أبو يوسف الكندي وعلومه

اقرأ في هذا المقال


علم الفلك:

اهتم الكندي بعلم الفلك بشكلٍ كبير، حيث اتبع في منهجه وطريقة تعلّمه نظريّة العالِم بطليموس، والتي ورد فيها بأنّ الأرض عبارة عن مركز لمجموعة من المجالات تدور فيها كل من الكواكب والنجوم والتي لها نفس المركز، هذا وقد أخبر الكندي عن تلك النجوم والكواكب بأنها كيانات عقلانيّة تتبع في حركتها ودورانها الحركة الدائريّة.

إلى جانب ذلك ومع استمرار الكندي بدراساته وأبحاثه توصّل إلى أنّ السبب الرئيسي وراء اختلاف الفصول الأربعة يعود إلى الاختلاف في وضعيّة وحركة كل من الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس، كما أنّ أحوال وطبيعة الناس تختلف بالاعتماد على طبيعة الأجرام السماويّة وكيفيّة ترتيبها فوق بلادهم.

كما أنّه بيّن أنّ الحركة المُستمرة للأجرام السماويّة تؤدي إلى حدوث احتكاك مُباشر في إحدى مناطق القمر، ممّا يؤدي إلى تغيير اتجاه حركة العناصر الأساسيّة كالتربة والماء والهواء والنار، ممّا يجعلها تتجمع في مكانٍ ما حتى تُكوّن كل ماهو موجود في العالم المادي.

الطب والكيمياء:

تميّز الكندي في هذا المجال، حيث عمِل جاهداً على الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات والبيانات التي تتعلّق في كل من الطب والكيمياء، ممّا دفعه إلى تدوين كل ما حصل عليه في كتب ومراجع خاصة بذلك، إلى جانب ذلك فقد سار الكندي على نهج العالِم جالينوس والذي أثر فيه بشكلٍ كبير وواسع.

هذا وقد حقق الكندي نجاحاً بارزاً في استخدامه لمجال الرياضيات في الطب خاصةً في مجال الصيدلة، حيث وضع نظاماً أساسيّاً يعتمد في مبدأ عمله على أطوار القمر حيث يتمكّن الطبيب من خلال هذا المبدأ من تحديد ما هي الأيام الحرجة لمرض المريض، كما أنّه نجح في ابتكار مقياس رياضي يعمل على تحديد نوعيّة وفعاليّة الأدويّة.

البصريات:

قام الكندي بإجراء اختبار على نظرية كل من العالمين أرسطو وإقليدس لبيان صحة كل منهما، حيث اعتقد أرسطو بأنه حتى يتمكّن الإنسان من الوصول إلى درجة الوضوح في رؤيته فإنه يتطلّب وجود وسط شفاف بين كل من العين والجسم فإنّ ذلك الوسط سيكون مليء بالضوء فإذا تم التحقُّق من ذلك فإنّ الصورة ستنتقل إلى العين، في حين اعتقد إقليدس أنّ الرؤية تحدث في أثناء خروج أشعةٍ ما في خطوطٍ مُستقيمة تصدُر من العين على كائن مُحدد فإنها ستنعكس مرةً أخرى إلى العين.

وبعد أن انتهى الكندي من اختبار تلك الفرضيّات توصّل إلى أنّ فرضيّة أرسطو لم تُفسّر تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، في حين أن نظريّة إقليدس نجحت في تفسيرها لطول كل من الظل والانعكاس الذي يظهر في المرايا؛ وذلك نظراً لاعتماد إقليدس بشكلٍ رئيسيّ على أنّ الأشعة لا يُمكن أن تنتقل إلّا في خطوطٍ مُستقيمة، وهذا هو السبب الي جعل الكندي يرجّح نظريّة إقليدس.


شارك المقالة: