الرواسب القارية في الطبقات الصخرية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الرواسب القارية في الطبقات الصخرية؟

تعتبر الرواسب القارية ذات انتشار واسع في الطبقات الصخرية؛ لأنها تحتوي على أنواع عديدة من الرواسب وفي أماكن مختلفة، فهي تشمل على الرواسب الصحراوية والرواسب الثلجية بالإضافة إلى رواسب الأنهار والمجاري المائية (الطمي وغيره) ورواسب البحيرات والمستنقعات، وفيما يلي شرح لأهم أنواع الرواسب القارية:

  • الرواسب الصحراوية: يوجد في الوقت الحاضر حوالي 11 مليون ميل مربع من المناطق الصحراوية الجافة على سطح الأرض، والرواسب في هذه المناطق تتراكم بواسطة عمليات الكسح من الأجزاء المرتفعة بواسطة المجاري المائية وكذلك بواسطة الرياح.
    توجد الرواسب الصحراوية في كثير من القارات وقد تكونت في أزمنة جيولوجية مختلفة، فعلى سبيل المثال الجبال العالية في غرب اسكتلندا تتكون من صخور الطفل والحجر الرملي من النظام الكامبري، وتظهر هذه الصخور على طول جوانب بحيرة توريدون، ولذلك أطلق على صخورها اسم مرتفعات ويصل سمكها إلى آلاف الأقدام.
    وهذا التوزيع يبيّن أنها تكونت على اليابسة وهناك أدلة أخرى على أصلها القاري هي لونها الأحمر الداكن وأن الطفل ما زال محتفظاً بسطوح التشقق الشمسية من ذلك العصر القديم جداً، وهذه الصخور الحمراء تشير إلى جو دافئ جاف أدى إلى التأكسد التام للحديد فوق الرمال والغبار في أثناء ترسيبها.
    وفي بريطانيا وأوروبا بعد النظام السيلوري وعندما ظهرت سلسلة الجبال الكاليدونية تعرضت هذه الجبال لعوامل تعرية فترسبت رسوبيات سميكة من الحصى والجلاميد والرمل في الوديان وفي المنخفضات الواسعة، انتشرت طبقات سميكة من الرمال الحمراء والمارل تعرف الآن باسم الحجر الرملي الأحمر القديم، ويشير هذا اللون إلى أنه في الجانب المحمى من الرياح للجبال سادت أحوال شبه قارية.
    وفي ألمانيا وجدت مجموعة من الرسوبيات أطلق عليها اسم الترياسي أو ذي الثلاث طبقات، وقد تكونت الصخور في غالبيتها من الحجر الرملي الأحمر والمارل ولكن في وسطها وجد حجر جيري ولذلك فإن الحد الفاصل بين صخور حقب الحياة القديمة وحقب الحياة المتوسطة يقع في وسط الحجر الرملي الأحمر الحديث، وهو الذي يقع فوقه الحجر الرملي الأحمر القديم في منطقة بيرم في روسيا، والذي وصفت صخوره في نظام سمي بالنظام البيرمي، أما بالنسبة للأقسام الرئيسية للبيئات الصحراوية فهي كالتالي:
    • السهول الصحراوية الواسعة: توجد أمثلة عليها في أفريقيا وأستراليا وهي تتميز بفترات هدوء طويلة.
      • صحراوات ظل المطر: هذه الصحاري تكون ذات تضاريس الأحواض وسلاسل الجبال كما في الجزء الجنوبي الغربي من أمريكا الشمالية.
      • الرواسب في الصحاري المنخفضة الواسعة: الترسب في هذه الصحاري ضئيل، أما النحت فهو العامل الرئيسي فيها، ولكن أحواض الترسيب موجودة أيضاً وتتراكم فيها نواتج النحت، وللرياح في هذه المناطق دوراً هاماً كما أن المجاري المائية لها فاعلية كبيرة في تشكيل هذه الصحاري، والرواسب النهرية الخشنة نسبياً توجد في الأجزاء السفلى من مجاري المياه ثم تتراكم الرواسب الدقيقة في أحواض متسعة.
  • الرواسب النهرية: تقوم مياه المجاري بنقل الفئات الصخرية من الأماكن المرتفعة وتعمل على ترسيبها في المنخفضات، وهذه المواد المنقولة غالباً تترسب على هيئة رمال أو طين عند أقدام الجبال أو قد تنقلها الأنهار وتصبها في البحار أو البحيرات، حيث تترسب على هيئة دلتا، كما هو الحال في نهر النيل الذي يصب مياهه في البحر الأبيض المتوسط.
    • المراوح الطمية ورواسب السفوح الجبلية: تتكون المراوح الطمية بالقرب من مصاب السهول والمجاري المائية التي تنحدر من أعالي الجبال، ويبلغ سمك هذه الرواسب مئات أو ربما آلاف الأقدام، وهذه الرواسب توجد غالباً في شكل فتات غيرمتماسكة وينقص حجم الرواسب كلما زاد البعد عن عن الصخور المصدرية.
      وهذه الرواسب غير منتظمة الجبليات، والجبليات غالباً قليلة الاستدارة وفي المراوح الصحراوية العادية تتبادل طبقات من الرمال والحصى منتظمة الحبيبات مع طبقات غير منتظمة مكونة من أحجام مختلفة من قطع صخرية كبيرة أو جلاميد حتى الطين حسب نوعية الصخور المصدرية في الجبال.
      وفي الرواسب النهرية لا توجد بقايا عضوية كثيرة ولكن قد توجد أجزاء نباتات أو هياكل بعض الحيوانات مبعثرة في أماكن متفرقة، ورواسب السفوح عموماً تكون متجانسة إذا كانت ناتجة من صخور مصدرية واحدة ومن جبال منتظمة في الارتفاع وتتكون من صخور مميزة ولها تراكيب واحدة.
      وليست الرواسب المروحية سوى دالات تكونها الأنهار على الأرض اليابسة، ولكنها تختلف عن الدالات الحقيقة في بعض الصفات، فبينما تبدو الدالات ذات سطح منبسط تظهر الرواسب المروحية ذات سطح منحدر، ويرجع السبب في هذا الانحدار إلى أن الرواسب التي تتكون منها تراكمت في منطقة يابسة لم يتأثر الارساب فيها بمياه البحر الساكنة ذات السطح المستوي.

شارك المقالة: