ما هي أنواع القياسات التي توضح قيمة الجاذبية الأرضية؟
قياسات الجاذبية الأرضية تختلف ميداناً وواقعياً؛ والسبب في هذا الاختلاف هو طبغرافية سطح الأرض والتضاريس التي تكون غير مستوية والاختلاف في نقاط القياس الميدانية فوق أو تحت سطح البحر، والسبب الثاني هو وجود كتل أو كثافة صخرية مختلفة تكون واقعة بين المستوى المرجعي وبين نقاط القياس، بالإضافة إلى حدوث تغيير في قيم الجاذبية الأرضية؛ بسبب حدوث تغير في خطوط العرض، لهذا السبب فإن التغير والاختلاف في قيم الجاذبية الناتجة ميدانياً والتي تتشكل من وجود عدم تجانس في الكثافة الصخرية تحت سطح الأرض يدعى باسم الشذوذ الجذبي.
إن استعمال الطريقة الجذبية خلال عمليات الاستكشافات المعدنية ناتج عن حقيقة كون الترسبات المعدنية مختلفة في الكثافة عن تلك الصخور التي تحيط بها، وهذا يقدم حيود أو انحراف في القراءات الجذبية المعروفة للمجال الجذبي الأرضي، بالإضافة إلى استعمالها في الكشف عن التراكيب الجيولوجية تحت السطحية مثال عليها الكسور أو الفوالق أو التكهفات التي تقدم تغيرات في القراءات الجذبية، ويوجد نوعان من القياسات التي تساعد على التعرف وتوضيح قيمة الجاذبية الأرضية في أي مكان على سطح الأرض.
وأول هذه الأنواع هي القياسات المطلقة، إذ أن عملية التعرف على نتيجة الجاذبية الأرضية بشكل مطلق هي تجربة تحتاج إلى عناية كبيرة جداً، وذلك يكون من خلال استعمال البندول والذي من الممكن أن نجعل أي جسم واقعي يتأرجح على محور، حيث يكوّن بندول ونحدد جاذبيته حينها، أو من خلال قياس زمن السقوط الحر لجسم محدد ضمن مسافة معينة، ويتم تطبيق هذه التجربة في غرفة خالية من الهواء.
أما النوع الثاني فهو القياسات النسبية، والتي من خلالها يتم تعيين قيمة الجاذبية النسبية بين موقعين بشكل دقيق جداً، ويكون هذا من خلال قياس قيمة الجاذبية نفسها ومن ثم تعيين الفروقات الجذبية بين هذه الموقع، وخلال هذا الوقت تم اعتبار البندول بأنه طريقة ثانوية لتقديم القياسات الجذبية بعد تطور وتقدم الأجهزة الحديثة.
فالأجهزة الحديثة تكون ذات سرعة ودقة أكبر لتطبيق القياسات النسبية وتكون حساسة جداً وقابلة النقل، وتسمى هذه الأجهزة باسم المجذاب، وهو عبارة عن جهاز وزن حساس، والعنصر الموجود في هذا المجذاب والذي يقوم بالاستجابة إلى تغيرات الجاذبية هو نابض لولبي يكون ذو كتلة ثابتة في نهايته، أي تغير يحدث لوزن الكتلة يتسبب في حدوث تغيير في الإزاحة، مما يعني سحب النابض باتجاه الأعلى، وذلك يدل على وجود تغيير في الجاذبية الأرضية.