ما هي عملية السلام الليبية؟

اقرأ في هذا المقال


هي عبارة عن سلسلة من الاجتماعات والاتفاقيات والتدابير التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية الليبية الثانية من بينها اتفاقية الصخيرات في 2015 وخطط المؤتمر الوطني الليبي في 2019 التي تأخرت بسبب حملة 2019 – 2020 غرب ليبيا.

لمحة عن عملية السلام الليبية:

في تموز 2019 اقترح غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) خطة سلام من ثلاث نقاط، تتكون من وقف إطلاق النار واجتماع دولي للدول المتورطة في إنفاذ حظر الأسلحة، وداخل ليبيا مؤتمر مؤلف من “مسارات” اقتصادية وعسكرية وسياسية، حيث تم وقف إطلاق النار لعدة أيام في عيد الأضحى في منتصف أغسطس 2019، وأعلنت كل من حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي وقف إطلاق النار ليبدأ في 12 يناير 2020.
لقد انعقد مؤتمر بين ممثلي قوى حوض البحر الأبيض المتوسط ​​المتورطة في النزاع المسلح الليبي، وكذلك الجزائر وجمهورية الكونغو والقوى العالمية الكبرى في برلين في 19 يناير 2020 وأعلن عن قائمة من 55 نقطة من الاستنتاجات، مما أدى إلى إنشاء العسكرية 5 + 5 لجنة متابعة حكومة الوفاق الوطني + الجيش الوطني الليبي ولجنة متابعة دولية لمراقبة التقدم في عملية السلام.
في المكون الليبي الداخلي لعملية النقاط الثلاث انطلق المسار الاقتصادي في 6 يناير 2020 في اجتماع في تونس بين مجموعة متنوعة من 19 خبيراً اقتصادياً ليبياً، حيث بدأ المسار العسكري للمفاوضات الليبية الداخلية في 3 فبراير باجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5 + 5 في جنيف بين 5 ضباط عسكريين كبار، اختارتهم حكومة الوفاق الوطني و5 اختارهم قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، حيث كان الهدف الرئيسي هو التفاوض بشأن مراقبة مفصلة لتعزيز وقف إطلاق النار في 12 يناير ثم انطلق المسار السياسي الليبي الداخلي في 26 فبراير 2020 في جنيف واستقال سلامة من منصبه في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في أوائل مارس 2020.
لقد أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وعقيلة صالح في 21 أغسطس 2020 عن وقف إطلاق النار ورفع الحصار النفطي وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس 2021 وإنشاء مجلس رئاسي مشترك جديد يحرسه رئيس قوة أمنية مشتركة في سرت، حيث عقدت اجتماعات متابعة في مونترو في 7-9 سبتمبر بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومركز الحوار الإنساني وبين خمسة من أعضاء حكومة الوفاق الوطني وخمسة أعضاء في مجلس النواب في 11 سبتمبر في بوزنيقة وبدا أن كلا الاجتماعين قد حقق توافقاً في الآراء.
استمرت المفاوضات الليبية ثلاثية المسارات برئاسة ستيفاني ويليامز من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عقب وقف إطلاق النار في أغسطس واجتماع مونترو في سبتمبر مع تطور المسار السياسي إلى منتدى الحوار السياسي الليبي والمسار العسكري المؤدي إلى اتفاق 24 أكتوبر 2020 بشأن وقف دائم لإطلاق النار.

2015 اتفاقية الصخيرات:

خلال النصف الأول من سنة 2015 سهلت الأمم المتحدة سلسلة من المفاوضات سعت للجمع بين الحكومات المتنافسة في ليبيا والميليشيات المتحاربة التي مزقت ليبيا، حيث أعاد ممثل الأمم المتحدة في ليبيا عقد وفود من الحكومات المتنافسة في ليبيا في 8 يونيو 2015 لتقديم أحدث مسودة اقتراح لتشكيل حكومة وحدة للبلد الذي مزقته الحرب.
بعد تحذير قبل أسبوع واحد من نفاد الأموال في البلاد ومجازفتها بالتوقف عن أن تكون دولة فاعلة حث برناردينو ليون في حفل أقيم في المغرب على موافقة الليبيين على النسخة الرابعة من الاقتراح، وفي 8 أكتوبر 2015 عقد برناردينو ليون مؤتمراً صحفياً تم فيه الإعلان عن أسماء العديد من الأعضاء المحتملين في حكومة موحدة.
في تشرين الثاني 2015 زعمت صحيفة الغارديان أن حياد برناردينو ليون قد تعرض للخطر بسبب تفاوضه وقبوله وظيفة 1000 جنيه إسترليني في اليوم لرئاسة مركز أبحاث في الإمارات العربية المتحدة خلال فترة دوره كمفاوض سلام رئيسي للأمم المتحدة في ليبيا، حيث تم عقد اجتماع بين الحكومتين المتنافستين في أوبيرج دي كاستيل في فاليتا مالطا في 16 ديسمبر 2015 وتم تأجيل الاجتماع لعدة أيام بعد أن فشل ممثلو حكومة طبرق في الظهور في البداية.
لقد أعلن زعيم حكومة طرابلس نوري أبو سهمين أنهم “لن يقبلوا التدخل الأجنبي ضد إرادة الشعب الليبي” فيما دعا زعيم حكومة طبرق عقيلة صالح عيسى المجتمع الدولي إلى “السماح لهم بالوقت”؛ لتشكيل حكومة وحدة فعالة ” كما التقى ممثلون من الحكومتين بمسؤولين من الأمم المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة وروسيا في مؤتمر عقد في روما.
في 17 كانون الأول 2015 قام مندوبون من الحكومتين المتنافستين بتوقيع اتفاق سلام مدعوم من الأمم المتحدة في المغرب على الرغم من وجود معارضة لذلك داخل كلا الفصيلين، حيث تم تأليف حكومة الوفاق الوطني نتيجة لهذا الاتفاق وأبرم اجتماعها الأول في تونس العاصمة في 2 يناير 2016.

2019 المؤتمر الوطني الليبي:

تم التخطيط لعقد اجتماع يسمى المؤتمر الوطني الليبي في غدامس لتنظيم الانتخابات وعملية السلام في ليبيا، حيث تم التحضير للمؤتمر على مدار 18 شهراً خلال سنة 2018 وسنة 2019 وكان من المقرر عقده في الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2019، بالإضافة إلى ذلك فقد تم تأجيله مطلع أبريل 2019 نتيجة هجوم الجيش الوطني الليبي على طرابلس بقيادة خليفة حفتر.

خطة سلام من ثلاث نقاط:

في 29 يوليو 2019 اقترح غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) خطة سلام من ثلاث نقاط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC)، التي تتطلب إجماعاً في مجلس الأمن الدولي وفيما بين الدول الأعضاء التي تمارس نفوذها على الأرض “وتطلب من الليبيين” الاستماع إلى أفضل ملائكتهم بدلاً من خوض حروب الآخرين وبذلك تدمير بلادهم. لقد استقال سلامة من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الموقف في أوائل مارس 2020 ، مشيراً إلى أن حكومات الدول المتورطة في الصراع الليبي فشلت في دعم عملية السلام مع انتهاكات عديدة لحظر الأسلحة.
تضمنت خطة سلامة ما يلي:

  • هدنة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي والميليشيات المرتبطة بهما في عيد الأضحى، إلى جانب تدابير بناء الثقة مثل تبادل الأسرى، أيضاً الإفراج عن السجناء المحتجزين تعسفياً وتبادل رفات ضحايا الصراع.
  • اجتماع دولي للدول المتورطة في النزاع؛ لوقف القتال وتنفيذ حظر الأسلحة القائم قانوناً بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973 (2011) وتعزيز ما يلي من القانون الدولي لحقوق الإنسان.
  • اجتماع ليبي مشابه للمؤتمر الوطني الليبي المخطط أصلاً والذي يجب أن يتضمن ثلاثة مسارات.

وقعت هدنة في عيد الأضحى منتصف آب 2019 ووصفها سلامة بأنها “خفض كبير للعنف على طول الجبهات الرئيسية في جنوب طرابلس وأماكن أخرى” مع بعض الانتهاكات وبشكل عام تم عقد الهدنة من أجل مدة احتفالات العيد، حيث صرح سلامة لمجلس الأمن الدولي أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل على تشجيع تدابير بناء الثقة ووقف إطلاق النار على المدى الطويل.


شارك المقالة: