ما لا تعرفه عن ثابت بن قرة:
هو ثابت بن قرة بن مروان، يُكنى بأبو الحسن، اختلفت بعض الروايات في تسميته، حيث أنّ هناك من يقول أنّه ثابت بن قرة بن عرفان الحوراني، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً ومُترجماً وصيدلانياً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب نجاحاته الكثيرة التي ساهمت بشكلٍ كبير في نمو وازدهار دولته.
كان ثابت بن قرة من مواليد مدينة حرّان الشامية والتي تقع على نهر البليخ الذي يُعدّ واحداً من روافد نهر الدجلة، أمّا حالياً فقد تقع تلك المدينة في جنوب تركيا، هذا وقد اختلفت العديد من الروايات حول تاريخ ميلاد ابن قرة، ففي بعض الروايات ذُكر أنّه كان من مواليد عام” 221″ للهجرة أي ما يُقارب” 836″ للميلاد.
يُعدّ ثابت بن قرة ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في ذلك الزمان، كما أنّها كانت ومنذ القدم تُمارس مهنة تدريس الديانة الصابئية، إلى أن أسلمت بعد فترة؛ وهذا هو السبب وراء تسمية تلك الأسرة “بالصابئي”.
إضافةً إلى ذلك فقد حقق ثابت بن قرة شهرةً كبيرة في كل مكان يزوره، خاصةً إنّه قد عُرف عنه أنّه كان كثير التجوّل والترحال والسفر، حيث أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم ورغبةً منه في تقدّم وتطوّر نفسه وعلومه، إلى جانب حبه للاستطلاع والإستكشاف.
تولّى ثابت بن قرة العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً واضحاً في تقدّمه كما أنّها زادت من مكانته وقيمته عند كل من عاصروه من علماء وأطباء وحكماء، إلى جانب مكانته في نفوس العديد من الخلفاء والملوك والسلاطين.
تميّز ثابت بن قرة بذكاءه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان يتمتع بخفة ظله ودهاءه، كما عُرف عنه أنّه لم يكن يؤمن بالخرافات والأساطير التي كان العديد من أهله يؤمنون بها، هذا وقد عُرف بكرمه وطيب أصله وحبه الكبير للمعرفة والبحث، كما أنّه كان محبوباً عند أي شخص يلتقي به.
كان ثابت واحداً من الأطباء المعروفين والمشهورين في ذلك الزمان، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه؛ وذلك لإيمانه بضرورة التأكد من ذلك الإسهام ونجاحه.
كان لثابت بن قرة العديد من الإسهامات والإختراعات في شتى العلوم والمعارف، كما أنّ أولى اهتماماته كانت في مجال وعلوم الطب والصيدلة، حيث استطاع أن يُقدم العديد من الاكتشافات والصناعات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها موجوداً حتى يومنا هذا، إلى جانب أنّها كانت في أغلب الأحيان المرجع الرئيسي للعديد من للعلماء والأطباء الذين بزغوا في زمانه وحتى بعد وفاته.
هذا وقد كانت له اهتماماتٍ وميولاتٍ أخرى، فإلى جانب اهتمامه بعلوم الطب ومجالاته، كان يهتم بشكلٍ كبير في علوم الفلك والفسلفة والرياضيات والأدب وغيرها العديد من العلوم التي أخذها عن العديد ممن عاصروه من علماء وأطباء وحكام.
إسهامات ثابت بن قرة:
كان ثابت بن قرة واحداً من العلماء الذين يتحدثون لغاتً مُختلفة، فإلى جانب لغته العربية الأم، كان على علمٍ كافي في اللغة اليونانية والسريانية؛ الأمر الذي جعله ينجح في ترجمة العديد من المؤلفات والكتب إلى اللغة العربية خاصةً تلك التي كُتبت باللغة اليونانية كأعمال أرخميدس وأقليدس وبطليموس وغيرهم العديد.
إلى جانب ذلك فقد نجح ابن قرة في ترجمة العديد من أعمال أرخميدس التي كان لها أهمية كبيرة، خاصةً أنّها كانت تتحدث عن كل ما يتعلّق بعلم الرياضيات والهندسة كالأجسام سباعية الأضلاع والتي لم يتم اكتشافها إلا في بداية القرن العشرين.
أخذ ابن القيّم علومه عن العديد من العلماء والأطباء الذين سبقوه وعاصروه، إلى جانب أنّه كان يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات التي يحضرها العديد من كبار وشيوخ الدول؛ الأمر الذي جعل العديد من الطلبة والعلماء يتلمذون على يده.
إضافةً إلى ذلك فقد كان ابن القيّم أول عالم يتوصل إلى طريقة حساب طول السنة الشمسيّة، حيث استمر في دراساته وأبحاثه إلى أن تم تحديدها بشكلٍ دقيق، أقرّ أنّ طول السنة الشمسيّة هو” 365″ يوماً وحوالي ست ساعات وتسع دقائق واثني عشر ثانية، وهذه النتيجة تُبيّن أن ابن القيّم لم يخطئ في حساباته تلك إلّا في ثانيتين فقط.
أشهر مؤلفات ثابت بن قرة:
تمكّن ثابت بن قرة من تقديم عدداً من الكتب والمؤلفات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها قائماً حتى يومنا هذا، ومن أشهر تلك الكتب:
- كتاب”في المخروط المكافئ”.
- كتاب”في الشكل الملقب بالقطاع”.
- كتاب” في قطع الاسطوانة”.
- كتاب” في العمل بالكرة”.
- كتاب” في قطوع الاسطوانة وبسيطها”.
- كتاب” في تركيب الأفلاك”.
- كتاب” في علم الهيئة”، وغيرها الكثير من الكتب.
