معاهدة واد راس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر اتفاقية واد راس ختام لحرب تطوان، التي اندلعت بين المغرب ودولة إسبانيا، فقد تمّ التوقيع عليها يوم 26 نيسان عام 1860 في مدينة تطوان. وكانت الخسارة المغربية واضحة في تلك الحرب، عن طريق تنازلاتها لإسبانيا، مثل توسيع مساحة سبتة ومليلية على حساب أراض مغربية وإدخال إيفني لدولة إسبانيا، بالإضافة إلى وجود امتيازات مالية تعود بالفائدة للحكومة الإسبانية.

معاهدة واد راس:

لقد جاءت الحملات العسكرية الإسبانية، بقيادة قبائل محلية كرد على المنازعات العسكرية، التي حدثت في المناطق الإسبانية بشمال المغرب. وبعد الانتصار على الجيوش المغربية وسيطرتها في المعركة عام 1860، قرر القائد ليوبولدو أودونيل الإسباني مهاجمة طنجة.
وحاولت الجيوش بقيادة العباس بن عبد الرحمن بمواجهة الهجوم في موقع واد راس، إلا أنه باءت محاولته بالفشل. وأجبرت خسارة الملك محمد الرابع على توقيع اتفاقية سلام ببنود صارمة للمغرب.

أهم بنود معاهدة واد راس:

  • توسيع منطقة سبتة إلى حد جرف أنجرة.
  • تعيين لجنة مشتركة تتكوّن من مهندسين مُختصّين برسم دقيق للحدود.
  • إجبار ملك المغرب بتوفير جماعات تحمي محيط المناطق الإسبانية؛ من أجل معاقبة المغربيين التي تعدَّت على المواقع الإسبانية.
  • تعويض المغرب بدفع 20 مليون دورو لفائدة إسبانيا.
  • دام استعمار إسبانيا لمدينة تطوان؛ حتى يتم دفع التعويض.
  • إجبار المغرب بتأمين نشاطاتها الدعوية في كلّ أنحاء المغرب.
  • إنشاء كنيسة كاثوليكية إسبانية بعد خروج القوات الإسبانية.
  • حصول إسبانيا على مرتبة عالية والأفضل في التبادل التجاري بين الدولتين.
  • تمكين الثغور الإسبانية من شراء الأخشاب التي يتم استغلالها من الغابات وتصديرها.
  • تحرير أسرى الحرب من الطرفين.

نتائج معاهدة واد راس:

على النطاق الداخلي لدولة إسبانيا أدَّت المميزات الماديّة والاستعمارية، التي حصلت عليها بمقتضى اتفاقية واد راس، إلى إبراز صورة الحكومة الليبرالية التي كانت شخصياً بقيادة ليوبولدو أودونيل.
واستطاعت الاتفاقية أيضاً من استرجاع اعتبار الحسّ الوطني عند الإسبان، بالذات بعد تراجعهم عن المد الاستعماري مقارنة بباقي القوى الأوروبية. والسبب يرجع إلى الصعوبات الاقتصاديّة التي خلفتها الحرب الكارلية الثانية.
والذي يدلّ على قيمتها في ذلك الوقت، هو قيام الإسبان بإذابة المدافع المغربية عن طريق استخدام المعدن المُذاب في نحت الأسود، التي لا تزال في واجهة البرلمان الإسباني إلى اليوم.


شارك المقالة: