أصل المغناطيسية الأرضية

اقرأ في هذا المقال


ما هو أصل المغناطيسية الأرضية؟

قام الجيولوجيين بدراسة مغناطيسية الأرض والتعرف على أهميتها وفهم آلية استعمالها كدليل على صحة نظرية زحزحة القارات، التي افترضها الفريد فاكنر عام 1912 ونظرية انتشار قاع المحيط التي قدمها هاري هيس عام 1960، وبالاعتماد على المغناطيسية القديمة للأرض تم التوصل إلى ظاهرتين هما ظاهرة تجوال الأقطاب الظاهري وظاهرة الانقلابات المغناطيسية.
ومع أن المغناطيسية الأرضية هو موضوع لم يتم الكشف فيه عن كل جوانبه إلا أن أكثر النظريات قبولاً في هذا المجال هي النظرية الديناميكية، والتي تسمى أيضاً باسم النظرية المغناطيسية الكهربائية، حيث أن هذه النظرية تفترض أن حركة دوران الأرض تكون بعكس اتجاه دوران عقرب الساعة مع وجود تيارات حمل حراري في غلاف اللب الخارجي السائل للأرض ووجود لب صلب داخلي للكرة الأرضية يتسبب في توليد تيارات خفيفة كهربائية.
كما أن التداخل بين التيارات الكهربائية وحركة تيارات الحمل الحراري داخل غلاف اللب الخارجي تتسبب في توليد حقل مغناطيسي، وحركة السوائل في منطقة غلاف اللب تتأثر في حركة دوران الأرض وبالتالي تؤثر على الحقل المغناطيسي للأرض وتمنحه خاصية ثنائية الاستقطاب، حيث يلاحظ قرب الأقطاب المغناطيسية من بعضها البعض في معظم الأوقات.
ومن المهم ذكر أن نسبة قليلة من الحقل المغناطيسي الأرضي لا يرجع مصدرها إلى باطن الأرض بل يرجع إلى حركة التيارات الكهربائية في منطقة الأينوسفير من الغلاف الجوي، حتى إن البعض من العلماء اعتقدوا بأن تقريباُ 3% من المجال المغناطيسي الأرضي لا يمكن حسابه في نظرية المغناطيسية الكهربائية، بل أنه يعود إلى جريان تيارات كهربائية من الأرض إلى الغلاف الخارجي وعكسياً عن طريق سطح الأرض.

الحقل المغناطيسي:

الحقل المغناطيسي هو عبارة عن المنطقة التي تؤثر فيها القوة المغناطيسية على الأجسام المغناطيسية، والحقل المغناطيسي موجود بثلاثة أبعاد حول المغناطيس ولكنه عادة يكون ممثل بخطوط قوة وهمية متجهة من القطب الجنوبي نحو القطب الشمالي من غير أن تتقاطع مع بعضعها البعض، لهذا السبب نرى أن الإبرة المغناطيسية تتجه بشكل موازي لاتجاه خطوط القوة المغناطيسية.
ويكون الحقل المغناطيسي قوة متجهة أي أنه يتعين بقيمة واتجاه، وقيمة هذا الحقل المغناطيسي تزداد مع اتجاه قطبي المغناطيس بسبب زيادة كثافة خطوط القوة المغناطيسية في تلك المنطق وتقل مع الابتعاد عنها، ومن الممكن العمل على قياس اتجاهات خطوط المغناطيسية الأرضية عن طريق قياس زاويتين وهما: زاوية الميل المغناطيسي وزاوية الانحراف المغناطيسي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: