الحقائق التي تحدد خواص الصخور الرسوبية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحقائق التي تحدد خواص الصخور الرسوبية؟

تنشأ الصخور الرسوبية غالباً نتيجة عمليات النحت والنقل والترسيب، وهذا يعني أنها صخور ثانوية أتت من صخور أخرى كانت موجودة في مكان آخر بعيد أو قريب من الترسيب على سطح الأرض، والصخور الرسوبية تغطي مساحات كبيرة من سطح الأرض وقد تبلغ 75% من الصخور المكشوفة التي نراها على سطح الأرض ومن الطبيعي أن يكون تشابه معدني كبير بين الصخور الأصلية والصخور الثانوي أو الصخور الرسوبية.
وبدراسة المعادن الداخلة في تكوين الصخور الرسوبية يمكن معرفة نوع الصخور الأصلية وذلك لأن كل صخر يحتوي على معادن ميزة تدل عليه، فمعادن الكوارتز والفلدسبار والمايكا والأوجيت والهورنبلند والأوليفين تعتبر من أهم المعادن الداخلة في تكوين الصخور النارية.
أما معادن الجلوكونية والكلورايت والليمونايت والجبس والهالايت بالإضافة إلى معادن الكاليسدوني والطفل هي من أهم المعادن الداخلة في تكوين الصخور الرسوبية، فإذا كانت الصخور الرسوبية تحتوي على نسبة كبيرة من الكوارتز والفلدسبار فقد دل ذلك على أنها ناتجة من تحلل صخور جرانيتية أو أنها قد نشأت من تعرية الصخور البركانية.
وبدراسة مكونات الصخور الرسوبية ومعرفة الصخور الأصلية لها ومميزاتها الحقلية وتركيبها ونسيجها، فيمكن استنتاج الظروف البيئية المختلفة التي أثرت عليها مثل المناخ القديم أو تأثير الرياح أو الأمطار أو النقل والترسيب، كما أن هذه الدراسات تعطي فكرة واضحة عن طبيعة الصخور المصدرية وتكوينها.
ودراسة المعادن الثقيلة في الصخور الرسوبية لها أهمية كبيرة في معرفة العوامل التي أدت إلى تكوينها، كما أنها كذلك تعطي فكرة عن مكونات الصخور الأصلية، وعادة يمكن تحديد أنواع الصخور المصدرية من الناحية العامة، فعلى سبيل المثال قد تكون الصخور الرسوبية ناتجة من تحليل الصخور النارية الحامضية أو القاعدية أو من صخور متحولة أو من رواسب سابقة، لهذا السبب فإن دراسة المعادن الثقيلة في الرواسب لا تعطي فكرة كاملة عن أصلها ولكنها أداة فعالة في علم الطبقات.

العوامل الخارجية والبيولوجية التي تؤثر في الترسيب:

وهذه العوامل تشمل القوى الخارجية مثل عوامل التعرية المختلفة مع رياح وأمطار وثلوج وتجوية وجاذبية وأنهار ومجاري مائية وبحار ومحيطات وبحيرات كما تشمل أيضاً تأثير الكائنات النباتية والحيوانية أثناء عمليات الترسيب وبعد إتمامها.
ومن المعروف أن عوامل التعرية تتأثر كثيراً بدرجة انحدار سطح الأرض وطبوغرافية المنطقة، فالأنهار تتوقف قوة نحتها في الصخور على مقدار انحدار السطح وطبيعة الصخور وكمية الأمطار التي تغذيها، وكذلك تتناسب كمية المياه مع قدرتها على حمل الفتاتات الصخرية التي تستطيع حملها ونقلها وارسابها في مكان آخر عندما تقل قدرة المياه نتيجة قلة الانحدار.
وتعمل النباتات كعائق تقلل كثيراً من سرعة المياه الجارية وبالتالي تقلل من قدرتها على عمليات النحت ويزداد الترسيب، والكائنات الحيوانية لها أهمية كبرى في الرواسب البحرية وبعضها يجمع كربونات الكالسيوم من مياه البحار ويحولها إلى رواسب في شكل أصداف يفرزها، وقد تبلغ نسبة هذه البقايا العضوية أكثر من 80% في بعض الرواسب الجيرية.
والظروف الطبيعية تختلف من منطقة إلى أخرى فتسود الرياح في المناطق الصحراوية الجافة وعملها الجيولوجي يكون أكبر ما يمكن، وتكثر الأمطار في المناطق المعتدلة والثلوج في المناطق الباردة والبحار والمحيطات تكون في المناطق الساحلية، تكثر الغابات في المناطق الاستوائية كما أن البحار والمحيطات في هذه المناطق تمتلئ بالكائنات البحرية، وكل ذلك له أثر كبير جداً في نوع الرواسب وتراكيبها.

العوامل الداخلية المؤثرة في الترسيب:

ونعني بها القوى الداخلية والحركات الأرضية التي تؤثر على الصخور أثناء الترسيب وبعد تكونها، وهي تشمل الحركات الأرضية السريعة البانية للجبال والحركات الأرضية البطيئة المسببة ببناء القارات، ومع أن الشكل العام والوضع النسبي للكتل القارية لم يتغير كثيراً منذ تكون البحار والمحيطات، فإن سطح القارات في تغير مستقر وذلك بسبب التفاعل بين القوى البانية للجبال والقارات وعوامل الهدم بواسطة الأمطار والمياه الجارية وغيرها من القوة الخارجية التي تؤثر في تشكيل سطح الأرض.
ونلاحظ في الوقت الحاضر وجود كثير من الجبال العالية في أماكن كثيرة من سطح القارات، وهذه المرتفعات معرضة للتآكل السريع بواسطة عوامل التعرية، فالمجاري المائية السريعة تندفع بقوة على المنحدرات الحادة للجبال مسببة تكسير الصخور والقطع الصخرية الكبيرة من هذه الصخور تدحرجها المياه وتنقلها إلى مسافات قصيرة بواسطة الفعل الميكانيكي.
لذلك نجد أن الرواسب في المناطق القريبة من المنبع تتكون من مواد خشنة مثل الحصى والجلاميد والرمال الخشنة وبتكرار عملية النحت بمرور الزمن تتآكل الأجزاء العالية من الجبال وتتراكم الرواسب في الأماكن المنخفضة وتقل درجة إنحدار المرتفعات تدريجياً.


شارك المقالة: