ما هو الاستكشاف المعدني باستخدام نماذج المياه الطبيعية؟
إن الشذوذ الكيميائي الذي يحدث من خلال إذابة العناصر المعدنية في المياه السطحية أو في المياه الجوفية يتم تسميته باسم الشذوذ الهيدروجيوكيمائي، كما أن بعض من العناصر المعدنية تملك قابلية كبيرة للإذابة والنقل بصيغة محاليل داخل المياه الطبيعية ويطلق عليها اسم العناصر المتحركة، ومن التطبيقات الكبيرة في التحاليل المائية للاستكشاف الاستطلاعي الجيوكيميائي هي تحديد نسبة اليورانيوم في المياه الجوفية أو خلال المياه السطحية، ومن أكثر العناصر التي تعتمد على تحديد تراكيزها في النماذج المائية هي العناصر الذائبة من فلزات أو معادن مثل الرصاص والفضة والذهب بالإضافة إلى الهيليوم والنيكل.
إن طريقة الاستكشاف المعدني الهيدروجيوكيميائي تسير بشكل بطيئ، كما أن استعمالها قليل؛ والسبب في ذلك هو تواجد صعوبات في تطبيق التحاليل الكيميائية على العناصر التي تكون ذات تراكيز قليلة جداً في المياه الطبيعية، والتي من الممكن أن تصل إلى جزء بالبليون تقريباً، بالإضافة إلى ذلك المساحة الكبيرة التي تكون ممتدة مع الشواهد الكيميائية في المجاري المائية إلى أن تتلاشى وتنتهي وأخيراً تصبح محتويات طبيعية، كما أن المكونات المعدنية التي توجد في المياه تكون على أشكال مختلفة وصيغ متغيرة، إما أن تكون ذائبة أو على هيئة مركبات معدنية عالقة، ومنها ما يكون على صيغة ذائبة بشكل أيونات موجبة مثل cu+2 ،zn+2 ،co+2 ،CaoH.
ومن المركبات المعدنية التي تكون بصيغة ذائبة وعلى هيئة أيونات سالبة مثل so4 أو MoO4، أو على هيئة ذرات غير مشحونة، أي أن تكون جزيئات أو أيونات مزدوجة مثل O2, He, Kn، مركبات أو تجمعات عضوية تحتوي على تجمعات كبيرة من مواد الهيدروكربونات والكاربوهيدرات، بالإضافة إلى البروتينات والكحول والفيتامينات، وهناك مركبات على هيئة جزيئات شبه غروية أو أنها تتواجد على هيئة مركبات شبه غروية في المياه الطبيعية مثل أكاسيد الحديدوالألمنيوم، وأخيراً المركبات التي تكون على شكل أيونات ملتصقة على سطوح المواد العالقة.
هذه الأشكال من العناصر الذائبة في المياه العذبة ووجودها يكون معتمداً بشكل رئيسي على الصفات الكيميائية للعناصر المعدنية، بالإضافة إلى خصائص ومميزات الظروف والأحداث التكوينية الجيولوجية التي تؤثر على المحاليل، تلك التي من المحتمل أن تحول أي عنصر من هذه العناصر الذائبة من هيئة إلى هيئة أخرى عندما تتغير كيميائية المحاليل.
