مفهوم الدلتا وخصائصها وتكوينها

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الدلتا

شكل الدلتا الأرضي هو نمط جغرافي يحدث عند تقاطع ثلاثة أنهار رئيسية في منطقة معينة، وهذه الأنهار تتدفق باتجاه مركزي واحد، حيث تتجمع مياهها وتصب في بحيرة أو بحر أو محيط. هذا النمط الجغرافي غالبًا ما يشكل أراضي زراعية خصبة بسبب ترسيب الرواسب الطينية والمياه العذبة الوفيرة التي تأتي من الأنهار المختلفة. يشكل الدلتا موقعًا حيويًا للعديد من النباتات والحيوانات المائية، ويوفر مصدرًا هامًا للموارد الطبيعية والزراعة. أحد أمثلة الأنهار الشهيرة التي تشكل دلتاً هو نهر النيل، حيث يشكل دلتا النيل العريق في مصر منطقة زراعية حيوية ومصدرًا للحضارة والثروة الطبيعية على مر العصور.

تكوين الدلتا

تكوين شكل الدلتا الأرضي يحدث نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل الجيولوجية والجيومورفولوجية والهيدرولوجية. عادةً ما تبدأ عملية تكوين الدلتا من حين تلتقي ثلاثة أنهار رئيسية أو أكثر في نقطة معينة. هذه الأنهار تجلب معها مياه الأمطار والتيارات المائية من المناطق الجبلية أو الهضاب وتحمل معها رمل وحصى ورواسب طينية.

عندما تصل هذه المياه إلى المنطقة الانصهارية أو المنخفضة حيث تتدفق الأنهار، يتوقف تيار المياه وتتراكم الرواسب التي تحملها الأنهار. هذا الترسيب يؤدي إلى تشكيل سهول طينية خصبة وشبكة مائية معقدة من القنوات والأفاق الطينية. تكمل هذه العملية على مر الزمن، حيث تستمر الأنهار في تفريغ مياهها والرواسب في المنطقة الدلتية، وبذلك تتكون الأراضي الزراعية الطينية والأهوار.

تتغير تكوينات الدلتا بمرور الزمن بسبب عوامل مثل الزيادة في حجم تدفق المياه أو التغيرات في مسارات الأنهار أو التأثيرات البيئية والجيولوجية الأخرى. الدلتا هو نظام ديناميكي ومتغير يمكن أن يؤدي إلى تكوينات متنوعة ومتغيرة على مر الزمن، وهو أحد الظواهر الطبيعية الرائعة التي توجد في معظم أنحاء العالم.

يعمل النهر على نقل حمولات كبيرة من الرواسب إلى المناطق التي تتجمَّع فيها المياه كالبحر أو المحيط أو حتى الخزانات، بحيث يجب أن تكون سرعة الجريان داخل المجرى أو النهر كبيرة حتى يتم نقل هذه الرواسب وجرفها باتجاه المصبِّ، وحتى تتكوّن الدلتا يجب أن يكون عمق البحر ضعيفاً وغير مُعرّض لحركة الأمواج بالإضافة إلى عدم وجود حركات المدِّ والجزر العنيفة.

العوامل الرئيسية المؤثرة في تكوين الدلتا

  • التغيُّرات والتقلبات المُناخية، كمعدل هطول الأمطار وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى حركات الرياح واتجاه هبوبها.
  • المعالم الجيولوجية التي تكوَّنت على سطح الأرض وبالقرب من النهر.
  • حجم النهر، بحيث تحتلف الدلتا من نهر لآخر حسب قدرة النّهر على حمل الرواسب والتحكّم في عمليات جمع المياه.
  • أنماط وأشكال الفيضانات التي تصيب منطقة النهر.
  • قوة حركة ونشاط البحار والمحيطات المجاورة.

العوامل التي تعيق نمو الدلتا

  • كميّة الرواسب المحمولة: تقل قدرة النَّهر على الحمولة عند عدم وصوله إلى مسطّح مائي قليل العمق فبالتالي يلقي حمولته في البحر الضحل.
  • طبيعة المسطّح المائي الذي يلقي فيه النهر حمولته: إذا القت مياه النهر حمولتها في مناطق عميقة أو في مناطق حركة الأمواج فيها كبيرة سيتم تطهير وخُلو النهر من الرواسب وبالتّالي لا تتراكم هذه الرواسب أمام مصبِّ النهر لتكوين الدلتا.
  • عذوبة المياه الموجودة في المناطق التي تم تفريغ حمولة النهر فيها، حيث تعمل المياه المالحة على نمو الدلتاوات بشكل أسرع وافضل من المياه العذبة.

طبيعة التربة التي تتكون عندها الدلتاوات

تكوّن تربة الدلتا تربة خصبة صالحة للزراعة، بحيث تسمح بنمو العديد من الخضراوات والفواكه كدلتا المسيسبي، كما تنمو حقول الأرز في دلتا نهر الإيراوادي.

أشكال الدلتا

  • الدلتاوات الحقيقية مثلثية الشكل، حيث يتم تفريغ الرواسب عند مصب النهر على شكل مثلث.
  • الدلتاوات القوسية أو ذات الشكل المروحي وهي أكثر الأنواع شيوعاً.
  • الدلتاوات المصبية الخليجية الموجودة عند نهاية الأنهار.

الدلتاوات التي تسيطر عليها عمليات المد والجزر

يعمل المدّ والجزر على تطهير النهر من الرواسب، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تكوين دلتا، كما ينعدم تكوين الدلتا في المناطق الساحلية التي تعرّضت لحركات هبوط مفاجئة ممّا أدى إلى طغيان مياه البحر، وفي دلتا المد والجزر يتم تشكيل توزيعات وأنواع جديدة مثل الفيضانات.

أهمية الدلتا الاقتصادية

يتم استخراج الرمال والحصى من الدلتاوات القديمة التي تدخل في بناء المباني والمنشآت والطرق، كما تحتوي الدلتا على مناطق صناعية وتجارية، عدا عن الأراضي الزراعية التي يتم من خلالها إنتاج الأغذية، كما تعتبر مناطق الدلتا مناطق سكنية مأهولة بالسكان.


شارك المقالة: