ما هو التشوه الصخري الهش؟
توصل الجيولوجيين إلى أن عملية التشوه الصخري تتم في مرحلة أو في عدة مراحل متعاقبة، كما أن عملية التحول الصخري كذلك تتم في مرحلة أو في مراحل متتالية، ومن الممكن أن تكون هذه المراحل منفصلة تماماً عن بعضها البعض بفترات زمنية، ويمكن أيضاً أن تتألف المرحلة الواحدة من عدة مراحل شبه متصلة ببعضها البعض.
ومن خلال الدراسات الحقلية بالإضافة إلى الفحص المجهري الدقيق للمعادن المتحولة والأنسجة الناجمة عن التحول يمكن معرفة وفهم العلاقة بين مراحل أو أطوار التشوه المختلفة وبين مراحل التحول المختلفة، مع الأخذ في عين الاعتبار أنه من الممكن أن تكون المنطقة قد تعرضت لمجموعة من المراحل التشوهية لكنها لم تتعرض إلا لمرحلة واحدة من مراحل التحول والعكس صحيح أيضاً.
يشير اصطلاح التشوه الهش إلى الميكانيكية التي تتكسر بها الصخور عبر مستويات أو نطاقات محددة، واعتماداً على الحركة النسبية التي تحدث عبر هذه المستويات أو النطاقات فالكسور الناجمة إما أن تكون شدية أو قصية، ومن المهم معرفة أن ضروب التراكيب الجيولوجية المختلفة التي تتكون من جراء عملية التشوه الهش الذي ينتاب صخور قشرة الأرض.
كما أن تفهم الميكانيكية أو الميكانيكيات التي تتكون من خلالها هذه الكسور فضلاً عن مقدرتنا على تفسير المشاهدات الحقلية المختلفة، وهذا من الممكن أن يقودنا إلى تفهم الظروف الفيزيائية التي كانت سائدة أثناء عملية التكسير أو التشوه وهو ما من شأنه أن يفتح نافذة جديدة لتفهم التطور التكتوني للقشرة الأرضية بالإضافة إلى تفهم العمليات الديناميكية التي تؤدي إلى هذا التطور.
وبجانب أهميتها في دراسة الوضع التكتوني لصخور القشرة الأرضية فالكسور الناتجة عن التشوه الهش لها أهمية كبيرة في البيئة والتنمية المستدامة، ويمكن من خلال دراستها التعرف على بعض خزانات المياه الجوفية وبعض المصائد البترولية ويعض مكامن التمعدنات، ليس هذا فحسب فحتى عند اختيار أفضل المواقع لدفن المخلفات النووية يجب إجراء دراسة وافية على أنظمة التراكيب الناجمة عن التشويه الهش.
ما هي الشقوق والفواصل التشوهية للصخور؟
تعرف الشقوق بأنها عبارة عن أسطح تتكسر عبرها الصخور أو المعادن أو بمعنى آخر فهي عبارة عن أسطح تفقد عندها المواد الصخرية درجة تماسكها وتلاحمها، كما أن معظم الشقوق إما أن تحدث من خلال عملية شد أو من خلال عملية قص، والمرادف الانجليزي لكلمة شقوق هي كلمة (fracturs) منحوت من كلمة لاتينية قديمة هي (fractus) والتي تعني الكسر أو التكسير.
كما قام الجيولوجيين من خلال الدراسات الجيولوجية بوضع ثلاث أنظمة أو طرق أو أساليب أو مناهج تتم من خلالها عملية التشقق في الصخور، وفيما يلي توضيح لهذه الأنظمة أو الطرق:
- في الشقوق الشدية تكون عملية الانتشار عمودية على اتجاه الشد أو بمعنى آخر تكون الحركة النسبية عمودية على جدران الشقوق.
- في جميع الشقوق القصية تكون الحركة النسبية موازية للأسطح ولكن في بعض الشقوق القصية تكون الحركة عبارة عن حركة انزلاقية عمودية على حواف الشقوق.
- يوجد جانب من الشقوق القصية، حيث تكون الحركة فيه أيضاً قصية ولكنها تتم بموازاة حواف الشقوق.
وتجدر الاشارة إلى أن الشق الذي توجد فيه محصلة الحركتين الموازية والعمودية يطلق عليه اصطلاح شق شد مائل، وتعتبر الشقوق من أكثر الظواهر الجيولوجية وجوداً في الطبيعة ويندر بشدة أن يكون هناك صخر من الصخور أو مكشف صخري لا يحتوي على مثل هذه التراكيب الجيولوجية.
ومن كثر التراكيب الجيولوجية فالدلائل الحقلية التي يحتاج إليها الجيولوجي حتى يقف على حقيقة نشأتها وكيفية انتشارها أو على أعمارها النسبية، وهذه الحقائق غالباً ما تكون صعبة المنال في الحقل أو غامضة ومبهمة بدرجة كبيرة، يضاف إلى هذا كله أن الشقوق شأنها شأن أي مستويات ضعف في الصخور.
وكثيراً ما تحدث على مستويات الصخور حركات تالية أو عملية إعادة نشاط، وهذا يعني أن أية مشاهدات يتم الحصول عليها من مثل هذه الشقوق لا تكون معبرة بحال من الأحوال عن النشأة الأولى لها.
وعلى الرغم من ذلك فإن دراسة الشقوق الصخرية يجب أن تتم من منطلق أربعة عناصر، وأول هذه العناصر هي دراسة توزيع وهندسة أنظمة التشقق، وثاني هذه العناصر هي دراسة الظواهر الموجودة على أسطح الشقوق، أما العنصر الثالث فهو دراسة الأعمار النسبية التي تكونت خلالها الأنواع المختلفة من الشقوق الصخرية، وأخيراً دراسة العلاقات الهندسية التي تكون بين الشقوق الصخرية والتراكيب الجيولوجية الأخرى.