كيفية تحديد المضاهاة الصخرية بواسطة تحديد الموقع

اقرأ في هذا المقال


ما هي المضاهاة الصخرية؟

يوجد العديد من الأدلة عن التغييرات المناخية والتي من الممكن أن نتعرف عليها من خلال التغييرات الفيزيائية والحياتية للرسوبيات، وهذه التغييرات تكون في العادة دورية، إذ أن الدورة الواحدة المفردة أحياناً يمكن التعرف عليها من فترة وجودها ومقدار التغيير ومن خلال موضعها في تتابع من الدورات المعروفة، كما أن هذه التغييرات المناخية قد تكون مستنتجة من ترسبات الفارف (varve) الثلجية أو من حلقات النمو في الأشجار.
تم استعمال مثل هذه الدورات بشكل ناجح وكأسلوب معروف للترسبات الرباعية المتأخرة (ترسبات العصر الرباعي)، فقد أظهرت بعض الدراسات أن دورات التثلج البلايستوسينية متمثلة في الترسبات المحيطية العميقة بتغيرات كثيرة في الترسبات، كما أن المضاهاة الصخرية بواسطة هذا النوع من الترسبات الدورية ممكن أن تتم بين ترسبات في لباب أُخذت من مناطق متباعدة.
إلى جانب ذلك فإن النباتات الأرضية أظهرت حساسية عالية للتغيرات المناخية، وهذه الحساسية والتغيرات الناجمة عنها ظهرت في نوع وكمية الرسوبيات وحبوب اللقاح التي حملتها الرياح ودفنتها في الرسوبيات داخل الأحواض البحرية المجاورة.
بالإضافة إلى ذلك فإن استعمالات علم الباليونولوجي (علم دراسة حبيبات الطلع) هو فرع جديد من فروع المستحاثات الدقيقة الذي يساعد في التعرف على الدورات المناخية ويسمح باستعمال نتائج التحليل في مضاهاة زمنية طبقية دقيقة ضمن صخور العصر الرباعي.

دور الأحياء البحرية في عملية المضاهاة الصخرية:

والأحياء البحرية كذلك تتجاوب مع التغيرات في درجة الحرارة البحرية للمياه البحرية، وهذه التغيرات قد تكون مفيدة في دراسة الدورات المناخية في الرسوبيات، حيث إن العديد من مثل هذه الدراسات لمتحجرات بحرية بلايوسينية ومتحجرات بلايستوسينية قد تمت على متحجرات الفورامنيفرا الطافية، إلا أن تطبيق مثل هذه الدراسات على صخور الكامبري لم تتم بنجاح.
إن التغيرات المناخية وما يصاحبها من تغيير قد تكون مسبباً في تغيير سماكة طبقات وأصداف التراكيب المستحاثية الأخرى، ومن الممكن أن يكون مثل هذا التغير مفيد في أعمال المضاهاة المحلية (زمنياً)، فعلى سبيل المثال برهن بعض الجيولوجيين أن سرعة تجمع كربونات الكالسيوم في الرسوبيات البحرية له علاقة بدرجة حرارة الماء لذلك فإن سماكة الجدار الكلسي في أصداف المستحاثات تكون كبيرة، وهذه الحقيقة قد تكون مفيدة في دراسة مثل هذه المستحاثات واستعمالها في أعمال المضاهاة الزمنية.
ومن الجدير ذكر أن المتحجرات والرسوبيات العضوية مثل الفحم والنفط تترسب؛ وذلك استجابةً لمراحل الدورات المناخية، كما أن نسبة نظائر الأكسجين في الأجزاء الصلبة من أجسام المتعضيات تدل على درجة حرارة المياه التي عاشت بها، ودراسة نظائر الأكسجين تساعد على تحديد الدورات المناخية وتعريفها بدقة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: