ما هي العملية الانتحارية؟

اقرأ في هذا المقال


بين سنة 1981 وسنة 2006 وقع 1200 هجوم بالقنابل في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 4 ٪ من جميع الهجمات بالقنابل، لكن 32 ٪ أي 14،599 شخص من جميع الوفيات المرتبطة بالإرهاب، حيث وقعت 90٪ من هذه الهجمات في العراق وإسرائيل وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وسريلانكا.

مفهوم العملية الانتحارية:

العملية المتفجرة أو العملية الانتحارية أو عملية الاستشهاد، تعد عملية عسكرية يمارسها فرد أو مجموعة من الأفراد، حيث يكون من المستحيل أو من غير المحتمل تقريباً، على الجاني أو الجناة البقاء على قيد الحياة من أجل تحقيق أهداف معينة، وهي يعتبر أيضاً هجوماً على هدف ينوي المهاجم، قتل الآخرين أو التسبب في ضرر كبير، مع العلم أنه أي مهاجم يعرف أنه على الأرجح سيموت في هذه العملية.

تاريخ العملية الانتحارية:

أصبحت الهجمات الانتحارية شائعة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما فجر انتحاريون من اليابان طائراتهم في الأساطيل الأمريكية، حيث كانت تعرف بعمليات كاميكازي اليابانية، كما استخدم هذه الطريقة أيضاً من قبل الانفصاليين في سريلانكا، الذين كانوا يعرفون باسم نمور التاميل بالإضافة إلى لبنان وفلسطين وبعض الجماعات المسلحة في العراق مؤخراً.
يعتبر بعض المؤرخين قصة شمشون المذكورة، في العهد القديم في الكتاب المقدس، باعتبارها أقدم مثال على عملية انتحارية، حيث قام شمشون بقوته القوية بإزالة أعمدة المعبد، التي سقطت على رؤوس الفلسطينيين وقتل شمشون معهم. يعتقد البعض الآخر أنها بدأت أثناء الحروب الصليبية، عندما اصطدمت سفينة تحمل فرسان تسمى فرسان الهيكل بسفينة للعرب المسلمين، مما أسفر عن مقتل 140 فارساً مسيحياً مع عدد كبير من المسلمين.
هناك أمثلة أخرى بما في ذلك الحرب الفرنسية الإسبانية 1785، وسنوات الحرب الأهلية في إسبانيا 1936-1939، ومواجهة الفلاحين الفيتناميين مع المحتلين الفرنسيين، التي بلغت ذروتها في معركة الرين عام 1954، والعمليات الانتحارية الجماعية التي اقتصرت الإمدادات والأسلحة على القوات الإنجليزية في الهند، حيث كانت مجموعة حرب العصابات تسد خطوط السكك الحديدية.

العملية الانتحارية في الإسلام:

التحويل من الإجماع هو الموضوع الذي يسميه الفقهاء، في كتبهم قضية حمل المرء ضد العدو كثيراً، يطلق عليه أحياناً قضية الانغماس في الصف أو قضية غش النفس في الجهاد، ابن النحاس نقل عن المهلب قوله: اتفقوا بالإجماع على جواز إشراك الموتى في الجهاد، جاهد أو صراع.
لقد استشهد القرطبي في تفسيره بجواز بعض علماء المالكي، أي العبئ على العدو حتى قال بعضهم: عبئ المائة أو الجيش ونحوه وهو علم، بالإضافة ظن أنه يرجح قتله ولكنه سيحدث نكاية أو يؤثر على ما يفيد المسلمين فيجوز أيضاً. كما اقتبس من محمد قال ابن الحسن الشيباني: “إذا ولد رجل ألف من المشركين وهو وحده، فلا بأس إذا أراد الهرب أو العدو”. وجه الاستشهاد في موضوع الحمل على العدو العظيم وحده، كذلك الانغماس في الصف وخداع النفس وتعريضها للموت، كما ينطبق على قضية المجاهد الذي خدع نفسه وانغمس في جمع الكفار وحدهم، فقتلهم وجرحوا وأهلكوا وقد بدأ هذا مؤخراً، خاصة عندما بدأت بعض الفصائل في لبنان وفلسطين والعراق.

الأنصار:

أكد الإمام شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن “من يفجرون أنفسهم من رجال المقاومة الفلسطينية ضد الأعداء شهداء”، أيضاً شدد يوسف القرضاوي على حق المرأة في الجهاد، كما أيد العمليات الاستشهادية الرئيس السابق لجامعة الأزهر أحمد الطيب، مفتي القدس ومنازل الفلسطينيين الشيخ عكرمة صبري.
يخلص الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف مدير معهد المعرفة لتخريج الدعاة بالفلبين، والباحث في دراسات الفقه القانوني إلى: “كيف تجاوز القول الإلهي سبب الحكم؟ وأوضح أنه يجوز الانتحار في سبيل حب الله وإثمه، حيث يطالب العديد من المسلمين بالدفاع بأي شكل من الأشكال، عن الهجمات التي يتعرض لها الإسلام.
لعل أفضل طريقة لصد هذه الهجمات هي طريق الجهاد، سواء من خلال الجهاد العادي أو الجهاد المبتكر، مثل: عمليات الاستشهاد التي تقوم بها النخبة من شباب الناس، حيث يضع المجاهدون بعض المتفجرات أو القنابل مع حزام محاط بجسده، أو يضعهم في مركبة أو ما شابه، ثم يقتحم الأعداء مقرهم أو مكان تجمعهم، ثم يفجر هذه المتفجرات بقصد القضاء على العدو، حتى لو كان من خلال التضحية الحتمية بنفسه، ويلاحظ أن مثل هذه العمليات هي موت المجاهد ولكن بسبب يديه وسلاحه، وإذا كان هدفه الأصلي القضاء على العدو ومعداته.

المعارضون:

قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ: أن الجهاد في سبيل الله من أحسن الأعمال ومن أجل الذنوب، لكنه عبر عن العمليات الانتحارية بأنها لا تعتمد إلى جهة شرعية، وليس من عمل الجهاد الإسلامي، وقال إن غلظة العدو وقتله واجبة. لكن قد يكون ضرورياً ولكن بطرق لا تخالف القانون، وأن قتل النفس بين الأعداء أو ما يسمى بالانتحار، ليس له جانب شرعي وليس جهاداً في سبيل الله وقد يكون هذا من قتل النفس. بخصوص اختطاف الطائرات، قال إنه تخويف للأمن وليس من الشريعة كما الجهاد. أيضاً يجوز أن يتعرض لمعاهد أو ذميين أو أمناء، وهذا محرم لوجود عهد بينه وبين المسلمين أو عقد مسؤولية أو أمانة.

مواقف من السلف:

وأفعال البراء بن مالك في غزوة اليمامة، إذ تحتمل العتاد على الرماح والقوة على العدو، حيث قاتل حتى فتح الباب ولم ينكره أحد من الصحابة، وما فعل خطراً على نفسه وليس قتلاً لها، كما حمل سلامة بن الأكوع والأخر الأسدي وأبو قتادة وحده، على عين بن حسن ومن معه والرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. فاعطاه وسلم وقال له: خير رجالنا سلام.
في الحديث الأصيل: يدل الدليل على أنه يجوز للمرء أن يتحمل تجمهر الكثير من العدو وحده، وإذا ظن أنه قُتل إذا كان صادقاً في طلب الشهادة، كما فعل سلامة بن العلى وأكرم الاسدي وما فعله هشام بن عامر الانصاري، عندما حمل نفسه بين الصفين ضد العدو نفاه البعض وقالوا: ألقى بنفسه في الهلاك، حيث رد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة بتلاوة كلام من القرآن.

أدلة من السنة:

حديث الصبي وقصته معروفان وهم في الصحيح، حيث قد خدع الفتى المحارب نفسه ودفعها للخروج من أجل مصلحة المسلمين، إذ علمهم كيف يقتله ولم يتمكنوا من قتله إلا بالطريقة التي يرشدهم بها، وكان مسؤولاً عن قتل نفسه لمصلحة الجهاد، وهذا استشهاد شرعي منا مما يدل على ندرة النصوص المؤيدة.


شارك المقالة: