من هو إرنست رذرفورد؟
إرنست رذرفورد؛ كان عالماً وفيزيائياً ومخترعاً مشهوراً في زمانه وحتى بعد وفاته، قدّم العديد من الابتكارات والاختراعات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم دولته، إلى جانب إسهاماته العلمية التي كانت بمثابة ثورة علمية ضخمة، لُقّب باسم “أبو الفيزياء النظرية”، توفي في التاسع عشر من شهر أكتوبر لعام “1937” للميلاد وهو في السادسة والستون من عمره.
ولد إرنست رذرفورد في الثلاثين من شهر أغسطس لعام “1871” للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة نيوزلندا التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ أولى أبحاثه ودراساته كانت في مسقط رأسه، إلى جانب ذلك فقد كان رذرفورد ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها وعملها؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً علمية وعملية في سنٍ مبكر.
عُرف عن إرنست رذرفورد أنّه كان كثير السفر والتنقّل، حيث يقال أنّه زار مُعظم مناطق ودول العالم؛ بهدف إكمال دراساته، إلى جانب رغبته في الحصول على كماً علمياً هائلاً يُمكّنه من البدء باختراعاته وتجاربه دون أن تواجهه أية صعوبات.
حظي إرنست رذرفورد على اهتمام العديد من الأساتذة والعلماء الذين كان قد تلّمذ علي أيديهم، إلى جانب حصوله على العديد من الجوائز والمنح؛ كتقديراً له على الجهود التي بذلها وتشجيعاً له في إتمام أبحاثه وأعماله؛ حيث حصل في بداية حياته على منحةٍ تعليمية من جامعة كامبردج في إنجلترا، إضافةً إلى حصوله على جائزة المحاضر لفارادي وجائزة السلام الألمانية وجائز نوبل في الكيمياء.
إلى جانب الجوائز والمنح التي حصل عليها إرنست رذرفورد، فقد كان لابتكاراته وإسهاماته دوراً كبيراً في حصوله على مجموعة من الميداليات والأوسمة التي كانت السبب وراء إصراره على نجاح أبحاثه واختراعاته، خاصةً أنّه كان يعتمد بشكلٍ رئيسي على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أية إسهام أو اختراع، ومن أهم الميداليات التي حصل عليها؛ الميدالية البيكرية ووسام رمفورد وغيرها الكثير.
تولى إرنست رذرفورد العديد من المهام والأعمال التي ساهمت في تحسين مستواه العلمي والفكري والثقافي، حيث عمل في بداية حياته أستاذاً جامعياً في العديد من الجامعات، كما أنّه بدأ العمل في واحداً من أهم وأشهر المعامل العلمية تحت إشرافٍ واهتمامٍ كبير من العالم طومسون الذي اخترع الإلكترون.
أشهر إنجازات إرنست رذرفورد:
تمكّن رذرفورد من تقديم العديد من الابتكارات والإنجازات التي أحدثت ضجةً علمية ضخمة في تطوّر العديد من العلوم بما فيها علوم الكيمياء والفيزياء، ومن أهم تلك الإنجازات:
- ركّز رذرفورد في أبحاثه ودراساته على دراسة كل ما يتعلق بالأشعة الصادرة من عنصر الراديوم، حتى تمكّن من تقديم دراسةً تفصيلية وشاملة حول ذلك الموضوع.
- تمكّن رذرفورد من اكتشاف المكونات الرئيسية للأشعة الصادرة عن عنصر الراديوم، حيث تبيّن معه أنّ تلك الأشعة تتكوّن بشكلٍ رئيسي من ثلاثة مكونات رئيسية؛ أشعة ألفا وبيتا وغاما.
- سعى إرنست رذرفورد في دراساته لتقديم شرحاً كاملاً عن الأنواع الثلاثة للأشعة حتى تبيّن معه أنّ أشعة ألفا هي عبارة عن جُسيمات موجبة الشحنة تتكوّن بشكلٍ رئيسي من أنوية ذرة الهيليوم، أمّا أشعة بيتا فقد وضّح أنّها عبارة عن جُسيمات سالبة الشحنة تتكوّن من مجموعة من الإلكترونات السريعة، في حين أخبر عن أشعة غاما أنّها عبارة عن موجات كهرومغناطيسية صادرة عن الجسم المشع.
- يُعتبر إرنست رذرفورد أول عالماً فيزيائياً قام بوضع نظرية النشاط الإشعاعي.
- نجح إرنست رذرفورد من خلال دراسته وأبحاثه من ابتكار نموذجاً خاصاً بالذرة عُرف باسم” نموذج رذرفورد للذرة”، حيث اعتمد في ابتكاره هذا على دراسة التصادمات التي تحدث بشكلٍ رئيسي بين أشعة ألفا والعناصر المُختلفة.
- اتجه رذرفورد في حوالي عام “1919” للميلاد للبدء بسلسة جديدة من التجارب، حيث اعتمد في ذلك على البدء بعملية قذف لأنوية ذرات العناصر بمجموعة من جسيمات ألفا؛ وذلك بسبب حدوث تغير مُفاجئ للتركيب الذري لتلك الأنوية.
نموذج رذرفورد للذرة:
قدّم العالم إرنست رذرفورد نموذجاً تصويرياً خاصاً بتركيب الذرة، حيث تم ابتكار هذا النموذج بعد أن قيامه مع مُساعدة مجموعة من الأساتذة والطلبة بإجراء تجربةٍ على رقائق الذهب، ثم بدأ بدراسة أهم النتائج التي ظهرت من تلك التجربة، حتى نجح في تحديد التركيب الرئيسي للذرة.
تمكّن إرنست رذرفورد من خلال دراساته لنموذج الذرة من الوصول إلى أنّ هذا النموذج تكوّن نتيجة وجود شحنة مركزية قوية تتركز في مكانٍ صغير مُقارنةً بباقي مكونات الذرة، إلى جانب أنّه كان يحتوي على مُعظم كتلة تلك الذرة، والتي تمت تسميتها فيما بعد بالنواة.