ظاهرة الفصول الأربعة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم ظاهرة الفصول الأربعة

ظاهرة الفصول الأربعة: هي ظاهرة كونيّة، تتجلّى فيها قدرة الله عزوجل، فكلُّ فصل لهُ مظاهر وصِفات خاصّة بهِ، تميّزهُ عن غيرهِ من الفصول، ففصل الشتاء يحتوي على الأمطار وما تحملهُ من خير للأرض والبشر، في حين تمتلئ الأرض بالأعشاب الخضراء والزهور المُتميّزة والجميلة، ليأتي بعد ذلك الصيف حيث تنضج الثمار المُلونة تحت تاثير الأشعة الشمسيّة، ليأتي الخريف في الأخير حيث تبدأ أوراق الشجر بالتساقط على سطح الأرض.

تكون الفصول الأربعة

لا يؤثّر بُعد الشمس عن سطح الأرض على تعاقب الفصول الأربعة كما أنّ هذا البُعد ليس لهُ أيُّ آثارٍ أو عواقب على الطقس، حيث تكون الشمس أبعد مايكون عن كوكب الأرض في أحد شهور فصل الصيف وهو شهر تموز، في حين تكون أقرب مايكون في شهر كانون الثاني وهو أحد أشهر الشتاء.

أمّا سبب تعاقب الفصول الأربعة فيعود إلى مَيلان مِحْور الأرض في أثناء دورانها حول الشمس خلال عامٍ كامل، حيث يُعبُر مِحْور الأرض عن الخطِّ الوهميّ الذي يصل بين قطبيّ الأرض مروراً بمركزها، الأمر الذي يجعل محورالأرض يميل دائماً بنفس الاتّجاه في أثناء دورانها حول الشمس، وهذا الأمر هو الذي يجعل المناطق التي تواجه أشعة الشمس بشكل مباشر تتعرّض لأعلى درجات حرارة بالإضافة إلى تعرُّضها لكميّات كبيرة من الضوء.

بحيث يسود في هذه الحالة فصل الصيف، أمّا عندما تكون درجات الحرارة والضوء التي تتلقّاها المناطق المجاورة للكرة الأرضيّة منخفضة يكون فصل الشتاء هو الفصل الظاهر، في حين يسود فصل الخريف أو الربيع عندما لايكون ميل محور الأرض نحو الشمس ولا بعيداً عنها.

كما يحدث الانقلاب الشتويّ في نهاية شهر كانون الاول من كلِّ عام، حيث يتميّز هذا اليوم بِقِصر نهاره وطول ليله، أمّا الانقلاب الصيفيّ فيحدث في نهاية شهر حزيران، حيث يتميّز يومه بطول نهاره وقصر ليله، ليأتي بعد ذلك الاعتدال الربيعيّ أو الخريفيّ فيتميّزان بتساوي ليلهما مع نهارهما، حيث يحدث الاعتدال الربيعيّ في نهاية شهر آذار في حين يحدث الاعتدال الخريفيّ في نهاية شهر أيلول.

هذا وقد يحدث تباين موسميّ في كوكب الأرض، فعندما يكون الشتاء أكثر برودة يكون الصيف أكثر دفئاً في نصفيّ الكرة الأرضيّة، وهذا يعتمد على مدى زيادة الميل المحوريّ، حيث يتغيّر هذا الميل باستمرار؛ الأمر الذي يجعل المواسم أكثر شدَّة في طبيعتها مع استمرار تزايد ميل المحور، يعني أنّه سيصبح الصيف أعلى حرارة، والشتاء أكثر برودة، وعندما يقلُّ الميل تكون الفصول الأربعة أكثر اعتدالاً.

فصل الشتاء

يتميَّز هذا الفصل ببرودته الشديدة، وتساقط الأمطار والثلوج؛ تمّ اشتقاق اسم الشتاء من كلمة جرمانيّة معناها وقت شق المياه، يمتدُّ فصل الشتاء في نصف الكرة الشّمالي من بداية يوم الانقلاب الشتويّ وحتى نهاية يوم الاعتدال الربيعيّ، في حين يمتدُّ من بداية حزيران وحتى نهاية أيلول في نصف الكرة الجنوبيّ.

وفي هذا الفصل يتوقَّف نموّ النباتات حتى يأتي فصل الربيع، كما أنّ بعض من هذه النباتات يموت تاركةً وراءها بذور تبقى في باطن الأرض حتى تنموّ من جديد في موسم الدفء،إضافةً إلى لجوء بعض الحيوانات إلى السُّبات الشتويّ، في حين تموت أعداد كبيرة من الحشرات.

فصل الربيع

يمتدُّ فصل الربيع من آذار إلى حزيران في نصف الكرة الشماليّ، في حين يمتدّ في نصف الكرة الجنوبيّ من أيلول إلى كانون الأول، تبدأ درجات الحرارة في هذا الفصل بالارتفاع تدريجيّاً عند خطوط العرض العاليّة والمتوسطة، في حين يكون التغيُّر في درجات الحرارة عند خط الإستواء قليلاً جداً.

كما أنّ مُدّة فصل الربيع في المناطق القطبية تكون قصيرةً جداً، وفي هذا الفصل يبدأ نثر وبذر المحاصيل، كما تبدأ النباتات بالنموّ من جديد حيث تنتهي فترة السّكون والخمول، كما تبدأ الحيوانات التي قامت بالسُّبات الشتويّ تستقيظ بشكل تدريجيّ، وتبدأ الكائنات بالتكاثر والتّعشيش، في حين تبدأ الطيور في هذا الفصل بالهجرة إلى المناطق القطبيّة.

فصل الصيف

يبدأ في نصف الكرة الشمالي من بداية حزيران حتى نهاية أيلول، في حين يمتدّ من كانون الأول حتى نهاية آذار في نصف الكرة الجنوبيّ، ويمتاز هذا الفصل بارتفاع درجات حرارته بشكل كبير جداً، كما أنّه يرتبط بنموّ النباتات ونُضجها، ونظراً لأهمية هذا الفصل في إنتاج الغذاء فإنّ معظم الشعوب والمناطق تحتفل بقدومه، ومن المُمكن أن تحدث موجات حرٍّ في هذا الفصل والتي تتميّز بارتفاع كبير في درجات الحرارة مع زيادة نسبة الرطوبة الجويّة.

فصل الخريف

يمتدّ في نصف الكره الشماليّ من بداية أيلول إلى نهاية كانون الأول، في حين يكون في نصف الكرة الجنوبيّ من بداية آذار إلى نهاية حزران، تبدأ درجات الحرارة في هذا الفصل بالانخفاض بشكل تدريجيّ خاصةً في مناطق خطوط العرض العاليّة والمتوسطة، كما أنّ هذا الفصل يكون قصير جداً في المناطق القطبيّة.

ففي هذا الفصل تبدأ أوراق الشجر بالتساقط كما أنّ هذا الفصل مرتبط بموسم الحصاد، هذا وتبدأ الحيوانات بجمع غذائها وتخزينه استعداداً للشتاء المُقبل، كما أن فراء الحيوانات السّميك يبدأ بالنموّ، وقد تحدث في هذا الفصل هجرة لأنواع مُتعدّدة من الطيور حيث تُهاجر إلى أماكن دافئة وقريبة من خط الإستواء

المصدر: "الفصول الأربعة: علم البيئة والتغيرات المناخية" - تأليف مارك ر. مولر "فصول السنة: طبيعتها وتأثيرها على الإنسان" - تأليف جون غريغوري وليزلي جونسون "الفصول الأربعة في الأدب والفن: رؤى متعددة" - تأليف ماري كيبتز وبيتر كيلبرو


شارك المقالة: