الصدوع الدسرية وكيفية حركتها وانتشارها

اقرأ في هذا المقال


ما هي أنظمة الصدوع الدسرية؟

من أشهر الأمثلة على الأنظمة الدسرية الكبيرة تلك الصدوع الدسرية الموجودة في أحزمة الطيات الرّفية (الرأس برية)، وفي الأحزمة الدسرية التي تحدد الأحزمة التجبلية الأوروجينية الكبيرة وعادة ما تتكون مثل هذه الأحزمة التجبلية من مجموعة من الصدوع الدسرية التي الجرفية خفيفة الميل والتي تمتد في اتجاه واحد موازية لبعضها البعض.
ونظراً لأهمية هذه الصدوع من الناحية الاقتصادية وبخاصة في عمليات استغلال الهيدروكربونات الموجودة في هذه الأحزمة التجبلية فضلاً عن أهميتها باعتبارها ضمن الظواهر التكتونية الكبيرة التي توجد على مستوى العالم، فإن مثل هذه الأحزمة التجبلية تمثل هدفاً مهماً للعديد والعديد من الدراسات التكتونية والاقتصادية.
ومن الناحية الهندسية فالأنظمة الدسرية تمتاز عن غيرها من التراكيب الجيولوجية، فعلى مستوى الخرائط فإن الحزام الدسري المطوي يتألف من مجموعة من الطيات والصدوع الموازية لبعضها البعض تقريباً والتي تمتد لعشرات أو مئات الكيلو مترات.
ويطلق على المنطقة التي تتحرك باتجاهها الفرش الدسرية اصطلاح الرف أو الرأس بر، والمنطقة التي تقع خلف الصدوع الدسرية يطلق عليها اصطلاح المؤخرة أو أرض المؤخرة، وعلى الرغم من أن الأنظمة الدسرية في كثير من المناطق تكون ممتدة بشكل مستقيم، إلا أنها في بعض المناطق تبدو مثنية ومنحنية.
وفي الحالة الأخيرة فإن الصدوع والطيات تكون حزاماً مقوساً باتجاه الرف أو الرأس بر، وثمة نقطة أخرى في الأنظمة الدسرية وهي أنها تظهر تبايناً واختلافاً واضحاً في الارتفاع عبر خطوط مضاربها، وفي القطاعات الرأسية تبدو أحزمة الدسر والطي متواجدة فوق صخور غير مشوهة من مقعد القاعدة، والحد الفاصل بينهما في هذه الحالة يكون عبارة عن سطح انعزالي أو صدع دسري سفلي، وفي هذه الحالة فإن عملية التشوه والتقاصر في النظام الدسري تحدث في الصخور التي تعلو السطح الانعزالي أو الصدع الدسري السفلي.
وعندما يقطع السطح الانعزالي لأعلى في التتابع الاستراتجرافي باتجاه الرف أو الرأس بر يشكل فرشة دسرية اسفينية الشكل، تبلغ أقصى درجة من النحافة باتجاه الرف وتبلغ أقصى درجة من السماكة باتجاه أرض المؤخرة، والصدوع الدسرية المنفردة غالباً ما تكون مجرفية الشكل وتكون ملامسة للسطح الانعزالي.

أهم المعلومات عن الأنظمة الدسرية:

معظم الأنظمة الدسرية تظهر في شكل مروحة متراكبة تحتوي على عدد من الصدوع المجرفية وجميعها تميل في نفس الاتجاه وتبدو كما لو كانت مجموعة من الرقائق التي تلي بعضها البعض، والصدوع في مثل هذه الأنظمة الدسرية المتراكبة تكون مقعرة إلى الأعلى (بمعنى أنها تكون صدوعاً مجرفية) وتقل قيم ميولها كلما زاد العمق والمسافة خلف مقدمة الصدع.
والصدوع المجرفية إما أنها تقطع حتى تصل إلى السطح الطبوغرافي بالمنطقة أو أنها تصل إلى السطح، وفي هذه الحالة تعرف باسم الصدوع المستترة، والصدوع الدسرية الدفعية المزدوجة عبارة عن نظام من الصدوع المتراكبة والتي تتفرع عن صدع سفلي ثم تنحني إلى أعلى حتى تلتحم مع صدع علوي.
وبهذه الطريقة يحدث تراكم وتكدس للصدوع الدسرية في صورة صدوع دسرية حدودية وعلى عكس المراوح الدسرية المتراكبة والتي ربما يمتد تأثيرها إلى السطح الطبوغرافي، فإن الصدوع الدسرية المزدوجة لا بد أن توجد كاملة في داخل التتابع الاستراتجرافي.

كيفية حركة وانتشار الصدوع الدسرية:

لكي نتفهم النماذج الحركية للأنظمة الدسرية أو كيفية تكوين الأنظمة الدسرية علينا أن نعرف النشأة التتابعية للصدوع في المراوح الدسرية المتراكبة وفي الصدوع الدسرية المزدوجة، كما يجب معرفة بأن الصدوع جديدة المنشأ وتتكون أمام الصدوع القديمة باتجاه الرف أو خلفها باتجاه المؤخرة.
ففي الصدوع الدسرية المزدوجة تنتشر الصدوع بشكل مجبر باتجاه الرف؛ وذلك نتيجةً للتقدم والانتشار التدريجي للصدوع السفلية، ثم بعد ذلك يحدث اندماج وتكدس وتراكم للصدوع الدسرية الحدودية عند الحوائط العلوية من الصدع.
أما في حالة المراوح الدسرية المتراكبة فإنه يصعب في معظم الحالات تحديد الاتجاه الذي نشأت فيه الصدوع الحديثة؛ وذلك بسبب عدم وجود صدع دسري علوي، ومن ثم فإن الشكل الهندسي للمراوح الدسرية المتراكبة على حده لا يمكن من خلاله الاستدلال عن وجهة الصدوع الحديثة النشأة أو التكوين.
ومع هذا ففي بعض المناطق يمكن التعرف على كيفية نشأة وانتشار الصدوع الحديثة من خلال دراسة التتابع الاستراتجرافي في مناطق الترسيب النشطة، حيث توجد الرواسب الحديثة في شكل اسفيني مسحوب باتجاه الرف، كما أن الكونجلوميرات التي تترسب باتجاه الرف ربما تكون مقطوعة بالصدع المجرفي التالي الذي ينتشر ويتحرك باتجاه الحائط السفلي.
ففي معظم أنظمة الدسر والطي تنتشر مصاطب الصدوع الحديثة أو الصدوع الطرفية في الحوائط السفلية للصدوع القديمة بشكل متتابع باتجاه الرف تبعاً لقاعدة تعرف بـ قاعدة الانتشار والتمايل في حائط القدم.


شارك المقالة: