ما هو التحليل الجيولوجي الطبقي؟
من الواضح أن ممارسة علم الطبقات تستوجب معرفة تشمل كافة فروع الجيولوجيا ودراسة المبادئ الأساسية لهذه الفروع، بالإضافة إلى ذلك فإن الأدبيات الطبقية تزخر بمعلومات لا تنتهي مثل أسماء تكاوين أو أسماء متحجرات، كل ذلك يكون من أجل فهم أفضل لتوزيع الصخور الأرضية ولبقائها في إطار الزمان والمكان الجيولوجي، وبما أنه لا يوجد تصنيف كامل من جميع الوجوه للصخور الرسوبية فإن الباحثين الجيولوجيين لا زالوا يعانون من مشاكل التسميات للصخور الرسوبية.
إن الباحث في علم الطبقات الصخرية يكون مخلص لمبادئ uniformtarianism، ويحاول بشكل جدي أن يطبق ظروف ترسب التوضعات الحديثة ليستنتج منها ظروف تكون الصخور القديمة، على الرغم من أن ظروف ترسب التوضعات الحديثة لم يتم فهم كامل مراحلها ودراسة هذه التوضعات إلا أن لا زالت مستمرة.
مما يعني أن علم الطبقات هو علم مثل أي علم في فتر ازدهار وتطور سريع، وهذا العلم لا يمتلك القوانين العامة والمبادئ المرشدة التي يمكن اعتبارها أساس لتفسير دقيق ولتنبؤ غير مخطئ، لذلك فإن البعض يعتقد بأن التعقيدات التي تبدو للظواهر الطبقية ما هي إلا مظهر من مظاهر النظام في عالمنا، لذلك يجب البحث عن نظام مقبول ينسق الملاحظات الطبقية.
إن التحليل الطبقي للصخور الطبقية يستند إلى كافة المبادئ الجيولوجية والطبقية خاصة، بالإضافة إلى بعض المعلومات التي تخص آلية الترسيب والصخور الرسوبية لا سيما تصنيف ودراسة الرسوبيات وبيئات الترسب وعلاقة الترسب بالحركات الأرضية التكتونية كإطار عام مثل: الترسب في الأحواض الجيوسنكلانية، يجب التأكيد في التحليل الطبقي على المسح التفسيري للصخور (هو موضوع معقد لا يمكن الاستناد على مصدر واحد له).
ومن أجل الإلمام بأغلب المعلومات الداعمة لعلم الطبقات يجب على الجيولوجي أو الباحث الطبقي أن يطلع على الأدبيات التي تنشر مجلات النفط أو الترسب، وهذه الأدبيات لا تخلو منها أي مكتبة جيولوجية محترفة، وهذه المعلومات التي نستحصلها هي ذات معنى وفائدة كبيرة عند ممارسة العمل الجيولوجي ميدانياً أو تطبيقياً.
فكرة التمثيل الطبقي:
وجد الجيولوجي أن الاعتراف بفكرة تمثيل ظروف الطبقات (موديلات تكوين الطبقات) قد تكون من الطرق الجليدية المهمة، من أجل البحث عن أفكار ومبادئ يمكن تعميمها في علم الطبقات، وهذه الموديلات ضمن الإطار الحقيقي أو الإطار الضمني لهذه الموديلات يمكن أن تفسر الملاحظات الصخرية الطبقية، أي أنها تساعدنا على الاستنتاج والتعرف والتنبؤ.
إن فكرة الموديل لم تكن جديدة فالجيولوجييون قد استعملوها في بعض دراساتهم للسواحل والأحواضوالأنهار، وقد شاع في السنوات الأخيرة استعمال وبناء موديلات لعكس بيئة ترسب معينة بما فيها من تعقيدات جيولوجية، إن استعمال الموديل لأغراض حل المشاكل الجيولوجية قد وجد له المشجعين منذ مدة طويلة تقريباً منذ 1959، ومن الظروف التي تستعمل للقياس والدراسة هي كالتالي:
- ظروف طبيعية: هي تمثيل لظروف معينة بالمختبر ويتم استعمال هذه الموديلات لقياس وتطوير العلاقات الرياضية لا سيما القوانين التي تخضع لها نقل الأجسام الرسوبية.
- ظروف رياضية حسابية: وبموجب هذه الموديلات يتم وصف بعض الصفات الطبيعية برموز ومعادلات رياضية، إن صحة مثل هذه العلاقات قد تستوجب فحصها في ظروف مختبرية أو موديلات طبيعية.
- ظروف إحصائية: هذه الموديلات تكون ذات صلة بالموديلات الرياضية في هذه الحالة توضع لتوضيح العلاقات بين عدة متغيرات من أجل معرفة كل من هذه المتغيرات على عملية ما، إن موديلات الاحتمالات وغيرها من الموديلات تدرس حالياً ضمن مناهج موديلية بواسطة الحاسوب والحاسبات والعقول الالكترونية لتفسير العلاقات الطبقية المقاسة والمستنتجة والمعبر عنها حسابياً أو احصائياً لغرض تفسير نتائجها.
إن الشيء المهم والمشترك في كل الموديلات هو تجميع وتنسيق المعلومات المقاسة والملاحظات الداخلة والمنسجمة مع نظرية أو فكرة جيولوجية معينة من أجل إيجاد العلاقات المتبادلة، حيث إن فكرة السبب والنتيجة هي الفكرة الأساسية في العديد من هذه الموديلات، فمثلا لدراسة البيئة الحديثة من الممكن أن نلاحظ بصورة مباشرة تأثير الطاقة أو القدرة المستعملة على الرسوبيات ويمكن بذلك وضع موديل العمليات، كما يمكن وضع موديل للنتائج والاستجابة.
إن موديل العمليات يوضح الفعاليات التي يمكن أن تحدث وتؤثر في البيئة، كما أنه يتنبأ بتأثير هذه العمليات في حين أن موديل الاستجابة يوضح بناء الترسبات في الإطار السببي للقوى والطاقات المستعملة في موديل العمليات، أي بمعنى آخر يمكن من خلال هذين الموديلين معرفة السبب والنتيجة له.
وعليه فيمكن للباحث تمثيل بيئة الساحل كموديل طبيعي فيزيائي تطلق فيه طاقة الأمواج على شريط ضيق متطاول مع الساحل، كما أن الطاقة التي تستعمل لكسر الأمواج يمكن أن تمثل أيضاً بثلاثة أنواع منها ما استعمل لتحريك الترسبات القعرية ومنها يستعمل لتحريك تيار ساحلي.