العينة المعوية في مختبر الميكروبيولوجي

قد يتعرض الإنسان إلى الالتهابات في الأمعاء والمعدة نتيجة لتناوله طعام ملوث بمصادر جرثومية، حيث  يعتبر مختبر الأحياء الدقيقة السريري الراعي الأول في تشخيص مثل هذا النوع من التهابات، لأنه يقوم على زراعة العينات المعوية ومراقبة نمو وتكاثر الخلايا الميكروبية لتكوين مستعمرات ميكروبية يسهل عزلها وتشخيصها ودراستها، والتوصل إلى نتائج مؤكدة لنوع الميكروب المسبب في التهاب الأمعاء والمعدة.

ما هو التهاب الأمعاء والمعدة؟

التهاب الأمعاء والمعدة: هو عبارة عن إحدى أنواع التهابات التي تصيب الإنسان، ويتمثل هذا النوع من التهابات في التهاب بطانة المعدة والأمعاء نتيجة تعرضهما إلى عوامل وأسباب تؤدي إلى تهيج المعدة والأمعاء، حيث إن من هذه العوامل تناول بعض الأطعمة والأدوية التي تؤدي إلى أثارة المعدة، أو تناول بعض الأطعمة الملوثة في مصادر جرثومية مثل البكتيريا أو فيروسات ويعتبر هذا النوع أكثر شيوعاً، ويمكن أن يكون عن طريق انتقال عدوى من شخص مصاب، ويظهر هذا النوع من التهابات على هيئة أعراض ومظاهر سريرية تتمثل كما يلي:

• إسهال مائي شديد.

• ارتفاع في درجات الحرارة.

• استفراغ وغثيان.

• وجع شديد في البطن.

• وجع في المعدة والأمعاء.

ما هو اختبار زراعة العينة المعوية؟

اختبار زراعة العينة المعوية: هو عبارة عن إحدى الفحوصات المخبرية التي يتم إجراءها في مختبر الأحياء الدقيقة السريري، ويستخدم هذا الفحص بشكل شائع من أجل تشخيص الالتهابات والعدوى البكتيرية والفيروسية في الأمعاء والمعدة، حيث يتم زراعة عينة من البراز للشخص مصاب في وسط بيئي صناعي يتم تحضيره داخل مختبر الأحياء الدقيقة السريري من اجل تعزيز نمو وتكاثر الخلايا الميكروبية المسببة في التهابات الأمعاء والمعدة بالتالي يسهل دراستها وتشخيصها.

ما الهدف من زراعة العينة المعوية؟

قد يحدث التهاب المعدة والأمعاء عن الإنسان بسبب مصادر لعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويتشابه كلا النوعين من العدوى في المظاهر والعلامات السريرية لكن هناك اختلاف في طرق العلاج بين كلأ النوعين، لذا لا بد من زراعة العينة المعوية في مختبر الأحياء الدقيقة السريري لتميز بين أنواع العدوى الجرثومية المسببة في التهاب المعدة والأمعاء من أجل التوصل إلى تشخيص وعلاج مناسب للمريض.

كيفية الاستعداد لزراعة العينة المعوية:

إن الهدف من زراعة العينة المعوية في مختبر الأحياء الدقيقة السريري هو الحصول على مستعمرات نقية من الخلايا الميكروبية الممرضة يسهل عزلها ودراستها، لذا لا بد من الابتعاد عن جميع العوامل التي يمكن إن تؤثر على نمو المستعمرات الميكروبية، لذلك يجب على المريض الابتعاد عن تناول أي نوع من المضادات الحيوية قبل إجراء الفحص على الأقل 48 ساعة، كما يجب اخبار الطبيب عن أنواع المضادات الحيوية التي تم تناول في الفترة السابقة من الفحص، لأن المضادات الحيوية قد تمنع نمو وتكاثر الخلايا الميكروبية عند زراعة على الميديا في مختبر الميكروبيولوجي بالتالي قد تؤدي إلى نتائج غير دقيقة وصحيحة.

كيف يتم إجراء  اختبار زراعة العينة المعوية:

عند وصول العينة إلى قسم الاستقبال داخل مختبر الأحياء الدقيقة السريري، يقوم موظفين القسم في التأكد من دقة بروتوكول جمع العينة ونقلها بعيداً عن أي مصادر لتلوث، ثم يتم إرسال العينة إلى قسم زراعة من أجل زراعتها وإجراء الفحوصات الأزمة لها، حيث يتم في قسم زراعة اختيار أنواع من الميديا تناسب عينة البراز لأن البراز توجد فيه الكثير من أنواع البكتيريا الغير ممرضة والتي توجد بشكل طبيعي ومفيد في الأمعاء.

لذا يتم اختيار أنواع من الميديا تعزز نمو وتكاثر البكتيريا الممرضة مثل بكتيريا (salmonella) التي توجد في الأطعمة الملوثة على الأغلب بالإضافة إلى بكتيريا (Shigella)، ومن أهم أنواع الميديا التي يتم من خلالها زراعة عينة البراز ميديا (S.S agar) وميديا (XLD agar)، حيث يتم زراعة عينة البراز بالاعتماد على مبدأ تخفيف ويتم وضع أنواع الميديا في حاضنات تتراوح درجة حرارتها 30 درجة مئوية لمدة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة.

ويتم خلال هذه المدة مراقبة نمو المستعمرات البكتيرية من أجل عزلها ودراستها وإجراء الفحوصات البيوكيميائية لها ومقارنة نتائج الفحوصات مع مورفولوجية المستعمرات البكتيرية لتحديد نوع الميكروب المسبب في التهاب الأمعاء والمعدة، كما يتم إجراء اختبار المضادات الحيوية لتوصل إلى نوع العلاج المناسب لالتهاب.

دور ضبط الجودة في إجراءات زراعة العينة المعوية:

• يقوم موظفين ضبط الجودة من التأكد من بروتوكول جمع العينة ونقلها في بيئة معقمة بعيداً عن مصادر التلوث.

• التأكد من تطبيق كافة قواعد وقوانين السلامة العامة أثناء جمع وزراعة العينة.

• التأكد من طرق تحضير الميديا المستخدمة في زراعة وفق البرتوكول المعتمد.