أسباب الاعتراض على نظرية زحزحة القارات

اقرأ في هذا المقال


نظرية زحزحة القارات:

في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين واجهت نظرية زحزحة القارات التي وضعها فيكنر معارضة شديدة من مصدرين أساسيين؛ أول هذه المصادر هي معارضة العالم هارولد جيفريز من جامعة كامبرج، حيث هاجم نظرية زحزحة القارات خلال بحثه الموسوم (الأرض) الذي صدر في عام 1924.
والمصدر الثاني هو مؤتمر اتحاد جيولوجي النفط الأمريكي في عام 1928، لكن دوافع هذا الاعتراض لم تكن علمية بشكل كامل؛ أي أنها شملت بعض الدوافع الاجتماعية والنفسية والسياسية.

ما هي أسباب الاعتراض على نظرية زحزحة القارات:

  • أسباب علمية: يوجد الكثير من الاعتراضات العلمية التي واجهت نظرية زحزحة القارات، إذ أن البعض منها كان صحيحاً والبعض الآخر لم يكن صحيحاً، ومن أبرزها أن طبيعة القوى التي تسببت في عملية الزحزحة لم تكن مقنعة لمعظم الجيولوجيين ومنهم جيفريز الذي تمكن من خلال عملية حسابية بسيطة من التوصل إلى أن الأرض صلبة؛ أي أنها لا يمكن أن تتأثر في القوى التي افترضها فيكنر.
    فإذا كانت الأرض كذلك فإن الجبال لا يمكن أن تتداعى تحت تأثير وزنها الذاتي، كما أن البحار وقيعانها ستكون مستوية بشكل كامل، كما أن جيفريز افترض أنه إذا كانت قوة المد من القوى التي تتسبب في زحف القارات إلى الغرب كما يدعي فيكنر فإنها من الممكن أن تكون أيضاً من القوى التي تعمل على توقيف دوران الأرض خلال عام واحد وهذا خاطئ.
    أما بالنسبة لما يتعلق في تشابه المتحجرات الحيوانية والنباتية بين القارات المتجاورة، فيعزوه الجيولوجيين إلى جسور كانت موجودة بين القارت ومن ثم اختفت بسبب الحركة العمودية، ومن الأسباب العلمية أيضاً هو وجود الكثير من التساؤلات عن القارات وكيفية تكوين السلاسل الجبلية من قارات متحركة بشكل أفقي ومنتجه إزاحة قاع المحيط.
  • أسباب اجتماعية ونفسية: إن فكرة فيكنر عن زحزحة القارات جاءت لتلغي العديد من الأفكار القديمة وتقوم بإضافة شيء آخر قلب الموازين رأساً على عقب، وهذا ما لا يتقبله معظم الناس بسهولة سواء كانوا من العلماء أو من غيرهم.
  • أسباب سياسية: إن فيكنر (واضع فكرة زحزحة القارات) ذو جنسية ألمانية وخلال الوقت الذي برزت فيه نظريته عن الزحزحة كانت ألمانيا تخوض الحرب العالمية الأولى ضد معظم دول أوروبا، لهذا السبب لم يلقى كتابه الاهتمام الكافي، كما أن هذه الحرب دفعت الكثير إلى معاداة كل من هو ألماني ومنها النظريات العلمية.

شارك المقالة: