اقرأ في هذا المقال
ما هي أهم المعلومات عن علم المتحجرات الطبقي؟
إن الغلاف الحياتي ليس منتظماً في الصفات، بل يتغير اعتماداً على التوزيع الأفقي والعمودي للأحياء، إن طبيعة الانتشار للأحياء تعتبر الأساس للتقاسيم الجيولوجية الحياتية في الغلاف الحياتي، أما التوزيع أو الانتشار العمودي للأحياء يعتبر أساساً لدراسة توزيع الغلاف الحياتي بالنسبة للعمق أو الإنغماس بالماء.
يعتبر التوزيع الحالي للأحياء وبالأبعاد الثلاثة مساعد كبير جداً في تحليل ومعرفة سجل وتوزيع المتحجرات (المستحاثات)، وعلى الجيولوجي أن يهتم أيضاً بدراسة الزمن، والبعد الرابع يتلخص في أن علم المتحجرات يتطلب فهماً جيداً للتغيرات التي تتم في التوزيع الأفقي الجيولوجي والعمودي للأحياء ويتطلب فهماً لتأثير التطور العضوي (الأبدي والمستمر) على صفات الغلاف الحياتي، حيث أن البعد الرابع يوفر لنا كل ضروري وأساسي في الاستنتاج الجيولوجي.
علم البيئة القديم والحديث وعلاقته بالمتحجرات الطبقية:
إذا كانت العلاقة بين الأحياء وبيئتها تعرف بأنها علم البيئة (ecology)، فإن دراسة واستنباط البيئات القديمة من دراسة الصخور وما تحتوي عليه من متحجرات من الممكن أن تشكل ما يعرف بالبيئة القديمة، أما دراسة العلاقة الموجودة حالياً بين أي حيز أو بيئة وما يسكنه من أحياء فمن الممكن أن يسمى بالبيئة الحديثة، الفرق بين دراسة البيئة الحديثة ودراسة البيئة القديمة أنه خلال البية القديمة من الممكن قياس كافة العوامل والمؤثرات والقوى المؤثرة سواء على الطبيعة ثم تمثيلها في المختبرات.
إن التجربة تدل على أن المجاميع السكانية للأحياء في أي منطقة (سواء كانت في قاع البحر أو على قمة جبل) تتكون من أشخاص مهاجرين وأشخاص آخرين مواطنين مستقرين.
إن علماء البيئة عرفوا المجموعة من الأحياء التي تعيش مجتمعة معاً في بيئة متفاعلة معها بأنها biocoenosis، وعرفوا أن المنطقة أو الجزء الذي تتواجد فيه مجموعة حياتية متجانسة متكيفة مع بيئتها تعرف باسم (المربع biotope)، لكن تطبيق هذه القاعدة على الماضي واستخلاص المعلومات عن المجاميع الحياتية وأماكنها من دراسة الصخور التي تحتوي على المتحجرات يعتبر أمر صعب وقد يحتاج إلى خيال واسع.
إن الأحياء بعد موتها من الممكن أن تبقى في أماكنها الأصلية (مرابعها الأصلية) وثم تدفن أو من الممكن أن يتم نقلها بواسطة التيارات الناقلة لتترسب في أماكن جديدة، والكثير من الكائنات خاصة تلك التي لا تحتوي على أجزاء صلبة من الممكن أن تتعرض للتلف أو التمزق والتهشم، حيث يتحول قسم منها إلى متحجرات، ومن المهم معرفة أن دراسة المتحجرات ومجاميعها وأصنافها هي الأساس لاستنباط بيئة الترسب.