ما هي تكتونيك الصفائح والزلازل؟
إن دراسة توزع الزلازل يسمح لنا باستيعاب مفهوم تكتونيك الصفائح، فيكفي أن ننظر إلى خريطة توزع الزلازل في العالم؛ كي نتحقق مباشرة أن النطاقات الاهتزازية تحدد أحزمة ضيقة تحيط بنطاقات غير اهتزازية هي الصفائح الأرضية.
إن دراسة أعماق الزلازل تبين أن مراكز الزلازل السطحية تتوضع على امتداد مستويات مائلة تعرف بمستويات بينوف، تلك التي تنحدر حتى أعماق 700 كيلو متر، وهي تتوسع في نطاقات الغوص؛ أي النطاقات التي ينغمر فيها الليتوسفير ومن خلال دراسة الزلازل يمكن تسجيل الحقائق التالية:
- إن الزلازل التي تتشكل في الأعراف المحيطية هي من عمل الفوالق الصخرية العمودية التي تتشكل نتيجة لتباعد الصفائح الأرضية.
- إن الزلازل التي تحدث على امتداد الفوالق الصخرية المحولة تسببها الانزلاقات.
- إن العدد الكبير من الزلازل التي تحدث في السلاسل الحديثة تسببها فوالق مقلوبة؛ وذلك نتيجة لعملية انضغاط، كما يوجد في هذه السلاسل انزلاقات وأنواع الفوالق الصخرية السابقة المختلفة، مما يبين أن ميكانيكية التشوهات فيها ليست بسيطة.
ومما سبق يتضح أن حدوث الزلازل الحالية ما هو إلا نتيجة لحركات الصفائح، وبالتالي فإن علم الزلازل يمثل الوسيلة الوحيدة لدراسة ميكانيكيةتكتونيك الصفائح، وكذلك لفهم تصرف القشرة إزاء حركة هذه الصفائح وبالتالي تشكل السلاسل الجبلية، ويمكن تلخيص ما سبق بأن الزلازل التي تحدث في الكرة الأرضية ما هي إلا التعبير عن الانتقال النسي للصفائح الليتوسفيرية المختلفة.
ما هي الجهود الهندسية لتكتونيك الصفائح؟
إن دراسة انتقال القبب الكروية التي تكونها الصفائح تفترض معرفة القواعد الهندسية البسيطة ومنها: إن أي انتقال لقبة كروية يمكن اعتباره مثل دوران حول محور يمر بمركز الكرة ويقطعها في نقطتين متقابلتين تتوافقان مع قطبي الدوران، ويطلق عليها أقطاب اوليرية (poles euleriens).
عند دراسة حركات الصفائح فإنه يجب قبل كل شيء تحديد القطب الأوليري لدوران كل صفيحة بالنسبة لأخرى يفترض أنها ثابتة، وهكذا مثلاً يقبل حالياً أن قطب دوران أفريقيا بالنسبة لأمريكيا الجنوبية المفترضة ثابتة، غير أنه يجب التمييز بين دوران آني وهو الذي يسبب انتقالاً متناهياً في الصغر ودوراناً نهائياً يسبب انتقالات كبيرة وهذا الدوران النهائي يمكن أن يمثل دوراناً نهائياً واحداً حول محور أو مجموع دورانات حول عدة محاور.
إن تحديد القطب الأوليري لدوران صفيحة بالنسبة لصفيحة أخرى يسمح بتوقع كيفية تصرف الحدود بين الصفائح، فإذا كانت هذه الحدود لها اتجاه خطوط العرض الموافقة للقطب الأوليري، فإنها سوف تكون مجالاً لعمليات انزلاق وبالتالي تتشكل فوالق صخرية محولة.