ما هي شواهد عملية الترسيب في الطبقات الأرضية؟
إن ظاهرة الترسيب تعتمد على الحركات الأرضية إلى حد ما، وتملك هذه الظاهرة علاقات قوية مع الحركات الأرضية لكنها ضعيفة عند مقارنتها مع علاقات النشاط الناري، وفي الحقيقة فإن الحوادث الأرضية الكبرى وعلاقتها بتاريخ الأرض مرتبة تقريباً في دورات.
فهناك دورة لحركات القشرة الأرضية تتعرض فيها القشرة الأرضية لحركات أرضية عظيمة ثم تهدأ تدريجياً ثم تعود فتزداد تدريجياً من جديد وهكذا في دورات متتابعة، بالإضافة إلى ذلك يوجد دورات للنشاط الناري ودورات للحياة على سطح الأرض نتيجة تأثيرها بهذه القوى.
ولا زالت الدورات التي تحتوي على أهمية كبرى في علم الطبقات هي دورة التعرية ودورة الترسيب وفيما يلي توضيح لهذه الدورات:
- دورة التعرية: إن دورة التعرية تبدأ عندما تتسبب الحركة الأرضية في رفع جزء من الأرض تحت سطح البحر، فيصبح جزئاً من اليابسة ثم يتعرض هذا الجزء لقوى التعرية المختلفة، وبهذه الطريقة يلاحظ أن الجبال العالية التي تكونت من القوى التكوينية لا تلبث أن تتآكل وتتحور معالمها الطبوغرافية بواسطة الأمطار والصقيع والرياح وغيرها، وبعد عملية التآكل تتعرض المنطقة لقوى الرفع مرة أخرى وهكذا في دورات متعاقبة.
- دورة الترسيب: وكما هو الحال في النشاط الناري الذي أمكن تقسيمه إلى نشاط ناري رئيسي ونشاط ناري فرعي، فقد أمكن تقسيم دورات الترسيب إلى دورات ترسيبية رئيسية ودورات ترسيبية أخرى فرعية، وقد تضم الدورات الرئيسية عدة دورات فرعية، كما في حوض الترسيب بين فرنسا وانجلترا والبرتغال.
بالنسبة لدورات الترسيب الرئيسية فإنها تبدأ بتقدم البحر على اليابسة فتتكون مساحات شاسعة من البحار الضحلة فيترسب فيها رواسب تميز هذه المناطق، وعندما يزداد غمر البحر لليابسة تتكون الرواسب الضحلة والرواسب الشاطئية مثل السلت والرمال، وفي حالة عدم وجود حفريات تميز هذه البيئات فإنه يعتبر وجود معدن الجلوكونيت دليلاً قوياً على الاصل البحري للرواسب.
كما أن وجود علامات النيم المتماثلة يعتبر دليلاً على تكوينها بالأمواج البحرية، وهي تختلف عن علامات النيم التي تتكون بواسطة التيارات البحرية أو الرياح التي تكون غير متماثلة، ومع زيادة العمق نتيجة استمرار تقدم البحر تتكون رواسب المناطق العميقة فوق الرواسب الضحلة السابقة مثل الطين والطفل والمارل.
وعندما يزداد العمق أكثر تتكون رواسب الطفل الدقيق والـ Oozes وهذه الرواسب تتكون ببطئ شديد، ثم تحدث حركات رفع وبتراجع البحر تترسب رواسب المناطق الأقل عمقاً، وتنتهي هذه الدورة بحركات تقدم البحر مرة أخرى.
