يُمكن أن يكون البول المُعكّر مُقلقاً، خاصةً عندما لا يعرف الشخص السبب. في بعض الأحيان يُمكن أن يُشير إلى مشكلة في الجهاز البولي، مثل الجفاف أو التهاب المسالك البولية، أو قد يُشير إلى مشاكل في الكلى. كل الأسباب الكامنة وراء البول المُعكّر لها أعراض إضافيّة، والتي يُمكن أن تُساعد الطبيب في التشخيص.
أسباب عكارة البول:
يُمكن أن تشمل أسباب البول المُعكر ما يلي:
أولاً: الجفاف
البول المُعكّر، خاصة إذا كان غامقاً، يُمكن أن يُشير إلى أن الشخص لا يستهلك ما يكفي من السوائل. كما أنّ صغار السن أو كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالجفاف. وأيّ شخص يقاوم مرضاً يسبب الإسهال أو القيء أو الحمْى سيحتاج إلى شرب المزيد من السوائل.
الأشخاص الذين يقومون بممارسة التمارين الرياضيّة الشاقّة أو العمل البدني خلال الأيام الحارة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف إذا لم يشربوا ما يكفي من الماء.
يمكن أن يسبب الجفاف البول المُعكر في بعض الناس، وكذلك الأعراض الأخرى، بما في ذلك:
- البول الأصفر الداكن أو البرتقالي.
- الإعياء.
- الارتباك أو صعوبة التركيز.
- الدوخة.
- جفاف الفم والشعور بالعطش الشديد.
- عيون جافة.
- التبوّل بشكل أقل.
يُمكن أن يُسبب الجفاف الشديد أعراضاً أكثر حدّة، بما في ذلك الارتباك أو فقدان الوعي أو براز دموي أو أسود.
ثانياً: التهاب المسالك البولية (UTI)
يُعَدّ التهاب المسالك البولية سبب آخر شائع للبول المُعكّر أو البني. إذا كانت رائحة البول كريهة بشكل خاص، فقد يكون الشخص مُصاب بعدوى.
عادة ما يكون سبب البول المُعكّر هو إفراز القيح أو الدم في المسالك البولية. قد يكون أيضاً تراكم خلايا الدم البيضاء حيث يحاول الجسم القضاء على البكتيريا الغازية.
ويُمكن أن يحدث التهاب المسالك البولية في أيّ شخص، ولكنه أكثر شيوعاً عند الإناث، وفقاً لمكتب الولايات المتحدة لصحّة المرأة.
جنباً إلى جنب مع البول المُعكر، يُمكن أن يُسبب التهاب المسالك البولية أعراض أخرى، مثل:
- الحاجة المستمرة للتبوّل.
- مُشكلة في التبّول بكميات كبيرة أو مشاكل عند إفراغ المثانة.
- ألمْ حارق أثناء التبوّل.
- رائحة البول الكريهة.
- ألمْ في الحوض، أسفل البطن، أو أسفل الظهر.
يجب على أيّ شخص يُعاني من هذه الأعراض استشارة الطبيب للتشخيص والعلاج. علاج التهاب المسالك البولية في وقت مُبكّر يُمكن أن يُساعد في تخفيف الانزعاج ومنع المضاعفات.
ثالثاً: عدوى الكلى
تبدأ العديد من التهابات الكلى مثل عدوى المسالك البولية والتي تنتشر بعد ذلك، بسبب نقص العلاج الفعّال وتزداد سوءاً بمرور الوقت.
تُسبب التهابات الكلى أعراضاً مُماثلة لأمراض المسالك البولية وقد تُسبب أيضاً أعراضاً إضافية، مثل:
- الحمْى.
- قشعريرة برد.
- تشنجات.
- إعياء.
- استفراغ وغثيان.
- ألمْ في الظهر أو الجانب أو الفخذ.
- بول غامق أو دموي أو سيء الرائحة.
تتطلّب عدوى الكلى علاجاً طبياً فورياً. بدون علاج سريع، قد يُؤدي هذا النوع من العدوى إلى تلف دائم في الكلى.
رابعاً: الأمراض المنقولة جنسياً
وفقاً لمكتب صحّة المرأة، يُصاب حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة بالعدوى المنقولة جنسياً كل عام. بعض الأمراض المنقولة جنسياً الشائعة، مثل السيلان والكلاميديا، قد تُسبب البول المُعكر. السيلان والكلاميديا يدفعان الجهاز المناعي للقتال وإنتاج خلايا الدم البيضاء، والتي قد تختلط مع البول وتعطيه مظهراُ مُعكراً.
قد تسبب هذه الأمراض المنقولة جنسياً أيضاً إفرازات غير عادية من المهبل أو القضيب. هناك علامات أخرى للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي:
- حكة في الأعضاء التناسلية أو الحوض.
- ألمْ غير مبرر في الأعضاء التناسلية.
- ألمْ أثناء أو بعد ممارسة الجنس.
- ألمْ أو حرقان أثناء التبوّل أو القذف.
- طفح جلدي أو بثور أو تقرّحات أخرى على الأعضاء التناسلية.
يُمكن أن يُساعد الاختبار المُنتظم للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الشخص في الحصول على تشخيص مُبكّر والحصول على العلاج. استخدام الحماية أثناء النشاط الجنسي قد يُساعد أيضاً في منع انتشار الأمراض المنقولة جنسياً.
خامساً: التهاب المهبل
التهاب المهبل هو التهاب في الفرج والمهبل، ويُمكن أن يُؤدي إلى البول المُعكر. الالتهابات البكتيرية هي السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الفرج، على الرغم من أن العدوى يُمكن أن تنجم أيضاً عن الفيروسات أو الفطريات.
في بعض الحالات، قد يتفاعل الجسم مع المكونات في الصابون أو المنظفات أو منعمّات الأقمشة أو غيرها من المنتجات.
يمكن أن تسبب هذه التفاعلات التهاب في الفرج والمهبل دون وجود عدوى. تشمل العلامات الأخرى لالتهاب الفرج:
- حكة حول الفرج.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- إفرازات يشبه الجبن.
- رائحة سيئة تزداد سوءاً بعد مُمارسة الجنس.
- التبوّل المؤلم.
سوف يرغب الطبيب في تحديد ما إذا كانت العدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية قبل البدء في العلاج.
سادساً: التهاب البروستاتا
البروستاتا المُلتهبة، أو التهاب البروستاتا، قد يكون أيضاً سبب البول المُعكّر. ذكرت وزارة الصحّة والخدمات الإنسانية الأمريكية أن التهاب البروستاتا يصيب ما بين 10 و 15 في المائة من الذكور في الولايات المتحدة. عادة ما تظهر بسبب الإصابة في البروستاتا.
تشمل الأعراض الأُخرى لالتهاب البروستاتا:
- القذف المؤلم.
- ألمْ أو حرقان أثناء التبوّل.
- حاجة متكررة للتبوّل.
- دم في البول.
- وجع البطن.
- ألمْ في الحوض السفلي، الأعضاء التناسلية.
سابعاً: حصى الكلى
حصى الكلى يُمكن أن تُسبب أيضاً البول المُعكر. أنها تتطوّر من تراكم بعض المعادن في الجسم. قد تمر الحصى الصغيرة دون أي أعراض، لكن الحجارة الكبيرة يُمكن أن تسد المسالك البولية وتُسبب العدوى، ممّا قد يُؤدي إلى القيح في البول، ويعطيها مظهراً مُعكراً.
من الأعراض الشائعة لحصى الكلى ألمْ شديد أسفل الضلوع، بالقرب من الجانب السفلي أو أسفل الظهر. قد يحدث الألمْ أيضاً في الفخذ ويشع أسفل البطن أو أسفل الظهر.
تشمل الأعراض الأخرى لحصى الكلى:
- الحُمْى.
- قشعريرة برد.
- ألمْ أثناء التبوّل.
- خطوط بنية أو حمراء أو وردية في البول.
- رائحة البول الكريهة.
بعض حصوات الكلى لا تتطلّب العلاج. ومع ذلك، فإنّ أيّ شخص يعتقد أنه قد يكون لديه حصوات في الكلى يجب عليه زيارة الطبيب لإجراء التشخيص.
ثامناً: الحمية
في بعض الحالات، يُمكن أن يُسبب النظام الغذائي للشخص أن يكون البول مُعكراً. يُمكن لأيّ شخص أن يستهلك كميات كبيرة من فيتامين (د) أو الفوسفور أن يلاحظ البول المُعكّر لأن كليتيهما ترشحا الفوسفور الزائد خارج الجسم.
تنص مؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية على أن الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والفاصوليا ومنتجات الألبان قد تكون أعلى في الفوسفور.
تاسعاً: مرض السكري أو تلف الكلى
أحياناً مرض السكري أو أمراض الكلى هو السبب الكامن وراء البول المُعكّر. قد يحاول الجسم إزالة السكريات الزائدة التي لا يُمكن مُعالجتها عن طريق إرسالها عبر البول.
قد تشمل العلامات الأخرى لمرض السكري مثل:
- العطش لفترات طويلة، حتى بعد الشرب.
- إعياء.
- فقدان الوزن.
- حاجة مُتكررة للتبوّل.
- الالتهابات المتكررة.
- صعوبة في الشفاء من الجروح البسيطة.
بدون علاج، قد تُؤدي مشاكل مرض السكري في النهاية إلى فشل كلوي. يجب على أيّ شخص مُصاب بمرض السكري أو يُعاني من هذه الأعراض التحدث إلى الطبيب الذي يمكنه التحقق من علامات تلف الكلى.