اقرأ في هذا المقال
بعد غزو الولايات المتحدة للعراق سنة 2003، ونتيجة لتفكيك الحاكم المدني الأمريكي السابق للأجهزة الأمنية بول بريمر، انتشر سوق الأسلحة والمسلحين في سنة 2003، بعضهم ذو توجهات دينية، بعضهم ذو توجهات وطنية، بعضها ذو توجهات دولية أو إقليمية، لذلك ظهرت أسماء المجموعات. بالإضافة تعدد اللاعبين المسلحين حيث يتجمع معظمهم في قتال القوات الأمريكية.
مفهوم الجماعات المسلحة العراقية:
هي الاسم الذي يطلق على كل فرد أو منظمة مسلحة جماعية، عملت أو لا تزال تعمل منذ انهيار نظام الرئيس صدام حسين السابق في العراق، بعد الغزو الأمريكي للعراق حتى الوقت الراهن.
تقوم الحكومة العراقية برفض هذه المجموعات وعدم الإقرار بوجودها أيضاً، حيث تقوم الحكومة العراقية بالاعتراف فقط بوجود القاعدة في بلاد الرافدين، التي حسب المحللين تبرر قوات الحكومة العراقية، شن غارات واعتقالات ضد العديد من العراقيين بتهمة الإرهاب. مع ذلك في أكثر من حادثة واحدة، اعترفت القوات الأمريكية بوجود العديد من المنظمات المسلحة، أيضاً أجرت اتصالات عديدة معها لإبرام اتفاقات أو لإبرام هدنة.
أهداف الجماعات المسلحة العراقية:
- مواجهة الاحتلال الأمريكي والغربي للعراق.
- العمل على حماية مواطني العراق.
- الدفاع عن مرقد السيدة زينب في سوريا.
- مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والدفاع عن أهل العراق من أهل السنة والشيعة ومقدساتهم.
أمثلة على الجماعات المسلحة العراقية:
جيش المهدي:
منظمة مسلحة شيعية شكلها مقتدى الصدر في نهاية سنة 2003، من أجل مواجهة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة، التي قامت بقتل القوات الأمريكية يتظاهرون من مؤيدون الصدر، احتجاجاً على إقفال جريدة الحوزة بسبب تبنيها لأفكار معادية لأمريكا. كذريعة مباشرة لبدء المواجهة مع القوات الأمريكية وردعها والمكونة من شبان يقلدون السيد محمد صادق الصدر ويتحدون مع الانتماء للطائفة الشيعية.
ظهر جيش المهدي كقوة ضرب في العديد من مدن العراق، حيث أصبحت العديد منها تحت يد مقاتليه الذين اشتبكوا مباشرة مع قوات التحالف. أصبحت محافظات جنوب العراق، منذ مطلع نيسان سنة 2004 ساحة قتال مفتوحة بين مقاتلي جيش المهدي، وقوات التحالف المدعومة من الحرس الوطني والشرطة العراقية، التي تتهم جيش المهدي بتنفيذ عمليات خطف وقتل جماعي أو ما يسمى بالقتل، فرق ضد السنة وضد من يختلفون معهم في بغداد والبصرة وديالى وبعض المدن الجنوبية الأخرى.
لقد قام مقتدى الصدر بالاعتراف بوجود جماعات إجرامية وفاسدة في جيش المهدي، وتنصل من كل فرد متورط في قتل عراقي. تم تضمين اسم جيش المهدي في الإبادة والنزوح القسري، الذي حدث بعد قصف مرقد الإمامين العسكريين في سامراء كواحدة من أبرز القوات، التي اتهمت بهذه العمليات خاصة في العاصمة بغداد، حيث قدّرت مجموعة دراسات العراق ISG عدد جيش المهدي بحوالي 60،000 شخص. كما ذكرت إذاعة أوروبا الحرة في 4 يونيو 2004، يتراوح عدد مقاتلي جيش المهدي من 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل.
كتائب حزب الله:
واحدة من أشهر الميليشيات الشيعية المسلحة، وفي الوقت الراهن في حرب ضد داعش. هذا الحزب لا يرتبط بحزب الله اللبناني المشهور. أحد أهدافها هو طرد المحتل من العراق والدفاع عن المقدسات، لقد بدأت هذه الحركة سنة 2003 بعد سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي، ومع صعود النفوذ الشيعي بعد الإطاحة بصدام حسين.
تألفت الكتائب بعد انهيار بغداد في يد الاحتلال الأمريكي، وارتفاع النفوذ الشيعي بعد وقوع صدام حسين. في هذه الفترة أعلنت كتائب تحت مسمى لواء أبو الفضل العباس، السجاد، كربلاء وزيد بن علي، وجميعها من الفصائل الشيعية المسلحة، تجمعها وتوحيدها في ظل اسم حزب الله العراقي سنة 2006، وكان الهدف الأساسي من هذه التجمعات آنذاك هو محاربة المحتل الأمريكي.
ألزمت الكتائب نفسها بمواجهة الاحتلال الأمريكي حتى خروجها من العراق، لقد اتصل الحزب بإيران على الجانب الإيديولوجي والطائفي ولا يخفي هذه الدعوة. قام الحزب بإصدار بعض التصريحات المناصرة لإيران، ولغة تهديد أميركا حتى جعلتها تضم الحزب على قوائم الإرهابيين سنة 2009، لكن بعد انسحاب الأمريكيين في نهاية سنة 2011، المقاومة تم تغييره إلى النهضة ليصبح اسمه حزب الله – النهضة الإسلامية.
الجيش الإسلامي في العراق:
مجموعة سنية ذات سلطة سلفية أنشأت قبل سقوط النظام العراقي سنة 2003، تتكون من أفراد وضباط قدماء في الجيش العراقي، أيضاً من رجال دين السلفيين وأعضاء العشائر. هذه المجموعة هي واحدة من أكبر المنظمات المسلحة العاملة في العراق. أهداف هذه المجموعة محلية وتركز على “تحرير” العراق.
على الرغم من أنها تقوم برفض العملية السياسية الراهنة في العراق، وقامت بالإعلان عن اعتراضها للدستور الدائم، فإنها تمتنع استهداف المدنيين العراقيين والمراكز الانتخابية، أثناء الانتخابات على الساحة العراقية بإلحاق الدماء بالناس، بحسب المنشور الصادر في 12 ديسمبر 2005. أيضاً في بيان صدر في يناير 2006، لقد نفت الجماعة أن المفاوضات تحت رعاية الرئيس جلال طالباني، وأكدت استمرارها في طريق الجهاد حتى تتحقق أهدافها في الحرية والاستقلال. بالإضافة قال المتحدث باسمها إبراهيم الشمري في بيان في مطلع مايو 2006: أن “الأسلحة هي خيارنا الاستراتيجي لمقاومة أعدائنا”.
قال مصدر إعلامي بأن الجيش يقوم بالتنظيم، مع جيش المجاهدين والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية، وفق ما هو معروف بمجلس التنسيق الرباعي، الذي تم تأليفه في اجتماع احتوى ممثلو هذه الطوائف، الذي انعقد في مدينة الرمادي منتصف سنة 2005. هذه الأنباء أن هذه المجموعات الأربع تتبنى مواقف سياسية متقاربة، حيث تصدر أحياناً بيانات مشتركة، مثل: البيان الصادر في 20 تشرين الثاني سنة 2005، الذي أُعلن فيه رفضها للدستور واصفة إياه بأم الشرور. أيضاً تقوم بالتعبير عن رفضها دمج الميليشيات في الجيش والخدمات الأمنية. بالإضافة إلى أنها تتبنى العمليات المسلحة بشكل مشترك.
قادة الجماعة غير معروفين ويقال أن زعيم التنظيم يدعى إبراهيم التميمي، لكن في 3 أغسطس سنة 2005 قامت بإعلان ترشيح، إبراهيم يوسف الشمري ناطقاً رسمياً باسمه، فهو يعتبر شخص غير معروف، حيث ظهر على وسائل الإعلام بأي حال من الأحوال مخفي ومحجوب الوجه.
يتألف هيكل المجموعة التنظيمية حسب إبراهيم الشمري من مكتب القيادة العامة، الذي يضم القائد الأعلى ونائبيه، المكتب السياسي، مجلس الشورى، الذي يضم أول مؤسسيه وما يسمى بالإدارات مثل: القيادة العسكرية، السلطة القانونية، السلطة الإعلامية المركزية وغيرها من أجهزة الأمن والاستخبارات وغيرها.
كتائب ثورة العشرين:
جماعة سنية ذات سلطة إسلامية معتدلة، يعتقد أنها قريبة من هيئة علماء المسلمين، برئاسة الشيخ حارث الضاري، حيث صدر بيانها الأول في 10 يوليو 2003. هذه المجموعة هي الوحيدة التي أعلنت عن ميثاق منشور على الإنترنت، تضمنه وهيكله وسلطته وهيكله التنظيمي ومواقفه السياسية. تهدف هذه المجموعة وفق ميثاقها إلى “حركة جهاد إسلامي، تسعى لتحرير أرض العراق من الاحتلال العسكري والسياسي الأجنبي، حتى يتمكن الشعب العراقي من حكم نفسه بنفسه”.
تعتقد هذه المجموعة أن استمرار المقاومة سيطرد “المحتل”، وتدعو إلى تشكيل حكومة وطنية مستقلة ذات سيادة، أيضاً تحديد آليات لانسحاب أمريكي من العراق بضمانات دولية. في 26 مايو سنة 2006، أصدر بياناً مع أربعة فصائل أخرى (الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية، جيش الصالح، العصابات الجهادية العراقية، كتائب التمكين)، تعهدت بمواصلة رفع الأسلحة في مواجهة احتلالها ومحاربتها حتى تحرير البلاد، أيضاً أكدت من جديد موقفها بـ “عدم الاعتراف بشرعية أي حكومة تحت مظلة الاحتلال”. أما عن مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلن عنها رئيس الوزراء نوري المالكي، فقد أعلنت في بيان صادر في 26 حزيران سنة 2006، عن “رفضها الواضح والصريح” للمبادرة، لأن المبادرة لم تفسر الطريق لإنهاء الاحتلال، الذي وصفته بأنه أبرز مطالب جميع فصائل المقاومة.
ووفقاً للميثاق المعلن فإنه يتكون من جناحين: الجناح السياسي الذي يضم المكتب السياسي، فتوى التقسيم والتأصيل، قسم الأمن الجهادي وقسم الإعلام. الجناح الثاني هو الجيش، الذي يضم كتائب الثورة العشرين، المعروفة أكثر من جسمها السياسي، حيث يبلغ عدد الكتائب التي تشكل كتائب ثورة الثورة، أكثر من 30 كتيبة سميت باسم الصحابة والشخصيات الإسلامية التاريخية والمعاصرة البارزة.
تنقسم هذه الألوية إلى أقسام جغرافية مثل: الفرقة الشمالية، التي تضم كتيبة أسود التوحيد، كتيبة أسامة بن زيد، كتيبة حسن بن علي، كتيبة جابر بن عبد الله، جنود الحقيقة، كتيبة محمد الفاتح ومحمود التوحيد، كتيبة الحافظ، كتيبة عبد الرحمن بن عوف، كتيبة الصديق، كتيبة ضيق الحق، وفرقة أبو غريب، التي تشمل كتيبة جعفر الطيار، كتيبة الزلزال. مقاطعة المنطقة الغربية التي تشمل: كتيبة أحمد ياسين، كتيبة محمود شيت خطاب، مقاطعة بغداد التي تضم: كتيبة سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد، محافظة ديالى التي تضم: كتيبة الأحرار وكتيبة علي بن أبي طالب.
تتركز في محافظات بغداد والأنبار والتميم وديالى ونينوى وصلاح الدين وبابل، مما يؤكد قبولها من قبل التيار الإسلامي المعتدل، وهو الطابع المميز لهذه المحافظات.