ما هي الفواصل الصخرية؟
إن مستويات الضعف التي توجد في الطبقات الصخرية تلك التي تفقد عندها الصخرة قابليتها على التماسك تسمى الكسور أو التكسرات، والكسور توجد على أربعة أصناف هي الفواصل والشقوق والعروق بالإضافة إلى الفوالق.
فالفواصل الصخرية هي عبارة عن كسور مستوية أو منحنية توجد ضمن الصخور ولا تحتوي على حركة مرئية بنحو موازي لمستوى الكسر، كما أن أي حركة بسيطة تتم بموازاة سطح الفاصل تقوم بتحويل الفاصل إلى فالق.
والفواصل من الممكن أن تكون مغلقة وتسمى حينها باسم الفواصل المغلقة، أو من الممكن أن يحدث حركة عمودي على مستوى الكسر فنقوم بتسمية الفواصل حينها باسم الفواصل المفتوحة، والفواصل المفتوحة تتميز بأنها تكون خالية من الرواسب، ومن المهم معرفة أن عرض الفواصل المفتوحة يجب أن لا يزيد عن 1 سانتي متر، والسبب في ذلك أنه إذا زاد عن 1 سانتي متر فإنه يتحول إلى شق، والفواصل تمتد إلى مسافات متباينة تتراوح من بضعة سانتي مترات إلى مئات الأمتار.
التصنيف الهندسي للفواصل الصخرية:
إن التصنيف الهندسي للفواصل يقوم بالاعتماد على العلاقات الهندسية بين الفواصل ذاتها أو بينها وبين العناصر الهندسية للطبقات الصخرية التي تحتوي عليها أو التراكيب الأكبر التي تكون واقعة ضمنها، لكن التصنيف الأكثر معرفة هو تصنيف الفواصل بالاستناد إلى العلاقات الهندسية بين وضعيات الفواصل مع بعضها، وخلال هذا التصنيف تم تقسيم الفواصل إلى صنفين:
- الفواصل غير النظامية: وهي عبارة عن الفواصل التي لا ترتبط مع بعضها بعلاقة زاوية ويكون معدل المسافات بينها غير متساوي، وفي العادة تكون غير مستوية وهي لا تحتوي على أية علاقة هندسية مع الإجهادات المسببة لها.
- الفواصل النظامية: وهي عبارة عن الفواصل التي ترتبط مع بعضها بعلاقة زاوية (أي أنها تكون متوازية أو متعامدة أو مائلة)، كما أن معدل المسافات بينها يكون متساوياً تقريباً وفي العادة تكون مستوية، تعد هذه الفواصل مهمة في إيجاد اتجاهات الإجهادات والسبب في ذلك أنها تحتوي على علاقة هندسية ثابتة معها، وقد تم تقسيم هذه الفواصل إلى عدة أصناف منها الفواصل المتعامدة والتي يرمز لها في العادة برمز علامة الجمع (+)، وأيضاً الفواصل المقترنة والتي يتم الرمز لها برمز علامة الضرب (*).
عمل الجيولوجيين على تصنيف الفواصل الصخرية بشكل منشأي وهذا التصنيف يقسم إلى صنفين (الفواصل الشدية والفواصل القصية)، كما أن الباحثون الجيولوجييون اعتمدوا في هذا التصنيف للفواصل على ما نتج من خلال التجارب المختبرية لميكانيك الصخور والتي تتم على نماذج صخرية في المختبر.
حيث عمل عدد من الباحثين على وصف الفواصل المتكونة في نموذج صخري ذو شكل مكعب عند تعريضه إلى اجهاد انضغاطي في اتجاه محور ما، والذي بدوره يتسبب في تولد اتجاهات قوية جانبية باتجاه المحورين الآخرين، كما أن الباحثون وجدوا أن الفواصل المتشكلة من هذه الإجهادات من الممكن أن تكون فواصل قصيّة أو فواصل شديّة.
الفواصل القصيّة تكون مائلة على اتجاه الإجهاد الانضغاطي، في حين أن الفواصل الشديّة إما إن تكون موازية على اتجاه الإجهادات الشدية أو أن تكون عمودية على الاتجاه، وبشكل عام من الصعب التمييز بين فواصل الشد وبين فواصل القص في الميدان، ولكن من الممكن أن يتم اعتماد عدد من الصفات للقيام بهذه المهمة.
إذ أن فواصل الشد تكون مفتوحة في العادة وذات شكل غير منتظم وهي فواصل مفردة عادةً وفي بعض الأوقات تكون متعامدة على بعضها البعض، أما بالنسبة للفواصل القصية ففي العادة تكون مغلقة وذات شكل منتظم وهي إما أن تكون مفردة أو مقترنة مع غيرها، أي أنها لا يمكن أن تكون متعامدة على بعضها البعض إلى خلال حالات نادرة.
الشقوق الصخرية:
أما الشقوق الصخرية تعرف على أنها كسور لا تحدث على امتداد مستويات حركة قصية، لكنها حدثت بسبب حدوث توسع لمستوى الكسر إذ يوجد مسافة كبيرة نسبياً بين جهتي الكسر ولم يحدث فيها ترسيب لمواد معدنية، كما أن اتساع الشقوق الصخرية من الممكن أن يتسبب في القوى التكتونية التي شكلت هذه الشقوق أو بسبب عوامل التعرية، ومن الواجب أن يتم التفريق بين الفاصل المفتوح وبين الشق الصخري، حيث أن قيمة الفاصل المفتوح لا تزيد عن 1 سانتي متر في حين أن الشق يكون ذو فتحة أكبر من 1 سانتي متر.
العروق الصخرية:
والعروق الصخرية هي كسور حصل لها توسع وتكون ممتلئة في المعادن المترسبة من المحاليل المائية المارة خلال الكسر، إن معدن الكوارتز والكالسيت من أهم المعادن المنتشرة التي تملئ العروق الصخرية.