الطيات الصخرية الناتجة بالانحناء والطي الزاوي

اقرأ في هذا المقال


ما هي الطيات الصخرية الناتجة بالانحناء والقص؟

يحدث كثيراً أن يؤثر الانحناء على الطبقات الصخرية في نفس الوقت الذي يؤثر فيه القص عليها، حيث أنه من المعروف لدى الجيولوجيين أنه عندما يعاني طي متساوي السماكة من تقصير متزايد من الممكن أن يتم الوصول حينها إلى نقطة التقطع، حيث تتشكل فوالق صخرية في بعض أجزاء الطبقة.
وفي هذه الحالة لا يتوقف الطي، وإنما يستمر في العمل مع الفوالق الصخرية في نفس الوقت، ولكن تكون بحقل جهود جديد؛ وذلك لأن الجهد الأعظم يمتص من قبل الفوالق وبهذه الطريقة يتم التمييز بين مرحلتين من الطي، فالطريقة الأولى تكون سابقة للتقطع الأولي والثانية تكون لاحقة لهذا التقطع.
ويمكن للفوالق أيضاً أن تكون سابقة للطي ذو السماكة المتساوية، ففي هذه الحالة يأخذ هذا الطي قالب الفالق الصخري فينتج طي فالقي ثم يتمكن الجيولوجيين بعدها من التمييز بين مرحلتين من التشوه الصخري، فعندما يكون التقطع معاصراً للطي تعاني الكسور من دوران فنميز فوالق متناحية وفوالق لا متناحية.
إن الفوالق المتناحية تكون أكثر وضوحاً وأكثر تطوراً، وهكذا يمكن تفسير تشكل الفوالق المائلة على التطبق في أجنحة الطي عندما تكون الأجنحة صلبة.

ما هي الطيات الصخرية الناتجة بالانحناء والتسطح؟

نادراً ما يتشكل التسطح لوحده، فعندما نكون بصدد مجموعات رسوبية غير متجانسة ذات ليثولوجية متباينة كما هي الحالة العامة، فإن الانحناء يسبق أو يرافق دوماً التسطح بحيث أن طيات المجموعات الصخرية تقوم بإدخال الميكانيكيتين معاً دوماً.
وفي حالة حدوث الانحناء قبل التسطح تتشكل طيات متساوية السماكة تتعرض لتسطح في مرحلة ثانية، وينجم عن ذلك طيات تكون أطرافها متقاربة نحو الأسفل في المحدبات والأجنحة، وتبدو أجنحتها مرققة في اتجاه عمودي على التطبق أو تزداد سماكتها في اتجاه موازي للمستوى المحوري، وهذا ما يميزها عن طيات التسطح السابقة من الناحية الهندسية.
وإذا كان التسطح الذي يتوضع على الطي متساوي السماكة غير متجانس ينجم طيات أكثر تعقيداً من الناحية الهندسية، وبما أننا غالباً ما نكون بصدد تعاقب مستويات متباينة ميكانيكياً فإننا نحصل على تسطح هام في مستويات دون أخرى، وهذا يعود إلى اضطراب مستويات التسطح حول الطي الموجود سابقاً.
أما إذا كان التسطح مرافقاً للانحناء كما في حالة مجموعات متباينة ليتولوجياً مثل مجموعات مارنية كوارتزية فإن المارن سيتعرض لتسطح، حيث إن الانحناء الذي يصيب الكوارتزيت يؤثر على المارن الذي يتسطح، وهذا التسطح يخفف من تأثير الانحناء كلما ابتعدنا عن الكوارتزيت، بحيث يكون الطي في مستوى المارن أقل شدة منه في مستوى الكوارتزيت.
كذلك بما أن شعاع الانحناء للطي متساوي السماكة يتناقص مع ازدياد التسطح، فإن أشكال التسطح ستضطرب في نهاية مستوى الكوارتزيت، إن هذه الاضطرابات مشابهة لتلك التي تحدث في الطيات متساوية السماكة، ففي نواة المحدب تزداد قيمة التسطح أما في القمم فيحصل العكس.
إن شكل الطي الدقيق يتوقف على الفروق الليثولوجية بين المستويات المختلفة؛ أي على شدة كل من الانحناء والتسطح، بالإضافة إلى ذلك فإن الزاوية بين التطبق ومستوى التسطح تؤثر بشكل مباشر في شكل الطي، فإذا كانت قريبة من 90% نحصل على طي متناظر وإذا ابتعدنا عن هذه القيمة نحصل على طي غير متناظر فكلما كانت الزاوية ضعيفة.

ما هو الطي الصخري الشريطي والطي الزاوي؟

تستخدم عبارة (knick) للدلالة على طيات صخرية متشابهة خاصة ذات مقاييس صغيرة، حيث شعاع الانحناء لها معدوم أو ضعيف جداً وحيث الأجنحة والمستويات المحورية مستوية، في مقطع تتوافق المستويات المحورية مع نقاط تغير الانكفاء (أو نقاط الارجاع) (point de rebroussement) لمختلف الطبقات الأرضية ومن الواضح أن المادة الملتوية غير متجانسة وغالباً ما تكون عبارة عن شيست.
يمكن لهذه الطيات أن تكون معزولة أو متباعدة عن بعضها وتبدو في مقطع على شكل ألواح ذات أطراف متوازية، مما جعل مؤلفي البلاد الجيولوجيين يسمونها بـ (knick bandes)، إن عرض هذه الألواح هو عادة أصغر من 10 سانتي متر وغالباً من درجة سانتي متر واحد.
يمكن لهذه الألواح أن تكون متباعدة عن بعضها بشكل منتظم فنسميها طيات دقيقة بشكل كبير وعبارة عن طي زاوي، بحيث أن شعاع انحناء الطبقات يبقى ذو قيمة على الأقل من طرف واحد من الطبقات بحيث تتشكل فراغات مثلثية بين طبقتين من الطبقات الأرضية على سطح الأرض، إن أبعاد الطيات الصخرية ليست محددة كما هي الحال في طيات الـ (nick)، إذ نجد منها ما يصل إلى مقياس الهكتومتر ولكن المادة تكون دوماً غير متجانسة.
على الجيولوجي أن يبذل جهد كبير لتمثيل واظهار مظهر السطح المحوري على الخرائط الجيولوجية، حيث يحدد الاتجاه والميل وكذلك ميل محور الطي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: