مفهوم الخريطة الطبوغرافية
الخريطة الطبوغرافية: هي خريطة تعمل على إظهار الأبعاد الثّلاثيّة لأيِّ نقطة مُحدّدة، وبمعنى آخر هي توضيح وتفسير جميع النقاط التي تمَّ تحديدها في مكان ما من حيث التضاريس والارتفاع والمسقط الأفقيّ للمعالِم الطبيعيّة أو الصناعيّة لتلكَ المنطقة.
أو هي نوع من أنواع الخرائط الحديثة والتي تحتوي على مججموعة من التفاصيل الدَّقيقة للتضاريس الجغرافيّة، كما أنّها تعمل على توضيح الأبعاد شبه الحقيقيّة للأشكال الأرضيّة، وذلك من خلال القيام برسم جميع التضاريس الموجودة في كافة مناطق العالم؛ الأمر الذي يًساعد على تحديد المواقع الجغرافيّة بطريقة صحيحة وأُسلوب دقيق.
كما أنّ الأُسّس التي تعتمد عليّها هذه الخرائط تعود إلى مجموعة من الدراسات القديمة، والتي كانت قائمة على أساس الاستطلاع والبحث عن مجموعة من المناطق وتضاريسها الجغرافيّة، حيثُ تمَّ رَسمُ أول خريطة طبوغرافيّة دوليّة للعالم سنة”1913″ والتي احتوت على كافّة الأبعاد التضاريسيّة الجغرافيّة، ثمَّ تمّ بعد ذلك استخدام أجهزة الحاسوب في رسم الخرائط الطبوغرافيّة والاستغناء عن الأوراق العاديّة التي كانت غير قادرة على إظهار كافّة التفاصيل بوضوح الأمر الذي يُصعّب دراستها وتحليلها.
تُعدّ الخرائط الطبوغرافيّة تمثيلاً بيانيّاً لمُكوّنات سطح الأرض بأبعاد ثلاثيّة، حيثُ تُبيّن هذه الخرائط شكل وتوزيعات تضاريس الأرض المُختلفة، كما أنّ تضاريس هذه الخرائط قابلة للقياس، إضافةً إلى احتوائها على مقياس رأسي يقوم بتحديد ارتفاعات التضاريس.
ألوان الخرائط الطبوغرافية
تمَّ استخدام العديد من الألوان لرسْمِ الخرائط الطبوغرافيّة، حيث كانت تُساعد في تحديد تفاصيل الخريطة بدِقَّة ووضوح ومن هذه الألوان:
- اللُّون الأحمر: حيث كان يدل على الطُّرق الرئيسة التي تربط بين أجزاء المُدن والقرى.
- اللُّون الأخضر: يُشير هذا اللُّون إلى المُكوّنات النباتيّة التي تنتنشر على سطح الأرض كالغابات والحدائق والحشائش العاليّة والأشجار المُنعزلة.
- اللُّون البني: والذي يُشير إلى المُكوّنات الترابيّة والصخريّة التي تُغطّي سطح الأرض.
- اللُّون الأسود: يُشير إلى التضاريس الصّناعيّة التي قام الإنسان بانتاجها وبناءها كالمساكن والجسور والسِّكك الحديديّة.
- اللُّون الأزرق: يدلُّ على المُسطّحات المائيّة الموجودة على سطح الأرض من بحار ومُحيطات وأنهار وأوديّة.
عناصر الخرائط الطبوغرافية
- مقياس الخريطة: تحتوي الخرائط الطبوغرافيّة على مقاييس عديدة، حيث تغطي مساحات مختلفة لِعددٍ من المناطق والتي تتراوح مابين أرضٍ كاملةٍ إلى مدينةٍ أو منطقةٍ صغيرةٍ.
- مقياس رأسي: حيث تحتوي الخرائط العاديّة على مقياس أفقي يقوم باعطاء بُعدين فقط، في حين تحتوي الخرائط الطبوغرافيّة على مقياس رأسي يقوم بتحديد الأبعاد الثُّلاثيّة لجميع محتويات الخريطة.
- خط الكونتور: وهو الخطُّ الذي يربط بين المناطق ذات الارتفاع نفسهِ فوق مستوى سطح البحر.
