الأعضاء الثانوية في المجموعة الشمسية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأعضاء الثانوية في المجموعة الشمسية؟

أول هذه الأعضاء هي الكويكبات السيارة وهي أجسام صغيرة نسبياً لذا شبهت بالجبال الطيارة ويبلغ قطر أكبر الكويكبات المسمى سيريس 800 كيلو متر، إلا أن أغلب الكويكبات المكتشفة وعددها 50.000 لا يزيد قطرها عن كيلو متر واحد، ويعتقد بأن حجم أصغر الكويكبات لا يزيد عن حبات الرمل، وأغلب الكويكبات تقع بين مدارات المريخ والمشتري وتتراوح فترات دورانها بين 3 و6 سنوات، ولبعض الكويكبات مراكز غير ثابتة وتمر بقرب الشمس في حين أن قليلاً من الكويكبات الكبيرة الحجم تمر بانتظام قريباً من الأرض والقمر، وكثير من فوهات الارتطامات الواقعة على القمر كانت نتيجة لارتطامات تلك الكويكبات بها.
وحيث أن كثيراً من هذه الكويكبات لها أجسام غير منتظمة فإن جيولوجيين الفضاء قد توقعوا أن هذه الكويكبات كانت نتيجة لتفتت كوكب ما كان يشغل مداراً بين المريخ والمشتري، إلا أن الكتلة الكلية للكويكبات قد قدرت بحوالي 0.001 من كتلة الأرض التي لا تعتبر كوكباً كبيراً، بالإضافة إلى ذلك فقد رأى آخرون بأن عدة أجسام سماوية كبيرة قد تواجدت قريبة من بعضها، وقد نجم عن ارتطامها العديد من الأجسام الأصغر حجماً، وقد استعمل تواجد عدة مجموعات من الكويكبات السيارة في الفضاء الخارجي لدعم هذا الاعتقاد، غير أن هذه الافتراضات تفتقر إلى الدليل القاطع لدعمها.
وأيضاً تعتبر النيازك من الأعضاء الثانوية في المجموعة الشمسية، فمن المحتمل أن يكون كل شخص قد شاهد نيزكاً أو ما يعرف عادة بالشهاب، ويحدث هذا الخط الضوئي الذي يستمر لثوان معدودة فقط عند اختراق قطعة صلبة صغيرة (النيزك) لغلاف الأرض الجوي، والاحتكاك بين النيزك والهواء يسبب في تسخين كلاهما محدثاً بذلك ضوءاً مرئياً، ويبلغ أغلب النيازك في الحجم حبة الرمل أما وزنها فيقل عن 0.001 من الجرام، وعليه فهي تتبخر قبل وصولها إلى سطح الأرض ويسمى بعضها باسم النيازك الدقيقة، وهي صغيرة جداً في حجمها كما أن درجة هبوطها بطيئة جداً بحيث تنساق إلى أسفل مثل انسياق حبات الغبار.
ويصل عدد النيازك المخترقة للغلاف الجوي الأرضي يومياً إلى الآلاف وبعد الغروب يمكن مشاهدة البراق من هذه النيازك بالعين المجردة من نقطة ما على الأرض، حيث يصل عددها أحياناً إلى دستة أو أكثر، وأحياناً يزداد عدد النيازك المشاهدة إلى 60 أو أكثر في الساعة، وتحدث هذه المشاهد المثيرة والمسماة باسم وابل النيازك عندما تصادف الأرض مجموعة من النيازك السائرة في نفس الاتجاه وبنفس السرعة تقريباً، وارتباط هذه المجموعات من النيازك مع مدارات بعض النجوم المذنبة قصيرة الأمد يدل على أن هذه النيازك مكونة من المواد المقذوفة من قبل المذنبات.
أما المواد المكونة لبعض المجموعات من النيازك وغير المرتبطة بالمذنبات فيعتقد بأنها بقايا لنواة مذنب مندثر، ويعتقد بأن الوابل النيزكي الذي يحدث في كل عام حوالي 12 أغسطس هو بقايا لذيل المذنب المسمى نيزك 1862_3، ويعتقد بأن كل النيازك المتعلقة بالمذنبات صغيرة في الحجم ولا تصل عادة إلى سطح الأرض، وأغلب النيازك الكبيرة والتي تستطيع أن تصل إلى سطح الأرض ويعتقد بأنها تتكون عند أحزمة الكويكبات السيارة حيث يرسلها الارتطام العشوائي نحو الأرض ثم تعمل جاذبية الأرضعلى القيام بباقي المهمة، وتسمى مخلفات النيازك عند وجودها على الأرض بالرجم أو اسم الحجر النيزكي.
وهناك القليل من الأحجار النيزكية الكبيرة التي فجرت فوهات على سطح الأرض شبيهة إلى حد كبير في مظهرها بالتي توجد على سطح القمر، وربما يكون أشهر هذه الفوهات تلك المسماة باسم فوهة النيزك بأريزونا في الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال تواجد فوهة ضخمة ويبلغ عرضها 1.2 كيلو متر وهي ذات عمق يساوي 170 متر، وبحافة مطوقة ترتفع خمسين متراً عن المنطقة المحيطية، وقد تم العثور على حوالي 30 طناً من المواد الحديدية في المنطقة المحيطة بالفوهة، إلا أنه لم تنجح محاولات البحث عن الجسم المعدني المرتطم نفسه، وبناء على تأثير عوامل التعرية في المنطقة فلقد اعتقد بأن الارتطام قد حدث خلال 20.000 سنة الماضية.
وقبل اكتشاف القمر فإن الصخور النيزكية كانت هي المواد غير الأرضية الوحيدة التي كان بالإمكان دراستها، وتقسم الأحجار النيزكية إلى ثلاثة أقسام بناء على مكوناتها (تتكون من حديد في الغالب من 5 إلى 20% نيكل، حجارة وهي معادن السيليكات مع وجود مواد دخيلة أخرى، وأخيراً الحجر الحديدي ويكون خليط من الحجارة الحديدية)، وبالرغم من أن الصخور النيزكية الحجرية أكثر شيوعاً إلا أن أغلب الاكتشافات من النوع الحديدي وهذا متوقع، حيث أن الحديد أقدر على تحمل الارتطام والتعرية إضافة إلى سهولة التعرف عليه وفرزه من صخور القشرة الأرضية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: