اقرأ في هذا المقال
- تأثير الطاقة الخضراء على قطاع الطاقة العالمي
- مستقبل تأثير الطاقة الخضراء على قطاع الطاقة العالمي
- دور الدول والأفراد في نمو الطاقة العالمية
تأثير الطاقة الخضراء على قطاع الطاقة العالمي:
بشكل عام في العقود الأخيرة تقبل العالم إلى حد كبير حقيقة تغير المناخ والآثار الضارة لحرق الوقود الأحفوري، كما استجاب الكثيرون بالضغط من أجل الابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية التي تضر بالبيئة والدعوة بدلاً من ذلك للطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وقد أدت هذه المبادرة السياسية إلى تضافر الجهود من قبل الأفراد والحكومات على حد سواء للاستثمار في الطاقة المتجددة، ولكن مع تطور الصناعات المحيطة بهذه التقنيات الخضراء لا يصبح التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مفيداً بيئياً فحسب بل يصبح أيضاً خياراً مالياً ومناسباً للدولة التي تستخدمة.
فعلى سبيل المثال يوضح تاريخ سوق الألواح الشمسية في أستراليا هذا الواقع الجديد، حيث أن خيارات هذه الطاقة المتجددة تفيد فاتورة المرافق العامة وكذلك البيئة، فقبل عام 2010 عندما كان أصحاب المنازل لديهم حوافز مالية قليلة للتبديل إلى تبديل مصادر الطاقة كان مشترو الألواح الشمسية مدفوعين إلى حد كبير بالمخاوف البيئية، ولكن الآن ووفقاً لهذا البحث فإن معظم الأستراليين الذين يشترون الألواح الشمسية يفعلون ذلك لأنهم يريدون دفع فواتير كهرباء أقل، ومع ذلك لم تعد الدوافع الإنسانية ضرورية للناس لإجراء التغيير، بل الآن كل ما يتطلبه الأمر هو الاختيارات العقلانية للفرد الذي يهتم بنفسه في اقتصاد السوق.
وهذا الاتجاه نفسه يحدث بشكل متزامن على نطاق عالمي، حيث إن بعض الدول والصناعات تدرك أن الذهاب للطاقة الخضراء ليست مجرد الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، ولكن أيضا القرارات الاقتصادية الذكية، فمنذ أن تحدث العلماء لأول مرة عن الآثار الخطيرة للوقود الأحفوري سعت الحكومات إلى تقليل إنتاج غازات الدفيئة والتوجه نحو الطاقة المتجددة.
كما لا تزال الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس الموقعة في عام 2016 لتحديد أهداف المناخ لمعظم الدول الفردية عاملاً رئيسياً في دفع الحكومات لإجراء تغييرات، ولكن العوامل الاقتصادية تعني أن العديد من البلدان بدأت ترى أن مصادر الطاقة المتجددة هي أيضاً في مصلحتها الخاصة.
مستقبل تأثير الطاقة الخضراء على قطاع الطاقة العالمي:
في الوقت الحالي لا تزال مصادر الطاقة المتجددة تمثل جزءاً صغيراً من إجمالي إنتاج الطاقة العالمي، حيث تتحد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير أقل من ثمانية بالمائة من إجمالي الكهرباء المولدة، ولا يزال الوقود الأحفوري التقليدي يهيمن على قطاع الطاقة العالمي، ولكن بينما تأتي التغييرات ببطء فإنها قادمة ويبدو أنها ستزداد وتيرتها في السنوات القادمة، حيث شهد عام 2018 زيادة بنسبة 25٪ في نمو توليد الطاقة المتجددة.
كما تقود بعض البلدان الفردية الطريق بتحولات أكثر جذرية نحو الطاقة المتجددة، فعلى سبيل المثال في الدنمارك فإن تسعة وخمسون بالمائة من الطاقة الكهربائية تأتي من مصادر متجددة، وهذا الرقم هو 26٪ فقط في ألمانيا، ولكن كون الدولة بهذا الاقتصاد الضخم فهي أحرزت تقدم كبير يدل على اتجاه إيجابي، وايضاً تعمل كل من الصين والولايات المتحدة على زيادة إنتاجهما من الطاقة المتجددة.
لهذا فإن هذه التغييرات في قطاع الطاقة العالمي هنا بالفعل ستزداد في المستقبل، حيث ستستمر الطاقة المتجددة في أن تصبح أكثر أهمية، وعندما يحدث هذا فإنها ستغير بشكل كبير الطريقة التي يستخدم بها البشر الطاقة في جميع أنحاء العالم، كما سيصبح الوقود الأحفوري أقل أهمية، خاصة وأن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر انتشاراً، وفي حين أن النفط سيظل حيوياً في الطيران في صناعات الشحن فإنه لن يكون السلعة المركزية في تجارة الطاقة العالمية، وايضاً ستصبح عمليات النقل الكهربائية عبر الحدود أكثر أهمية من خطوط أنابيب الغاز وناقلات النفط، ولن تعتمد البلدان القادرة على توليد قوتها من مصادر متجددة على واردات الوقود الأحفوري.
دور الدول والأفراد في نمو الطاقة العالمية:
بينما تتجه الدول والأفراد نحو الطاقة المتجددة فإن التقنيات الجديدة تجعلها أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة بشكل متزايد، ففي صناعة الطاقة يتصور العديد من الخبراء نظام “الشبكة الذكية”، حيث يعزز النظام الرقمي أمن وكفاءة نقل وتوزيع الطاقة المتجددة، حيث ستسمح مثل هذه الشبكة للدول والهيئات الدولية بدمج أنواع مختلفة من الطاقة في نظام موحد وخدمة سكانها بشكل أفضل.
وإن هذا الاتجاه يحدث لأسباب اقتصادية وكذلك لأسباب بيئية، فمع نمو السكان والاقتصادات يتزايد استهلاك الطاقة بشكل عام بسرعة في جميع أنحاء العالم، حيث توفر مصادر الطاقة المتجددة للحكومات طريقة أخرى لتلبية هذه الطلبات المتزايدة.
بشكل عام إن ما تقدمه الطاقة الخضراء هو فرصة فريدة لتحسين صحة الكوكب مع نمو بعض الاقتصادات في الوقت نفسه حول العالم (من مالكي المنازل إلى الحكومات الوطنية)، حيث يرى عدد لا يحصى من المستهلكين فوائد مصادر الطاقة المتجددة، كما ستصبح هذه الفوائد أكثر وضوحًا في المستقبل، إذ سيقوم المجتمع العالمي بالتحول المحوري نحو التحول إلى هذه المصادر المتجددة للطاقة.