دور الحركات البطيئة وحركات بناء الجبال في تكوين الرسوبيات

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور الحركات البطيئة وحركات بناء الجبال في تكوين الرسوبيات؟

على الرغم من أن شدة الحركة في مناطق تجمع الرسوبيات أو في الأجزاء الناهضة المكملة لها (أي المناطق المصدرية) قد تختلف اختلافاً واسعاً، إلا أن الحركات الدايستروفية (الحركات الأرضية البطيئة وحركات بناء الجبال) التي تحدث يمكن أن تصنف في مجموعتين، وأول هذه المجموعات هي الحركات البطيئة نسبياً تتسبب في نهوض مناطق واسعة أو تسسب في خسف أجزاء واسعة من قارة ما (سميت قديماً بحركة ايبروجينية).
والمجموعة الثانية هي الحركات الأكثر شدة والتي تتسبب في تشكيل التصدعات والالتواءات والانحناءات، وبشكل عام هذه الحركات تولد طبوغرافية جبلية، وتم تسميتها قديما باسم الحركات الأوروجينية، فالحركات البطيئة تسببت في تغير بسيط فقط في وضع الصخور الرسوبية أما الحركات السريعة وهي الحركات الأكثر شدة التي تسببت في تغير واضح للوضع التركيبي للصخور الرسوبية، وكان هذا التغير كبيراً في فترة تكون تصدعات عادية أو تصدعات زاحفة.
إن النوعان من هذه الحركات تترك أثر مميز في الترسيب، فالانغمار البطيء للأراضي التي تكون تحت بحب متقدم ينجم عنه ترسبات غطائية صفحية واسعة الانتشار، وهي عادة تضم رمال قاعدية، أما النهوض الشديد في مناطق التجهيز المصدرية وما يصاحبها من تجلس وانخفاض متادل في مناطق الترسيب ينجم عنها تجميع سريع للترسيب.

تطور نظرية الجيوسنكلاين:

من أهم مظاهر الإطار الحركي هو حوض الجيوسنكلاين المتطور، كما أن جيمس هول هو أول من درس نظرية الجيوسنكلاين وقدمها ثم تم العمل على تطوير هذه النظرية وأعيد صياغتها، هذه النظرية لاقت قبولاً في أميركا أولاً ثم قام الفكر الأوروبي فيما بعد بتبني هذه النظرية.
وفي نهاية القرن التاسع عشر تم اعتبار بأن الحوض الأبلاجي في أمريكا مثالاً على الجيوسنكلاين، فهو عبارة عن حزام متطاول خطي من التجلس والانخفاض وممتد بمحاذاة حافة القارة، وهو مفصول عن الحوض المحيطي بواسطة عنصر سالب من الأراضي الحدودية وهي المصدر للرسوبيات المتجمعة في الحوض البلاجي، وفي النهاية تشكلت جبال الأبلاجيان هناك.
وفي سنة 100 استفاد Haug الفرنسي من هذه الفكرة الكلاسيكية، حيث أنه قام بتعريف الجيوسنكلاين بأنه حزام متحرك بين كتل قارية صلدة، وقد شمل المنخفضات البحرية العظيمة مثل: منخفضات الهند الشرقية والمنخفض الياباني، لذلك فإن هذه الظاهرة تتسبب في تشكيل الترسبات سواء كانت ترسبات كلسية أو ترسبات فتاتية، فهي من أحد عوامل تكوين الصخور الرسوبية.


شارك المقالة: