ما هي الصعوبات التي تواجه تاريخ التقويم الجيولوجي؟
يتواجد عدة أسباب تفسر غياب السلم الزمني الجيولوجي المفصل للجزء الأكبر من تاريخ الأرض، ومنها كانت هناك الكثير من المستحاثات والتي لن يتم تسجيلها في السجل الجيولوجي لغاية بداية الحقب الكامبري، أي أن ما قبل الكامبري كانت أنماط الحياة بسيطة مثل الطحالب والبكتيريا والفطريات والديدان بالإضافة إلى الاسفنجيات، وجميع هذه الكائنات افتقرت للأجزاء الصلبة والتي تعتبر هي الأساسية للاستحاثة، وعليه فهناك سجل أحاثي فقير جداً لفترة ما قبل الكامبري، وقد تمت دراسة الكثير من تكشفات صخور ما قبل الكامبري ببعض من التفصيل، إلّا أن مضاهاتها كانت عسيرة في غياب المستحاثات وعليه فلا يوجد اتفاق عام على تقسيمات ما قبل الكامبري.
كما أنه وبسبب قدم صخور ما قبل الكامبري فإن الكثير منها من الممكن أن تكون قد تعرضت لتغيرات كبيرة جداً، كما أن السجل الصخري لما قبل الكامبري مكون من صخور متحولة شديدة التشكل، مما يصعب معه استقرار ظروف ترسيبها، حيث أن الكثير من الأدلة الموجودة عادة في الصخور الرسوبية قد تغيرت، وبالرغم من دقة التواريخ المطلقة تلك المعمول بها لعصور التقويم الجيولوجي إلّا أن هذا العمل لا يخلو من الصعوبات وأول ذلك كان واضح في تعيين التاريخ المطلق للوحدات الزمنية تتلخص في أن العناصر المشعة محددة في الصخور النارية فقط وحتى عند وجود معدن مشع ضمن رسوبيات الصخر الفتاتي فإنه لا يمكن تأريخ هذا الصخر.
حيث أن الحبيبات في الصخر الرسوبي الفتاتي لا تحمل نفس عمر الصخور الموجودة به، فالرسوبيات المكونة لذلك الصخر قد تكون ناتجة عن تجوية صخور ذات أعمار مغايرة، وعليه فإن عمر معدن لصخر رسوبي يمكن أن يخبرنا فقط بأن ذلك الصخر لم يكن أقدم عمراً من المعدن، ومن جهة أخرى فإنه في الصخور النارية يتكون الصخر والمعادن في وقت واحد، كما أن عمر المعدن للنظائر المشعة هو نفس عمر الصخور، وعليه يتم تأريخ الطبقات الرسوبية فلا بد للجيولوجي أن يربطها بالصخو النارية.
أما الطبقات الرسوبية تحت الرماد فهي بالتأكيد أقدم منه وكل الطبقات التي أعلى الرماد أحدث منه، والجذة القاطعة أحدث من تكوين طفل مانكوس وتكوين ميزافيرد إلا أنها أقدم من تكوين واساتش، حيث أن الجذة القاطعة لا تتخلل صخور الحقب الثالث.