- الألوان: والتي تقوم بتوضيح العُرْض المُتقطِّع لارتفاعات التَّضاريس الموجودة على سطح الأرض والتي لها ارتفاع واحد، حيثُ أنَّ كلَّ طبقةٍ لها نفسُ الارتفاع، ويتمُّ تلوينها بِلونٍ مُحدَّدٍ.
المعالم والتضاريس التي تقوم الخريطة بتوضيحها
- تقوم الخرائط الطبوغرافيّة بتحديد كلِّ ماهو موجود على سطح الأرض من معالم وتضاريس نذكر منها: الجبال، الوديان، المُحيطات، المُنحدرات، الجامعات، المدارس، السِّكك الحديديّة، المطارات، المباني، المحميّات، الحدود الإداريّة والحكوميّة والدوليّة.
- كما أنّها تقوم بتحديد كلِّ من المزارع والبساتين ومناطق الأشجار، إضافةً إلى أنّها تُقدِّم معلومات علميّة تعتمد على معالجة البيانات ومن هذه المعلومات: كثافة النقل، ونسب الجنسيّات وكثافة السكان.
- تقوم بتحديد عناصر الخريطة التكميليّة والبنائيّة، حيثُ تقوم هذه العناصر بتفسير محتويّات الخريطة بشكل علميّ وصحيح، كما أنّ هذه العناصر تتكوّن من إطار الخريطة الذي يقوم بتحديد حقل الخريطة.
رموز الخرائط الطبوغرافية
تحتوي الخرائط الطبوغرافيّة على عدد من الرُّموز التي تقوم بتمثيل العناصر البشريّة والطبيعيّة الموجودة في البيئة، ومن هذهِ الرموز: الخطوط: تقوم بتوضيح العناصر الخطيّة بشكلٍ بيانيّ، النقاط: تقوم بتوضيح عناصر مُختلفة للخريطة كالجسور والمباني، كما تحتوي الخرائط على مُضلّعات مُتعدِّدة.
استخدامات الخرائط الطبوغرافية
- يتمُّ استخدامها في تطبيقات الهندسة المدنيّة، حيثُ تُساعد هذه التَّطبيقات في بناء المُنشآت السَّكنيّة والتجاريّة.
- من أهمَّ الوسائل التي تُساعد في تدريس وفهم مادَّة علوم الأرض.
- تُساعد في تحديد ورَسْم مُخطَّطات إنشاء الطُّرق العامّة أو الفرعيّة.
- تقوم بتوفير معلومات للأشخاص الذين يقومون بمُمارسة أنواع من الرِّياضات التي تعتمد على التضاريس الجغرافيّة كرياضة التزلُّج وتسلُّق الجبال.
هوامش الخرائط الطبوغرافية
هي كلُّ ما يخرج عن إطار الخريطة، حيثُ يجب دراسة كلَّ ماهو مُدوّن بهوامش الخريطة؛ حتى تتمَّ الاستفادة من جميع المعلومات، كما أنَّ معظم الخرائط تشترك في المعلومات المُسجلة على هوامشها؛ ومن هذه الهوامش:
- الهامش العلويّ(الشماليّ): يحتوي هذا الهامش على عنوان الخريطة الرئيسيّ، كما أنّه يحتوي على جميع المقاييس الجغرافيّة التي تُحدِّد أبعاد الخريطة الخاصّة، إضافةً إلى نموذج الخريطة ومقياسها ومُرتسمها.
- الهامش السفليّ(الجنوبيّ): يحتوي هذا الهامش على رقم الخريطة، وعلى المقاييس الخَطيّة والعدديّة، كما يتمُّ فيهِ كتابة مقاسات الارتفاع، ويحتوي أيضاً على اسم المؤسَّسة التي رسمت ونشرت الخريطة.
- الهامش الأيمن(الشرقيّ): يحتوي على الانحراف الطبوغرافيّ والذي يتاثّر بعدد من العوامل أهمها: القوة المغناطيسيّة، الإحداثيّات، إضافةً إلى تأثّرهِ بانحراف التضاريس نحو الجهة الشرقيّة، كما يحتوي هذا الهامش على اسم ورقم اللَّوحة والخريطة من الجهة الشرقيّة.
- الهامش الأيسر(الغربيّ): لايحتوي هذا الهامش على أيِّ معلومات تخصّ الخرائط الطبوغرافيّة، لكنهُ يحتوي فقط على اسم الخريطة من الجهة الغربيّة.