ابن اللجائي

اقرأ في هذا المقال


من هو ابن اللجائي؟

هو عبد الرحمن بن أبي الربيع اللجائي الفاسي، يُكنى بأبو زيد، عُرف في زمانه باسم” ابن اللجائي”، كان عالماً رياضياً وفيلسوفاً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.

كان ابن اللجائي من مواليد مدينة المغرب التي كان قد مكّث فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى دراساته كان قد مارسها في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات أو الأقاويل، كما أنّه لم يتم ذكر الكثير عن سيرة حياته، ولكن عُرف عنه أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر المعروفة والتي اشتهرت بعلمها ودراساته، كما أنّها كانت تحث على ضرورة التزام الفرد بأعماله واعتماده على ذاته؛ الأمر الذي جعل من ابن اللجائي شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية.

لم تقتصر اهتمامات وميولات ابن اللجائي على الرياضيات والفلك فقط، بل كانت له العديد من الاهتمامات في شتى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلسفة إلى جانب اهتمامه في علوم المنطق والرصد والتنجيم؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً كبيرة في زمانه وحتى بعد وفاته.

إضافةً إلى ذلك فقد استطاع ابن اللجائي من دراسة علم الحساب والعدد والمُقارنة، حتى أنّه حقق نجاحاتٍ كبيرة وواضحة ساعدته في الحصول على العديد من المُكافئات والتقديرات والجوائز.

عُرف عن ابن اللجائي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، كما أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممن عاصره من علماء وحكماء وفلاسفة.

هذا وقد يعود السبب الرئيسي وراء كثرة سفر ابن اللجائي وتنقلاته هو أنّه لم يكتفي بالعلوم والمعرفة التي أخذها عن من عاصره من علماء وأساتذة، فقرر الانتقال إلى عدد من الدول المجاورة والتي بدأ يتعلّم فيها كل الأمور والمفاهيم التي تتعلّق بعلم الرياضيات ومجالاته، إلى أن حصل على كماً علمياً واسعاً مكّنه من العودة إلى مدينة المغرب التي حظي بها بمكانةٍ وتكريماتٍ عديدة.

اشتهر ابن اللجائي بذكائه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان صاحب رأي سديد وصائب، لا يرضى بالظلم والإهانة، مُحباً للخير، كثير العمل والعلم، واسع المعرفة، كما أنّه كان يتمتع بذاكرةٍ قوية ساعدته بشكلٍ واضح على تطوير فكره وثقافته وعلومه.

كان ابن اللجائي واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، حيث قدّم العديد من الإنجازات والاكتشافات التي زادت من علومه ومعرفته إلى جانب دورها الكبير والواضح في تقدّمه وزيادة مكانته ودرجته، هذا وقد عُرف عن ابن اللجائي أنّه كان من أصحاب الأموال الكثيرة والتي كان قد حصل عليها نتيجة عمله المتواصل.

اعتمد ابن اللجائي في تقديم أبحاثه ودراساته في علوم الرياضيات ومجالاته بالتحديد على مبدأ التجربة والتطبيق، حيث كان لا يُقدّم أيُّ إسهامٍ أو اختراع إلّا بعد تأكده من أنّه صحيح خالي من الأخطاء؛ وذلك لإيمانه أّن ذلك العلم لا يقبل الخطأ.

تولّى ابن اللجائي العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصيةً أكثر شهرة وتطور، كما أنّ مكانته وقيمته زادت في نفوس العديد من الممالك والحكّام والسلاطين، حيث بذل العديد من الجهود والتضحيات ليتمكّن من تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام.

نبذة مُختصرة عن ابن اللجائي:

عُرف عن ابن اللجائي أنّه كان يُقدم العديد من المُحاضرات والندوات في شتى الدول والمدن التي يزورها والتي كان يحضرها العديد من كبار الشيوخ والأساتذة والعلماء، حيث كان يتناول في تلك المُحاضرات الحديث عن أهم المبادئ والقواعد التي يجب على أي عالم أو أستاذ أو طالب علم أن يلتزم بها، إلى جانب حديثه عن أهم العلوم والمعارف التي حصل عليها؛ الأمر الذي جعله يأخذ عن من يحضروه العديد من علومهم وفكرهم، كما أنّه كان قد تلّمذ على يد أشهرهم.

حظي ابن اللجائي بمكانةٍ كبيرة في نفوس من عاصره من علماء، كما أنّه كان له دور كبير في تلمُّذ العديد منهم، هذا وقد تم ذكره في بعضٍ من كُتبهم ومؤلفاتهم، حيث قال عنه ابن قنفذ:” لقد كان ابن اللجائي آيةً في الفنون مُبدعاً في كل ما قدّمه من علومٍ ومعارف، كما أنّه كانت له العديد من الأعمال الغريبة والناجحة؛ حيث تمكّن من اختراع اسطرلاباً غريباً له فوائد عديدة “.

وفاة ابن اللجائي:

بعد أن عاش ابن اللجائي حياةً علمية مشهورة، وبعد أن حقق العديد من النجاحات والإبداعات، أُصيب بوعكةٍ صحية أدت إلى وفاته، ولم يتم ذكر السبب الرئيسي لوفاته، إلّا أنّه كان قد توفي في حوالي عام” 773″ للهجرة.

المصدر: عبد الرحمن بن اللجائيابن اللجائيكتاب الفهرسة الصغرى والكبرى للكاتب محمد التاودي ابن سودةكتاب تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك للكاتب قدري حافظ طوقان 1963


شارك المقالة: