بيير لابلاس

اقرأ في هذا المقال


من هو بيير لابلاس؟

هو بيير سيمون دو لابلاس؛ واحد من أشهر وأبرز العلماء الرياضيين والفلكيين الذين بزغوا في تلك العصور، كما أنّه كان فيزيائياً وفيلسوفاً وسياسياً معروفاً ومشهوراً في زمانه وحتى بعد وفاته، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وتطوّر علومه وفكره وثقافته، إلى جانب ابتكاراته التي ساهمت بشكلٍ كبير في تطوّر شتى العلوم والمعارف.

ولد بيير لابلاس في الثالث والعشرين من شهر مارس لعام “1749” للميلاد، حيث كان فرنسي الجنسية من مواليد مدينة باريس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ أولى دراساته وأبحاثه كانت في مسقط رأسه، إلى جانب ذلك فقد كان لابلاس ابناً لواحدة من أهم وأشهر الأسر العلمية والعملية في ذلك الزمان؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً علمية وعملية في سنٍ مبكر.

عُرف عن بيير لابلاس أنّه كان كثير السفر والتنقّل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في تقدّم علومه وثقافته، إلى جانب أنّه كان يطمح إلى أن يلتقي بأهم وأعظم علماء الدول التي زارها، هذا وقد تمكّن لابلاس من خلال سفراته من الحصول على كماً علمياً واسعاً مكّنه من تقديم العديد من الأعمال التي ساهمت في تطوّر وتقدّم علوم الرياضيات والفلك بشكلٍ خاص.

تأثر بيير لابلاس بمجموعة من أهم وأشهر علماء الرياضيات بشكلٍ كبير، حيث ظهر ذلك التأثر واضحاً من خلال اتخاذه في أغلب الأحيان لنفس الأساليب والمناهج التي اتبعوها لإتمام أبحاثهم، ومن أهم من تأثر بهم لابلاس هو العالم الفلكي الفيزيائي ليونهارت أويلر الذي كان له الفضل الكبير فيما توصل إليه لابلاس من نجاحاتٍ وابتكارات.

التحق بيير لابلاس في مجموعة من أهم المدارس والكليات التي كان قد مارس فيها دراساته الثانوية، حيث درس في مدرسة كاين ثم التحق بعد ذلك إلى الأكاديمية العسكرية الباريسية لإتمام دراساته وأبحاثه؛ الأمر الذي جعله يتمكّن من تحقيق نجاحاتٍ باهرة في شتى العلوم والمعارف خاصةً فيما يتعلق بعلوم الرياضيات الفلكية.

تولى بيير لابلاس العديد من المهام والأعمال التي بدورها ساعدت في زيادة مستواه العلمي والفكري والمادي، ففي بداية حياته تم تعيينه مُدرساً أساسياً في مدرسة نابليون بونابرت، ثم بعد ذلك أصبح واحداً من أهم الأعضاء المُشتركين في الأكاديمية العالمية للتدريس والكائنة في باريس حتى تمت ترقيته ليصبح رئيس مجلس إدارة لتلك الأكاديمية، وهكذا بقيّ لابلاس يُطوّر من نفسه وعلومه حتى تمكّن في حوالي عام “1977” للميلاد من أن يشغل منصب وزيراً للداخلية.

حصل بيير لابلاس على العديد من الجوائز والتكريمات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه واشتهاره، ومن أهم تلك الجوائز تسمية واحداً من الكويكبات السماوية على اسمه، إلى جانب أنّه كان واحداً من بين مجموعةً من الأشخاص والعلماء الذين نُقِشت أسماؤهم على برج إيفل.

أشهر إنجازات بيير لابلاس:

عُرف عن لابلاس أنّه كان دائم البحث والدراسة، إلى جانب اعتماده على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم اختراعاته، حيث وقد كان من أهم رواد علوم الرياضيات ومجالاته، إلى جانب ذلك فقد سمحت له دراساته من تقديم العديد من الابتكارات والإسهامات التي كانت بمثابة موسوعة علمية ضخمة ساهمت في تقدّم علوم الرياضيات بالتحديد، ومن أهم تلك الإنجازات:

  • قام بيير لابلاس بإجراء العديد من التعديلات والإضافات على أهم الأعمال التي كان قد توصّل إليه من سبقه من علماء، حيث كان الهدف وراء هذه التعديلات هو النهوض بعلوم الرياضيات الفلكية وتطوّرها.
  • تمكّن بيير لابلاس من تقديم شروحاتٍ ومُلخصاتٍ تفصيلية لأهم الإنجازات الفلكية والرياضياتية حيث وضعت تلك الشروحات في مُجلدات خاصة تحت مُسمى “ميكانيكا الأجرام السماوية”، كما ساهم هذا العمل على تحويل دراسة مفاهيم الهندسة وعلومها من الطريقة التقليدية إلى طريقةٍ حديثة تعتمد بشكلٍ رئيسي على مبادئ التفاضل والتكامل.
  • تمكّن بيير لابلاس من ابتكار معادلةٍ خاصة به سُميت بمعادلة ليبلاس؛ والتي كانت من أبسط المعادلات التفاضلية الجزئية من الدرجة الثانية.
  • توصّل بيير لابلاس من خلال تجاربه إلى عملية جديدة لحل جميع الدوال الرياضية وتحويلها من نظام لآخر، حيث عُرفت هذه الطريقة باسم “تحويل لابلاس” حيث تم استخدام هذه الطريقة بشكلٍ خاص في مجال الرياضيات والفيزياء والهندسة.
  • اهتم بيير لابلاس بتطوير الفرضية السديمية والتي تتعلق بنشأة النظام الشمسي وما حوله.
  • وضع بيير لابلاس معاملاً تفاضُلياً خاصاً سُمي على اسمه، حيث يتم استخدام هذا المعامل بشكلٍ رئيسي في الرياضيات التطبيقية كعلوم الهندسة والحاسوب والصناعة.

وفاة بيير لابلاس:

توفي بيير لابلاس في مسقط رأسه في فرنسا، حيث توفي في الخامس من شهر مارس لعام “1827” للميلاد وهو في الثامنة والسبعين من عمره.


شارك المقالة: