اقرأ في هذا المقال
ما هي الطيات المحدبة؟
إذا كانت الطبقات المنطوية تتألف من صخور رسوبية، كما يمكن من خلالها تحديد الأعمار النسبية للطبقات، فسيتم استخدام مصطلح الطيات المحدبة والطيات المقعرة، فالطيات المحدبة (Anticlines) منحوتة من كلمتين لاتينيتين قديمتين وهما (Anti) بمعنى تجاه أو قبالة أو ضد، و(Klinein) بمعنى منحدر.
وفي هذه الطيات تكون أقدم الطبقات موجودة في الجانب المقعر من سطح التطبق، بينما تكون أحدث الطبقات في الجانب المحدب، ويمكن تعرف هذه الطيات بطريقة أخرى على أنها طيات تكون محدبة من أعلى وميل جناحي الطية بعيداً عن بعضهما البعض، حيث أن أقدم الطبقات تكون في اللب الداخلي، في حين أن أحدث الطبقات تكون على الأجنحة والأطراف.
مفهوم الطيات المقعرة:
أما الطيات المقعرة (syncline) فهي مشتقة من كلمتين أيضاً أولهما (syn) بمعنى مع أو إلى، والكلمة الثانية (Klinein) بمعنى منحدر، وفي هذه الطيات تكون أحدث الطبقات في الجانب المقعر من سطح التطبق وأقدمها في الجانب المحدب، أو بتعبير آخر هي عبارة عن طيات مقعرة من أعلى وميل جناحي الطية تجاه بعضهما البعض وأحدث الطبقات في اللب الداخلي وأقدم الطبقات على الأطراف.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة عدم معرفة الأعمار النسبية للطبقات بمعنى عدم معرفة أقدم الطبقات وأحدثها فإننا سنستخدم اصطلاح شكل محدب أو شكل مقعر عوضاً عن طية محدبة وطية مقعرة.
ما هي أشهر أشكال الطيات الصخرية؟
- الزوارق الأرضية: هي عبارة عن أحواض ترسيبية ضخمة، تترسب فيها كميات كبيرة (آلاف الأقدام) من الفتات الصخري، ونتيجة للأحمال التي تمثلها الرواسب فوق بعضها البعض، ستحدث عمليات تحول في الأجزاء السفلية من الأحواض وربما تنبثق بعض المتداخلات النارية نتيجة للضغوط الشديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن نظرية الزوارق الأرضية كانت مطروحة لفترة طويلة من الوقت، وكان علماء الأرض يفسرون في ضوئها معظم الظواهر الجيولوجية، حيث بقيت هذه النظرية مستخدمة حتى طُرحت نظرية بنائية الألواح. - القباء الأرضية: وهي عبارة عن نظائر الزوارق الأرضية وتوجد بالتالي على تخومها، والقباء الأرضية تمثل مصدر الرواسب التي تترسب في الزوارق الأرضية، باعتبار أنها مناطق مرتفعة تحدث لها عمليات تعرية.
- الزوارق الأرضية المركبة: وهي عبارة عن طيات مقعرة عظيمة جداً، تغطي عشرات أو مئات الكيلو مترات، وتتألف الزوارق الأرضية المركبة من قاطرات من الطيات المحدبة والمقعرة الصغيرة.
- القباء الأرضية المركبة: وهي عبارة عن طيات محدبة كبيرة للغاية تتكون من قاطرات من الطيات المحدبة والمقعرة والصغيرة.
- الغاشيات الصخرية: وهي عبارة عن طيات مضطجعة (طيات راقدة) ضخمة لغاية، كما أنها تغطي مناطق شاسعة، وتتكون هذه التراكيب نتيجة لحركة الصخور (وبخاصة الصخور فوق المافية مثل السربنتين) بفعل عمليات الدسر أو الدفع أو الاندفاع.
- الطيات المتجاوزة: وهي عبارة عن مجموعة من الطيات كل طية منها تغطس أو تنساب في اتجاه مختلف بالنسبة للطية السابقة منها وتتراكب معها.
ميكانيكية الطي الصخري:
اهتم الجيولوجيين بدراسة الطبقات الأرضية على سطح الأرض مثل الصخور الرسوبية وما تحتوي عليه من رواسب أو أحافير، حيث يتمكنوا من الوصول إلى آليتها وكيفية نشأتها على سطح الأرض، ومن ضمن الدراسات كانوا قد اهتموا بدراسة الطيات الصخرية وميكانيكية تكون الطيات الناتجة في التراكيب الجيولوجية لمعرفة التشوهات التي تعرضت لها الصخور الأرضية.
يوجد طريقتان أو ميكانيكيتان تتكون من خلالهما الطيات الصخرية، فالطريقة الأولى هي عبارة عن ميكانيكية الانثناء والانزلاق، وينجم عن هذه الطريقة تكون طيات متمركزة، وفي هذه الحالة تحدث عملية انثناء يصاحبها انزلاق عبر مستويات التطبق، وبالتالي فإن الحد الفاصل بين كل طبقة وأخرى يكون نشطاً، وسمك أي طبقة لا يتغير أثناء عملية الطي، كما أن نصف قطر الانحناء بالنسبة لكل طبقة يكون واحداً.
والطريقة الثانية أو الميكانيكية الثانية فهي ميكانيكية الانزلاق، وهذه الطريقة تؤدي إلى تكوين طيات متشابهة، وفي هذه الحالة تحدث عملية انزلاق فقط، ويكون الانزلاق عبر مستويات موازية للمستوى المحوري للطية.
وتمتاز الطيات المتشابهة بالكثير من المواصفات، ومنها أن الحد الفاصل بين الطبقات المنطوية يكون خامداً وسمك الطبقات يكون متغيراً، حيث يكون أكبر ما يمكن عند نطاق المفصلة وأصغر ما يمكن عند الجناحين، ونصف قطر الانحناء يكون متغيراً.
فعلى سبيل المثال تم دراسة طية متمركزة في منطقة سولاف بسيناء، حيث توضح الطية ميكانيكية الطي بالانثناء والانزلاق، وهي من الطيات الصخرية المعروفة والتي تم دراستها من قبل الكثير من الجيولوجيين.
كما أن المكاشف الصخرية والطيات هي مكامن لتجمع النفط في قمم الطيات، ومن الجدير بالذكر أن الطيات تعد مركز لتجمع المواد المعدنية مثل: الفوسفات أو البوتاسيوم أو معدن الذهب، لهذا السبب تم اعتبار الطية جزء مهم في علم الجيولوجيا وتعتبر من القواعد للموارد الاقتصادية المهمة.