اقرأ في هذا المقال
التراكيب الصخرية النارية:
تعرف التراكيب الصخرية النارية بأنها أجسام ذات أشكال وأحجام مختلفة تتشكل من الصخور النارية، وهي نوعين التراكيب النارية الداخلية التي تتشكل من تصلب الصهير أسفل سطح الأرض، والتراكيب النارية الخارجية التي تتشكل من تصلب الحمم فوق سطح الأرض أو بسبب تطايرها في الهواء، ومن ثم حدث لها تجمع على سطح الأرض لتشكيل طبقات من الصخور النارية الفتاتية.
ما هي أهمية التراكيب الصخرية النارية في الجيولوجيا التركيبية؟
هناك من يرى أن دراسة التراكيب النارية هي فقط من مهام المختصين بالصخور النارية وأنه ليس له علاقة في اهتمامات الجيولوجيا التركيبية، لكن الجيولوجين لا يتفقون مع هذا الرأي؛ وذلك بسبب وجود الكثير من الأسباب التي تُلزمنا على دراسة التراكيب النارية ضمن الجيولوجيا التركيبية.
ومن الأسباب أن التراكيب النارية الواسعة خلال صعودها إلى الأعلى تتسبب في حدوث تشويهات مهمة في الصخور المحيطة بها، كما أن شكل واتجاه الكثير من التراكيب النارية هو نتيجة مباشرة تدل على وجود تراكيب ثانوية سابقة في الصخور المحيطة مثل الكسور أو الطيات الصخرية، إذ أن التراكيب النارية ترتبط بشكل مباشر مع الفعاليات التكتونية للقشرة الأرضية والتي تتمثل في حركة الأطباق الأرضية.
وآخر الأسباب أن التراكيب النارية تحتوي على الكثير من التراكيب المهمة في الجيولوجيا التركيبية مثل التورق والتخطط والتي تتشكل بسبب عملية التشويه إما خلال أو بعد حدوث الاختراق.
من الممكن فهم طبيعة تشكل التراكيب النارية عن طريق تطبيق مبادئ حركة الأطباق الأرضية والتي تنص على أن الغلاف الصخري للأرض يتشكل من مجموعة من الأطباق المقلوبة على سطح الكرة، وهذه الأطباق تكون بحالة مستمرة من الحركة بسبب وجود تيارات حمل في منطقة الجبة التي تقع أسفل الغلاف الصخري.
حيث إن غرف التراكيب والصهير تتشكل بسبب غوران القشرة المحيطية أسفل القشرة القارية في نطاق تصادم طبقين وتشكل ما يعرف بنطاق الغوران، حيث أنه النطاق الذي ينزل فيه الطبق المحيطي أسفل الطبق القاري (أو أنه ينزل أسفل طبق محيطي ثاني)؛ والسبب في ذلك أن الطبق المحيطي ذو كثافة أكبر من الطبق القاري.
وخلال نطاق الغوران يذوب الطبق المحيطي الغائر، ويحدث الذوبان عند عمق 100 إلى 200 كيلو متر كإذابة جزئية بسبب نزوله في الغلاف الواهن الساخن، ومن بعد ذلك يتحول الجزء النازل من الطبق المحيطي إلى صهير ذو حجم كبير وكثافة قليلة، وهاتين الصفتين تساعد الصهير على الصعود باتجاه الأعلى وتساعد على تجمعه في الغلاف الصخري.
عندما يتصلب الصهير في داخل القشرة الأرضية فإنه يشكل ما يعرف بالتراكيب النارية الداخلية، أما اذا استمر الصهير بالصعود إلى الأعلى ووصل إلى سطح الأرض ومن ثم تصلب عليها فإنه سوف يشكل ما يعرف بالتراكيب النارية الخارجية، من الممكن أن تتشكل التراكيب النارية أيضاً في مناطق تباعد طبقتين أي في مناطق حواجز وسط المحيط أو من الممكن أن يوجد في المناطق التي يقترب فيها ريش الجبة (mantele plume) من سطح الأرض إما أسفل القشرة القارية أو في أسفل القشرة المحيطية.
والتراكيب النارية الداخلية (هي عبارة عن كتل من الصخور تكونت من تصلب الصهير أسفل سطح الأرض) تم تصنيفها بالاعتماد على حجمها وشكلها بالإضافة إلى علاقتها مع الصخور الأقدم المحيطة بها، فأصنافها هي تراكيب نارية داخلية ثانوية وتراكيب نارية داخلية رئيسية.
فالتراكيب النارية الاختراقية الثانوية تعرف بأنها أجسام نارية تملك أشكال صفائحية أو أنبوبية ذات أبعاد تتراوح من بضعة أمتار إلى عشرات الأمتار؛ أي أنها لا تصل إلى الكيلو مترات ولها أربعة أنواع رئيسية، (القاطع، السد، السدادة، العرق)، فالقاطع هو جسم ناري ذو شكل صفائحي ومتوازي الجانبين ولا يكون موافقاً للتراكيب الصخرية المجاورة له، وفي العادة يكون القاطع ذو ميل عالي أي أنه أقرب للوضع الشاقولي.
تتواجد القواطع عادة على شكل مجاميع تدعى حشود القواطع وهي إما أن تكون شبه متوازية أو شعاعية مع بعضها البعض، لكن هذا لا يمنع من أن تتواجد على شكل مجاميع مخروطية تميل جميعها باتجاه نقطة مركزية واحدة ترتبط بمصدر الصهير، وفي هذه الحاله يعرف باسم الصفائح المخروطية.
السد هو عبارة عن جسم ناري ذو شكل صفائحي ومتوازي الجانبين ويكون موافقاً للتراكيب الصخرية المجاورة له، وهو ذو ميل قليل وأقرب للوضع الأفقي، أما السدادة هي جسم ناري ذات شكل أنبوبي ذات قطر يتراوح من 100 إلى 1000 متر، والسدادة عادة تكون العنق البركاني، وأخيراً العرق هو جسم ناري صغير ذو عرض يبلغ بضع سانتي مترات أو أمتار قليلة، وهو ذو شكل صفائحي أو شكل غير منتظم، وفي العادة يقوم العرق بتشكيل فروع أو أذرع لأجسام نارية أكبر.