ما هو الاصطدام الكوني – البلياردو الكونية؟
هو اصطدام يتم بين الكويكبات والكواكب أو المذنبات والنيازك، له دور كبير في تاريخ تشكيل المنظومة الشمسية، حيث قام العلماء الفلكيين بمنحه اسم البلياردو الكونية، إذ أن هذا التصادم يتم بين الكويكبات والمذنبات وبين الكواكب أيضاً لكنه يكون بمعدلات سرعة نسبية تقع بين بضع الكيلو مترات في الثانية وبين عشرات الكيلو مترات.
كما أن التصادم من الممكن أن ينتج عنه إطلاق أجزاء من الجسم الذي يصطدم به الجسم المتحرك في الفضاء الخارجي، وذلك خلال بعض الحالات التي تتحرر فيها هذه الأجزاء من الجاذبية التثاقلية، ولتتم عملية تحرير جزء سماوي من جاذبيته التثاقلية، فإنه يجب على الجسم أن يبلغ سرعة تعادل سرعة الإفلات التي تخص هذا الجسم الكوني.
وفي القوانين الكونية فإن سرعة إفلات جسم كوني ما تتناسب طردياً مع كل من نصف قطر الجسم ومع كثافة هذا الجسم نفسه، أي أنه كلما زاد حجم جسم ما كلما كان الإفلات من جاذبيته التثاقلية صعباً، ومن المعلوم بأن كوكب الأرض يملك سرعة إفلات خاصه به وثابتة تساوي 11.2 كيلو متر لكل ثانية.
تمتاز شظايا أو كسور الكويكبات أو المذنبات والكواكب بأنها قادرة على التحرك والسير في الفضاء وبين الكواكب لمئات الملايينمن السنين، فإذا تم الاقتراب بشكل كافي بين الشظايا أو المذنبات أو الكويكبات وبين الأرض فإن قوة الأرض التثاقلية تقوم بجذبها ومن ثم تسقط على سطح الأرض لتصبح حينها عبارة عن حجارة نيزكية.
وعلى الرغم من ذلك فإن معدلات الاصطدام قد تراجعت بشكل متتابع منذ تشكيل المنظومة الشمسية، باستثناء تصادم واحد يعرف باسم الكارثة القمرية أو اسم القصف الشديد المتأخر، أي أنه منذ ما يقارب 3.8 مليار عام كان اندفاق الكويكبات والمذنبات أثناء 100 مليون عام في المنظومة الشمسية يساوي مليون ضعف ما هو عليه في الوقت الحاضر.
وهذه الأجسام التي كانت تنتج من عمليات الارتطام تتحول من أجسام كونية بدائية إلى أجسام متمايزة، حيث أن العناصر المشعة التي توجد في الأجرام السماوية تتسبب في تسخين هذه الأجسام، ومن بعد ذلك تبرد الأجرام السماوية من خلال سطحها، ففي حال كانت النسبة بين السطح وبين الحجم قليلة فهي عبارة عن نسبة تتناسب بشكل عكسي مع نصف القطر، أي أن الجسم يكون كبيراً فإنه يكون من الصعب أن يبرد ذاتياً، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته الداخلية.
لهذا السبب تكون درجة الحرارة الداخلية التي تخص الأجسام السماوية السميكة عالية إلى درجة انصهارها بشكل كلي أو جزئي، أو إلى أن ينفصل الطور الفلزي عن الطور السليكاتي (هما طوران لا يمتزجان في الحالة السائلة)، وهذا ما يُعرف بتمايز الأجسام الكونية.
يوجد معدن الحديد في مركز الكرة الأرضية في حين أن السيليكات (ذات الوزن الأخف) تكون في القشرة والوشاح، فكوكب الأرض وغيره من الكواكب مثل كوكب عطارد وكوكب الزهرة وكوب المريخ أيضاً جميعها تعتبر أجسام متمايزة، كما هو حال بعض الكواكب التي تتبع له مثل القمر والكويكبات الأكبر حجماً.
كما يوجد أجسام كبيرة لا تتكمن من الوصول إلى درجات حرارة تكفي لذوبانها، والسبب في ذلك يكون إما صغر كتلتها أو عدم احتوائها على عناصر مشعة، ففي ذلك الوقت لا يتم انفصال الفلز عن السيليكات، إذ أن الارتفاع المعتدل في درجات الحرارة يكون تفسيراً عن تعبئة العناصر الكيميائية لهذه الأجسام مرة أخرى وهذا ما يعرف باسم التحول الحراري.
هناك بعض من الأجسام الصغيرة والكواكب القزمة التي تحتوي على جليد الماء وأول أكسيد الكربون، فترتفع فيها درجات الحرارة مما ينتج انصهار للجليد فيجري الماء وأول أكسيد الكربون على هذا الجسم في حالته الغازية أو في الحالة السائلة، ثم يحدث تفاعل مع المعادن الأولية من الصخرة فتتشكل المعادن الثانوية مثل معدن الغضار أو الكربونات أو معدن الماجنيتيت، وهذا ما يعرف باسم التغير المائي الحراري الذي يخص الأجسام الكونية تمايزها.
ففي النهاية ومن خلال التمايز للأجسام وعمليات الارتطام وما ينتج عنه من أحجار نيزكية في الفضاء، لجأ الفلكييين إلى تصنيف النيازك، فكان لا بد من ترتيبها وفق نظام تصنيف منطقي كما هو الحال في كل العلوم الطبيعية، فتصنيف النيازك يعتمد على تركيبها الكيميائي بالإضافة إلى الخصائص البتروغرافية والمعدنية.
كما كان التصنيف بحث يكون لكل مجموعة من النيازك تركيب نظائري خاص من الأكسجين (بالنسبة لنيازك الحديد دون الاهتمام بالمحتوى السيليكاتي).