الفواصل الصخرية المدية والشقوق الشدية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الفواصل الصخرية المدية والشقوق الشدية؟

إن معظم المكاشف الصخرية تحتوي على شقوق تظهر ازاحة بسيطة للغاية، وتكون الإزاحة عمودية على أسطحها بحيث أنها لا تُظهر أية إزاحة بموازاة هذه الأسطح، إن مثل هذه الشقوق يطلق عليها اسم الفواصل ولم يتم العثور على تعريف محدد للفواصل في مراجع الجيولوجيا البنائية المسطورة باللغة الانجليزية.
ولكن أغلب المراجع تقول بأنه إذا لم تكن ثمة إزاحة قصية على أسطح هذه الفواصل ففي هذه الحالة يطلق عليها اسم الشقوق الشدية، أما الفواصل المتشابهة هندسياً فإنه يطلق عليها اصطلاح مجموعة فواصل، ومن الجدير بالذكر أن الفواصل الصخرية من الممكن أن تكون متماثلة أو غير متماثلة.
فالفواصل المتماثلة يكون لها أسطح هندسية مستوية، وتكون هذه الأسطح في الوضع الفراغي موازية لبعضها البعض، كما أن المسافات التي تفصل بينها تكون متساوية، وعلى العكس من ذلك فإن الفواصل غير المتماثلة تكون غير منتظمة في أشكالها الهندسية كما أنها لا تمتلك على اتجاهات محددة والمسافات الفاصلة بينها تكون أيضاً غير متساوية.
وهذه الفواصل توجد عادة فيما بين أسطح أو بين مستويات الفواصل المتماثلة، ولما كانت معظم الفواصل التي نشاهدها في الحقل من النوع المتماثل فقد جرى التعرف على استخدام اصطلاح الفواصل للإشارة إلى الفواصل المتماثلة.
ومن المهم معرفة أن الفواصل الصخرية لا توجد كمجموعة واحدة في المكشف الصخري، وإنما توجد في الغالب على شكل مجموعات، وكل مجموعة منها لها وضع فراغي خاص بها ولها خصائص أخرى تميزها من غيرها من المجموعات مثل الامتداد والمسافات الفاصلة، وربما يكون هناك مجموعة سائدة مقارنة بالمجموعات الأخرى وأحياناً تنتهي مجموعة من الفواصل بشكل عرضي عبر سطح احد الفواصل، ويطلق عليها في هذه الحالة اسم الفواصل المقطوعة.
كما يوجد البعض من المجموعات والأنظمة والفواصل التي يمكن أن تؤثر على مساحة كبيرة من المكاشف الصخرية تمتد لمئات من الكيلو مترات أو قد تمتد لآلاف الكيلو مترات، وعلى الرغم من اتساع المنطقة إلا أن كل مجموعة تحتوي على اتجاه محدد لا يكاد يتغير، وفي ظروف معينة يستلزم الأمر أن نشير إلى الفواصل، وذلك من خلال علاقتها مع بعض التراكيب الجيولوجية الأخرى، فعلى سبيل المثال عندما نقول يوجد فواصل مضربية أو فواصل الميل ونقصد بهذا مجموعة من الفواصل الرأسية الموازية لمضرب أو لميل الطبقات الصخرية.

أهم أنواع الفواصل الصخرية:

  • الفواصل المتحرشفة: تعرف هذه الفواصل بأنها عبارة عن نوع من أنواع الشقوق الشدية وهي تكون موازية أو شبه موازية لطبوغرافية المكشف الصخري، وتوجد مثل هذه الفواصل في العديد من الوحدات الصخرية، فكلما كانت درجة ارتباطها بالصخور النارية الجوفية أكبر، حيث تؤدي إلى تحرشف الأجزاء الخارجية من هذه الصخور، حيث يتكون بذلك التركيب البصلي المعروف (onion structure).
  • الفواصل العمدانية: إن الفواصل العمدانية تمثل ضرباً من ضروب الشقوق الشدية التي تميز المتداخلات النارية القاعدة السطحية أو الفيوض السطحية، وهذه الفواصل تعمل على تقسيم الصخر إلى أعمدة خماسية أو سداسية الشكل، يكون اتجاهها في الغالب عمودياً على الحد الفاصل بين المتداخل الناري والصخور المحيطة.
    كما يوجد أنواع أخرى من الشقوق الشدية تم العثور عليها في الصخور المشوهة أو تلك التي تعرضت لعملية التشوه والعروق الممتلئة ببعض الرواسب المعدنية أو التمعدنات تعتبر نوعاً من الشقوق الشدية، والتمعدنات إما أن تكون كتلية أو إبرية الشكل وفي الحالة الأخيرة (عندما تكون إبرية الشكل) تكون غاية في الأهمية، والسبب في ذلك أنها تميط اللثام عن عمليات التشوه التي نجم عنها التشقق.
  • الشقوق الريشية: أما هذه الشقوق فقد عُرفت بأنها عبارة عن نوع من الشقوق الشدية المتجاوزة، وتكون مثل هذه الشقوق عادة مرتبة بشكل تجاوزي في داخل الشقوق القصية (مثل الصدوع)، وتعتبر الزوايا الحادة التي تصنعها الشقوق الريشية المتجاوزة مع مستويات الصدوع واحدة من الدلائل القوية التي يمكن استخدامها لمعرفة اتجاه القص، وهي تشير إلى اتجاه الحركة النسبية للكتلة الصخرية المحتوية على هذه الشقوق.
    ومن ضمن أنواع الشقوق الشدية أيضاً شقوق تدعى باسم الشقوق الانهيارية، والتي تتكون عبر نطاقات القص اللدنة وفي العادة تكون ممتلئة ببعض المعادن، وخاصة معدن الكوارتز أو كما يعرف باسم المرو، واعتماداً على اتجاه القص فهذا النوع من الشقوق الشدية إما أن يأخذ شكل الحرف الانجليزي S أو شكل الحرف الانجليزي Z، وعموماً فإن اتجاهات مستويات هذا النوع من الشقوق الشدية، يمكن أن تستخدم أيضاً في تحديد اتجاه القص في نطاقات القص.

ما هي الظواهر المميزة لأسطح الشقوق الصخرية؟

إن أسطح الشقوق ليست ملساء تماماً، وإنما تحتوي في كثير من الاحيان علة مجموعة من الظواهر المهمة التي يمكن من خلالها التعرف على نشأة هذه الشقوق، وفيما يلي مجموعة من الظواهر:

  • التراكيب الريشية: وهي عبارة عن مجموعة من الأعراف والأخاديد البسيطة تشبه إلى حد كبير ريش الطائر، وتبدو مرتبة بطريقة منتظمة حول محور مركزي أو متشبعة من نقطة واحدة، وتظهر مثل هذه التراكيب في الفواصل الموجودة بالعديد من الوحدات الصخرية ولكنها تظهر بوضوح في الصخور دقيقة التحبب متجانسة التركيب، والتراكيب الريشية تميز بصفة عامة الشقوق الشدية التقصفية ولا تظهر بحال من الأحوال في الشقوق القصية وتتشعب خطوط هذه التراكيب في اتجاه انتشار عملية التشقق.
  • العلامات الضلعية: وهي عبارة عن ظواهر مقوسة الشكل تظهر أحياناً على أسطح الفواصل والشقوق الأخرى، وهذه الظواهر إما أن تكون حادة الأطراف أو غير حادة وتكون عادة عمودية على محاور التراكيب الريشية، وعلى أية حال فالعلامات الضلعية تمثل نهايات المراحل المختلفة لعمبية انتشار وحركة الفوالصل أو الشقوق الشدية على وجه الخصوص على اعتبار أن عملية التشقق تتم على مراحل متعاقبة.
  • علامات النيم: وتشبه في الشكل علامات النيم التي تظهر في الرواسب المفككة وغير المتماسكة بفعل حركة الرياح أو المياه، وتبدو هذه العلامات في القطاعات العرضية دائرية الشكل ومائلة على محاور التراكيب الريشية، ويعزى تكون علامات النيم في الشقوق إلى عملية الانتشار السريعة جداً لعملية التشقق.
  • الخدوش أو الحزوز: وهي عبارة عن مجموعة متوازية من الأعراف والأخاديد الصغيرة جداً تشبه خطوط الأقدام، وتكون ناجمة عن احتكاك الكتل الصخرية الموجودة على جوانب الشقوق ببعضها البعض أو ناجمة عن ترتيب بعض بلورات المعادن الليفية الشكل بطريقة منتظمة، والخدوش أو الحزوز تتكون في الشقوق القصية بتأثير عملية القص، ووجودها في بعض الأحيان على أسطح الشقوق المؤكد أنها شدية يشير إلى تعرض هذه الشقوق لعمليات قص في فترة تالية بعد نشأتها.
    إن مستويات الفواصل والشقوق الأخرى تكون ممتلئة في بعض الأحيان بمعادن مثل معدن الكوارتز ومعدن الفلسبار ومعدن الكالسيت ومعدن الزيوليت ومعدن الكلوريت ومعدن الإبيدوت بالإضاقة إلى بعض معادن اليورانيوم، وهذه المعادن توجد عادة في الشقوق الشدية وفي حالات نادرة توجد في الشقوق القصية ويفسر وجودها في الحالة الاخيرة على أن المحاليل الحاملة للتمعدنات كانت منضغطة بشدة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: