ما هي الشكوكية الأوروبية؟

تم العثور على التشكيك في أوروبا في مجموعات عبر الطيف السياسي سواء من اليسار أو اليمين، غالباً ما توجد في الأحزاب الشعبوية. على الرغم من أنهم ينتقدون الاتحاد الأوروبي للعديد من الأسباب نفسها إلا أن الشعبويين اليساريين المتشككين في الاتحاد الأوروبي يركزون أكثر على القضايا الاقتصادية، مثل: أزمة الديون الأوروبية.
في حين أن الشعبويين اليمينيين المتشككين في أوروبا كان التركيز لديهم أكثر على القومية والهجرة مثل: أزمة المهاجرين الأوروبية. إن صعود الأحزاب اليمينية الراديكالية منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة التشكك في أوروبا.

مفهوم الشكوكية الأوروبية:

التشكك في الاتحاد الأوروبي المعروف أيضاً باسم الشك في الاتحاد الأوروبي، يعني انتقاد الاتحاد الأوروبي والتكامل الأوروبي، حيث تتراوح من أولئك الذين يعارضون بعض مؤسسات وسياسات الاتحاد الأوروبي ويسعون إلى الإصلاح والتشكك الناعم مع الاتحاد الأوروبي، إلى أولئك الذين يعارضون عضوية الاتحاد الأوروبي تماماً، ويرون أن الاتحاد الأوروبي غير قابل للإصلاح (شكوك شديدة تجاه الاتحاد الأوروبي أو مناهضة الاتحاد الأوروبي). يعرف عكس التشكك في الاتحاد الأوروبي، باسم المؤيدة لأوروبا أو الاتحاد الأوروبي.
لقد كانت المصادر الرئيسية للتشكيك في أوروبا هي الاعتقاد بأن التكامل يقوض السيادة الوطنية والدولة القومية، كما أن الاتحاد الأوروبي نخبوي ويفتقر إلى الشرعية الديمقراطية والشفافية، حيث أنه بيروقراطي للغاية ومهدر، أيضاً أنها تشجع مستويات عالية من الهجرة أو تصورات، وأنها منظمة ليبرالية جديدة تخدم نخبة رجال الأعمال، على حساب الطبقة العاملة مسؤولة عن التقشف وقيادة الخصخصة.

لمحة عن الشكوكية الأوروبية:

تظهر استطلاعات يوروباروميتر لمواطني الاتحاد الأوروبي أن الثقة في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته قد تراجعت بقوة منذ أن بلغت ذروتها في سنة 2007. منذ ذلك الحين، لقد كانت باستمرار أقل من 50٪، فقد أظهر استطلاع سنة 2009 أن الدعم لعضوية الاتحاد الأوروبي كان الأدنى في المملكة المتحدة ولاتفيا والمجر.
بحلول سنة 2016 كانت الدول التي عرضت الاتحاد الأوروبي سلبية، هي المملكة المتحدة واليونان وفرنسا وإسبانيا. لقد تم إجراء استفتاء على استمرار عضوية الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة في سنة 2016، مما أدى إلى تصويت 51.9٪ لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، كما غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير 2020. منذ سنة 2015 ارتفعت الثقة في الاتحاد الأوروبي، بشكل طفيف في معظم دول الاتحاد الأوروبي، نتيجة لانخفاض معدلات البطالة وتسارع النمو الاقتصادي.
لقد أظهر تقرير “يوروباروميتر” بعد استطلاع انتخابات 2019، أن 68٪ من المواطنين يؤيدون الاتحاد الأوروبي، وهو أعلى مستوى منذ سنة 1983. في نفس الوقت الشعور السائد بين الأوروبيين، بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح في كل من الاتحاد الأوروبي وبلدانهم.

التوقعات العالمية حول الشكوكية الأوروبية:

في حين أن هناك بعض التداخلات، فإن التشكك في أوروبا ومعاداة أوروبا مختلفان. لطالما كان لمعاداة أوروبا تأثير قوي في الثقافة الأمريكية والاستثنائية الأمريكية التي ترى في بعض الأحيان أوروبا في حالة انحدار، أو كقوة منافسة صاعدة أو كليهما. بعض جوانب التشكيك في أوروبا في المملكة المتحدة قد عكسها المؤلفون الأمريكيون.
وفقاً لتاجارت وشزيربياك، فإن التشكك الشديد في الاتحاد الأوروبي، يطلق عليه أيضاً مناهضة الاتحاد الأوروبي، وهو معارضة مبدئية للتكامل الأوروبي، بالتالي يمكن رؤيتها في الأحزاب، فمنم من يعتقدون أن بلدانهم يجب أن تنسحب من العضوية أو الذين ترقى سياساتهم، تجاه الاتحاد الأوروبي إلى معارضة مشروع التكامل الأوروبي، بأكمله كما هو متصور حالياً.
تظهر مجموعة أوروبا للحرية والديمقراطية المباشرة في البرلمان الأوروبي، التي تمثلها أحزاب مثل: حزب بريكست وحزب استقلال المملكة المتحدة (UKIP) شكوكاً شديدة تجاه أوروبا. في دول أوروبا الغربية فإن الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يعتبرون التشكك الشديد في الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن سمة من سمات العديد من الأحزاب المناهضة للمؤسسة.
يفضل بعض المتشككين في الاتحاد الأوروبي بشدة تسمية أنفسهم الواقعيين الأوروبيين بدلاً من المتشككين، حيث يعتبرون موقفهم براغماتياً وليس من حيث المبدأ. بالإضافة إلى ذلك، أكد توني بن النائب اليساري عن حزب العمال الذي قاتل ضد التكامل الأوروبي في سنة 1975، من خلال معارضته لعضوية المجتمعات الأوروبية، وفي استفتاء ذلك العام حول هذه القضية معارضته لكراهية الأجانب ودعمه للديمقراطية، قائلاً: “وجهة نظري حول الاتحاد الأوروبي لم يكن دائماً أنني معاد للأجانب، ولكني أؤيد الديمقراطية وأعتقد أنهم يبنون إمبراطورية هناك، يريدون منا أن نكون جزءاً من إمبراطوريتهم وأنا لا أريد ذلك”.