الكون في أصغر أبعاده

اقرأ في هذا المقال


ما هو الكون في أصغر أبعاده؟

كان الإغريق القدماء يعتقدون أن الكون مصنوع من دقائق غير قابلة للانقسام أطلقوا عليها اسم ذرات، وكما في اللغات ذات الأبجدية حيث يتكون العدد الهائل من الكلمات من تجمع عدد محدود من الحروف، فإن الإغريق كانوا يظنون أن الكم الهائل من المواد يتكون هو الآخر من اتحاد عدد صغير من وحدات بناء معينة كان ذلك مجرد تخمين غيبي، وبعد مرور أكثر من ألفي عام ما زلنا نعتقد في صحة ذلك بالرغم من أن خواص وحدات البناء الأساسية قد خضعت لتعديلات عديدة، وقد بين علماء القرن التاسع عشر أن الكثير من المواد المألوفة مثل الأكسجين والكربون تتكون من مكونات دقيقة يمكن التعرف عليها.
الأمر الذي يتماشى مع المعتقدات التي أرساها الإغريق وأطلقوا عليها اسم ذرات تلك التي تكون غير قابلة للانقسام، ارتبط هذا الاسم بالذرات مع أن التاريخ قد أظهر خطأ ذلك حيث اتضح أن الذرات تكون قابلة للانقسام، وقد أرست أبحاث كل من طومسون وإرنست رذرفورد ونيلز بهر وجيمس تشادويك في بداية الثلاثينات من القرن العشرين نموذجاً للذرة يماثل النظام الشمسي الأمر المألوف لمعظمنا، وتتكون الذرات (التي صارت أبعد ما تكون عن كونها مادة أولية) من أنوية تحتوي على بروتونات ونيوترونات محاطة بحشد من الإلكترونات في مداراتها، ولفترة ما اعتقد كثير من علماء الفيزياء أن البروتونات والنيوترونات والإلكترونات هي الذرات (الإغريقية).
غير أنه في العام 1968 وفي مركز المعجل الخطي في ستانفورد وباستغلال الإمكانات المتطورة لتقنية اختبار أغوار المادة، وجد العلماء التجريبيون أن البروتونات والنيوترونات ليست أولية هي الأخرى، وأثبتوا أن كلاً من البروتونات والنيوترونات تتكون من ثلاثة جسيمات أصغر تسمى كواركات (وهو اسم غريب اقتبسه موراي جيل) مان عالم الفيزياء النظرية من مقطع في رواية جيمس جويس (السهر بجانب جثمان فينغان) لأنه كان يظن أن الجسيمات موجودة كما أنهم أثبتوا أن الكواركين نفسها تظهر على نوعين أطلقوا عليهما بلا فلسفة صفتي أعلى وأسفل ويتكون البروتون من كواركين اثنين من نوع أعلى وكوارك واحد من نوع أسفل.
بينما يتكون النيوترون من كواركين أسفل وكوارك واحد أعلى، ويبدو أن كل ما نشاهده في عالمنا الأرضي أو السماوي مصنوع من اتحاد الإلكترونات والكواركات العليا والكواركات السفلى، ولا يوجد أي دليل تجريبي على أن أياً من هذه الجسيمات الثلاثة يتكون من مكونات أصغر، غير أن هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن العالم نفسه به مكونات معينة أخرى.


شارك المقالة: