مرحلة التصخر للصخور الرسوبية:
تحدث مرحلة التصخر للصخور الرسوبية بعد انتهاء عملية الترسيب وبداية التحول من الراسب إلى الصخر الرسوبي، يتم حمل الرواسب التي نتجت عن التجوية والتعرية على السطح الخارجي للكرة الأرضية بكميات كبيرة من خلال المثالج والأنهار والرياح، وتتم نفس العملية للرواسب الكيميائية أو للرواسب الكيميائية الحيوية التي يترسب منها كمية كبيرة في قاع المحيط والقليل منها في المستنقعات والبحيرات.
وإن تمت المقارنة في الرواسب المترسبة على اليابسة أو داخل المحيطات فتحظى المحيطات بالنسبة الأكبر من الرواسب التي تتراكم في القاع وتنحفظ فيه لوقتٍ طويل، ومن خلال تيارات المحيط التي تعمل على اصطياد الرواسب الحيوية والكيميائية المتواجدة في المحيط ونقلها إلى موقع آخر في قاع المحيط، وبالنسبة للرواسب المستقرة على القارات فإنّ الكثير منها قد يترسب في بيئات نهرية أو بيئات ضحلة العمق، بحيث تدفن لتنتج منها الصخور الرسوبية أو من الممكن أنّه قد تم دفنها بشكل عميق في القشرة القارية.
عملية الدفن نتيجة تراكم الرواسب:
يُسبب استمرار الترسيب في البيئات المختلفة إلى تجمع الكثير من الكميات من الرواسب التي تتميز بمختلف السحنات، كما أنّ الترسيب الجزئي يحدث نتيجةً لسقوط القشرة ببطئ في منطقة معينة مقارنة بالمناطق المحيطة بها، أما الهبوط فينتج بسبب الكميات المضافة من الرواسب والتي تعمل على ضغط القشرة؛ ويكون ذلك لأسباب تكتونية، مثل الصدوع الإقليمية، والمناطق التي تغطي مساحات كبيرة هي أحواض الترسيب، والتي تكون تقريباً عبارة عن 10000 كيلو متر مربع.
تتميز السحنات المتراكمة المتواجدة في الأحواض بالأشكال الهندسية، حيث تبدأ بالقيعان الضيقة وتنتهي في منخفضات دائرية أو بيضوية وتم تشبيهها في الملعقة، كما أنّ هذه الأحواض تملك معظم الصخور الرسوبية في العالم، والتي تكون بمثابة خزانات لمعظم تجمعات النفط والغاز الطبيعي، وتم خضوع هذه الأحواض والرواسب المتراكمة بها لكثير من الأبحاث في الوقت الحالي.
وبعد انتهاء عملية الترسيب تتعرض الرواسب إلى تغيرات كثيرة، حيث عُرفت بأنّها تغيرات كيميائية وفيزيائية تحصل للرواسب المدفونة مثل التصخّر والكبس، ومن المحتمل أن تؤدي هذه التغيرات إلى حدوث تحول الراسب إلى صخر رسوبي، كما تحدث هذه التغيرات بعد عملية الترسيب، ولكنها تسبق عملية التحول التي من الممكن أن تؤثر على الراسب وتعمل على تحويله من مادة رسوبية إلى صخرٍ متحول بواسطة الحرارة والضغط.