ما هو التصنيف المبسط للنيازك؟
لجأ الفلكييين إلى تصنيف النيازك تصنيفاً مبسطاً، حيث كان لا بد من ترتيبها وفق نظام تصنيف منطقي كما هو الحال في كل العلوم الطبيعية، إذ أن هذا التصنيف للنيازك يعتمد على تركيبها الكيميائي بالإضافة إلى الخصائص البتروغرافية والمعدنية، حيث كان التصنيف قائماً على أن يكون لكل مجموعة من النيازك تركيب نظائري خاص من الأكسجين بالنسبة لنيازك الحديد دون الاهتمام بالمحتوى السيليكاتي.
ومن خلال الاجماع الفلكي العام تم التوصل إلى أن الأجسام التي لها ذات التركيب النظائري تكون منبثقة من جسم واحد، ومن السهل تمييز ثلاث مجموعات أساسية من النيازك تبدأ بالنيازك الحجرية وتشكل تقريباً 94.4% من النيازك، ثم النيازك المختلطة 1.1% وأخيراً النيازك الحديدية بنسبة 4.5%.
ما هي مكونات النيازك؟
إن النيازك الحجرية تتشكل من سيلسكات الحديد والمغنيسيوم بشكل أساسي مع نسبة قليلة من فلز الحديد، أما بالنسبة للنيازك الحديدة فتتكون من الحديد الفلزي بشكل رئيسي ونسبة قليلة جداً من السيليكات أحياناً، وعلى الرغم من ذلك فإن النيازك المختلطة تتشكل من مزيج السليكات والفلز.
كما نتمكن من خلال النيازك الحجرية بأن نميز بين النيزك الكوندريتي وبين النيزك اللاكوندريتي، فالنيازك الكوندريتية وتكون بنسبة 86%، حيث تم تعريفها بأنها صخور غنية بالكريات الكوندريولية (هي عبارة عن تجمعات كروية من سليكات الحديد والمغنسيوم وفلز الحديد والزجاج)، كما أن النيازك الكوندريتية تحتوي على حبيبات فلزية منفردة (أي أنها لا تكون جزء من الكريات الكوندريولية) بالإضافة إلى محتبسات من الألمنيوم والكالسيوم.
كما أن الأجسام الكوندريولية تكون مفعمة بالسيليكات وأكاسيد الألمنيوم والكالسيوم، حيث يقع حجم الأجسام الكوندريتية بين 10 مايكرو متر إلى سانتي متر واحد (معززة بمادة الترابط 1)، وتتميز هذه المجموعة من النيازك (النيازك الكوندريتية) فيما بينها بخصائصها الصخرية والكيميائية وبحالة التأكسد أيضاً.
أكثر النييازك الكوندريتية انتشاراً هي النيازك الكوندريتية العادية هي بنسبة (79.69%) كما أنها غنية بالكريات الكوندريولية ولا تحتوي على مادة الترابط والمحتبسات من الألمنيوم الكلسي، ومن الممكن أن ينتج منها ثلاث مجموعات فرعية بالاعتماد على الفرق في كميات الفلز فيها (متوسط، قليل أو عالي).
تصنيف النيازك الكوندريتية:
إن أول تصنيف لهذه النيازك هي النيازك التي تحتوي على الأنستايت بنسبة 1.6%، فتكون غنية بالأنستايت (Mgsio3)، ثم النيازك الكربونية (نسبتها 1.6%)، حيث أنها تحتوي على كميات كبيرة من المواد الكربونية غير الغرافيت أو الألماس (تقريباً عدة أجزاء من المئة في الكتلة) وتكون غنية بالألمنيوم الكلسي وبمادة الترابط.
يوجد ثمن مجموعات من النيازك الكوندريتية الكربونية وهي: CL، CM، CO، CV، CR، CH، CB، CK، مع العلم بأنها مختلفة عن بعضها البعض في التركيب الكيميائي وفي أحجام كرياتها الكوندريولية وكمية محتبسات الألمنيوم الكلسي فيها وحالة تأكسدها بالإضافة إلى افتقارها للمعادن الثانوية مثل الغضار أو الكربونات.
إن التصنيف الصخري لهذه النيازك اعتماداً على شدة التحول الحراري يسمح بتعزيز تصنيف النيازك، حيث يكون واضح في التحول الحراري والنشاط المائي الحراري في أحجار النيازك الكوندريتية.
النيازك اللاكوندريتية:
أما بالنسبة للنيازك اللاكوندريتية فهي تكون بنسبة 8.2% وهي نيازك حجرية لا تحتوي على كريات كوندريولية مثل النيازك اللاكوندريتية البدائية.
فالنيازك اللاكوندريتية المتمايزة هي عبارة عن صخور نارية؛ أي أنها صخور انصهرت بشكل كلي في لحظة ما من تاريخها، ومن أكثر النيازك المتمايزة شهرةً هي نيازك الخاورديت ونيازك اليوكريت بالإضافة إلى نيازك الديوجينيت بنسبة (6.3%)، حيث أنها تكون مشتركة في تركيبها النظائري الخاص في الأكسجين، ويتم الإشارة إليها برمز (HED).
كما يوجد مجموعة من النيازك التي تكونت من نفس المصدر غالباً وهي نيازك الشيرغوتيت ونيازك النخليت بالإضافة إلى نيازك الشاسينيت، حيث يتم الإشارة إليها برمز (SNC)، أما بالنسبة للنيازك اللاكوندريتية البدائية فتكون بنسبة 0.3% وهي عبارة عن صخور ذات نسيج ناري، لكنها تمكنت من الاحتفاظ ببعض الصفات (أي التركيب الكيميائي أو النظائري لها) التي تميز النيازك الكوندريتية عن غيرها.
تتشكل النيازك الحديدية بشكل رئيسي من الحديد الفلزي مع احتوائها على نسبة مئوية قليلة من النيكل، وتتشكل النيازك المختلطة (البلازيت والميزوسيديريت) من مزيج من السيليكات والفلز، حيث جاءت النيازك الكوندريتية من كويكبات ومن مذنبات بدائية، أي تلك التي لم يظهر عليها أي تغير جيولوجي منذ تكون المنظومة الشمسية.
فقد تكونت مكونات النيازك الكوندريتية ومن ثم تم تجميعها في القرص المزود وهي حاملة معها البعض من خفايا المنظومة الشمسية، وعن التقدم المبكر للكويكبات الصغيرة ومنشأ الحياة على كوكب الأرض، والسبب في ذلك أن النيازك المتمايزة والمختلطة بالإضافة إلى النيازك الحديدية توفر عينات من سطح ونواة الجسم السماوي المتمايز.