوضي في المحادثات المقترحة مع الاتحاد السوفييتي والسياسة التي أوصى بها مستشاريه كانت تسمى “الخيار الصفري”، وبناء على هذا الخيار يطلب المفاوضون والأمريكيون من الاتحاد السوفييتي تفكيك جميع صواريخه من طراز (SS-20) وبعض صواريخ (SS-4 و SS-5) القديمة مقابل عدم نشر الناتو أي صواريخ أمريكية جديدة، لذلك اكتسبت هذه الفكرة في البداية دعماً كبيراً في أوروبا الغربية؛ لأنها بشَّرت بإمكانية إزالة صواريخ (SS-20) الروسية ولا يوجد اختلال في توازن القوى في أوروبا.
وفي شكل صواريخ كروز وصواريخ بيرشينج 2 تسعى إلى تحقيق التفوق النووي ركز المفاوضون الأمريكيون بحزم إلى خيار الصفر، ومع ذلك فقد أصبح واضحاً أنه عندما لم تظهر محادثات الحد من التسلح أي بوادر للتقدم، فإن هذا النهج الراديكالي كان يضعف في أوروبا الغربية، حيث كانت هناك احتجاجات متزايدة من قبل الجماعات الغربية المطالبة بنزع السلاح ضد خطة نشر صواريخ أمريكية جديدة في أوروبا الغربية الدول.
وأخيراً في مواجهة هذه المعارضة المتزايدة وتعبير زعماء أوروبا الغربية عن قلقهم بشأن الموقف الأمريكي الذي يبدو الآن غير مرن قامت إدارة ريغان بتعديل موقفها التفاوضي، وفي سنة 1983 انسحب الوفد السوفييتي من المحادثات وتقرر عقد سلسلة من المحادثات الجديدة في جنيف، لكن المواقف التفاوضية وما إذا كان الأمريكيون سيطالبون بخيار الصفر مرة أخرى غير معروفة في الوقت الحالي.
