العلاقة بين أنواع التشوه الأرضي السطحي والتشوهات التخططية

اقرأ في هذا المقال


ما هي العلاقة بين أنواع التشوه الأرضي السطحي؟

يتوقف نوع التشوه السطحي على الشروط الترموديناميكية للتشوه، بحيث نمر بشكل عام وبشكل تدريجي من التشوه السطحي التكسري في الأجزاء العليا إلى التورق في الأجزاء السفلى من القشرة الأرضية، وهذا المرور يتم بسرعة قد تزيد أو تنقص تبعاً للمادة وللإجهاد التكتوني والتدرج الحراري في الصخور الأرضية.
ولكن ما تقدم ليس صحيحاً إلا من أجل مادة معينة ولا ينطبق في حالة ليتولوجيا منوعة؛ لأن كل صخر يتأثر بطريقته بحيث يمكننا في حالة ليتولوجيا منوعة الحصول على مختلف أنواع التشوه السطحي الذي يكون مجاور لبعضه البعض، فعلى سبيل المثال كثيراً ما يتجاوز التشوه السطحي التكسري التي تصيب الكوارتزيت مع تشوه سطحي تدفقي يصيب صخور الشيست، وهكذا من الممكن أن يجتمع هذان النوعان ليولدا بنيات مجهرية كثيرة التعقيد.
وبما أن كل صخر يحتوي على أعماق تبدأ معها مختلف أنواع التشوه السطحي بالظهور، وبما أن هذا العمق يختلف باختلاف الحرارة والجهود التكتونية المسيطرة فإنه يمكننا أن نتصور إمكانية الحصول على العديد من التجمعات الميكروتكتونية بحيث إن كلا منها يتوافق بثبات الليتولوجيا مع مجال محدود من الضغط والحرارة.
إن هذه التجمعات الميكروتكتونية والتي دعيت تحت سحنات تكتونية تسمح بعملية عكسية؛ لتحديد شروط الضغط والحرارة وإعادة بناء الأثر التكتوني وذلك من خلال دراسة تطورها.

ما هي التشوهات الأرضية التخططية؟

نتيجة للتشوه السطحي الذي يدخل عنصراً مستوياً في الصخور الأرضية لا بد من إدخال عنصر خطي معه، ولذلك نطلق اسم تخططياً على كل البنيات الصغيرة الخطية التي تظهر ضمن صخر خاضع لتشوه، وهي تحدد بنيات تغلغلية تصيب حجماً صخرياً ما، وقد يأخذ التشوه التخططي عدة مظاهر تتسبب من خلال عدة عوامل وفيما يلي أهم هذه المظاهر:

  • تخطط التقاطع: ينتج هذا من تقاطع عائلتين من السطوح، حيث إن الأكثر شيوعاً منها هو الذي يتولد من تقاطع التطبق ومن التشوه الأرضي السطحي، وهناك التخطط الذي ينتج من تقاطع نوعين من أنواع التشوه السطحي.
    وعندما يتقاطع نوعان من التشوه السطحي التدفقي بزاوية كبيرة فإن التخطط يتجسد بانفصال العديد من الحزم المتطاولة، ويمكن للصخر أن يحتوي على عدة أنواع من التخطط إذا كان مصاب بعدة أنواع من التشوه السطحي.
  • التخطط التطاولي: يتوافق هذا التخطط مع اتجاه التمدد الأعظم للصخر والأجسام التي يحتوي عليها، ولا يكون واضحاً إلا في حالة التشوه السطحي التدفقي والتورق، ودقة التخطط التطاولي يتوقف على وجود أجسام مشوهة، ويتوقف مظهر التخطط بشكل رئيسي على طبيعة المواد المشوهة وعلى شكل إهليلج التشوه، ويكون أكثر وضوحاً كلما كانت العلاقة أكبر، وقد يكون التخطط التطاولي موازياً أو مائلاً بالنسبة لتخطط التقاطع.
  • تخطط الفلزات: عندما تحدث تبلورات استحالية في نفس الوقت الذي يتشكل فيه التشوه السطحي فإن بعض الفلزات تتشكل موجهة بشكل ما، فإذا كانت بلورات هذه الفلزات متطاولة فإنها تتوضع موازية لمستقيم يتوافق مع المحور الطولي، وهنا نكون أمام تمدد فلزي ناتج عن فلزات معاصرة للتكتونيك، حيث تلتصق البلورات الجديدة فوق القديمة وتأخذ توجهاً معيناً لها.
    قد تتشكل بنيات تمدد هامة إذا حصل انضغاط للمادة اللزجة الموجودة بين الصخر والأجسام التي يحتويها، والتي قد تكون مستحاثات أو حصى، فهذه الأجسام تتطاول لتنتهي بذيل تنمو فيه عمليات إعادة التبلور من الطرفين وقد تتكسر هذه الحصى وتنفتل، وأخيراً قد تكون هذه البنيات لاحقة للتكتونيك، ولكنها غالباً ما تقلد تخططاً سابقاً كما في حالة أوراق الفلزات التي تقلد التشوهات السطحية.
  • تخطط الالتواءات المجهرية: يتشكل عندما يكون الصخر مصاباً بطيات صغيرة وينتشر غالباً في مفاصل الطيات.
    عندما تتعرض الصخور لعملية تشوه أرضية سطحية أي لتشوه مستمر هام، وتكون الليتولوجيا غير متجانسة تتشكل طيات تبعاً لليتولوجا، وقد تكون من كل الأنواع (طي قصي أو طي انحنائي بالإضافة إلى طي السيلان).
    وبما أن التشوه المستمر لا يحفظ أي عنصر من الصخر فإن هذا الأخير يلتوي في كل جزء منه وعلى المقاييس، وتكثر الطيات ذات المقياس المتري والسانتي متري والملي متري والتي نطلق عليها اسم طيات صغيرة لتمييزها عن تلك المقاييس الكبيرة.
    بشكل عام يكون عدد الطيات كبيراً كلما كان مقياسها صغيراً، وكلما كانت السطوح المستوية الملتوية أكثر وضوحاً ورقة، هذا يعني في حالة صخر شيستي ملتوي وهو كثير الشيوع، حيث إن أقل طية متشكلة تظهر بوضوح حتى ولو كانت على أقل مقياس، بحيث يكون لدينا العديد من الطيات التي تقدم دراستها معلومات هامة جداً.
    مهما كان نوع الطيات الصغيرة فإنها تولد في الصخر محوراً يتوافق مع تخطط حقيقي للطيات الصغيرة الذي يعتبر عنصراً بنيوياً هاماً لكل تحليل ميكرو تكتوني.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: