ما هي طرق دراسة تكتونية الأرض؟
تتعدد طرق دراسة التكتونيك حسب المقياس الذي يجب أخذه بعين الاعتبار زمنياً وفراغياً ونظراً لتباين التشوهات التي تصيب الأرض والقشرة الأرضية، فمن الملاحظ للوهلة الأولى أن القشرة الأرضية متوازنة ومستقرة أما في الواقع فهي خاضعة لتغيرات وتشوهات تبدو أكثر في بعض المناطق ولا سيما المتميزة بديناميكية نشطة بسبب بعض الحركات الكبيرة كالزلزال التي غالباً ما تؤدي إلى تشققات تصيب صخور السطح.
ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة وأحياناً يمكن التأكد من وجودها بواسطة المسح الطبوغرافي وعلى الرغم من أنها تحصل على مقياس صغير سانتي متري أو ملي متري، ولكن يجب ملاحظة أن بعض المناطق الهادئة تبقى بعيدة عن مثل هذه التشوهات، هذه التشوهات الآنية من الممكن أن تتحقق فيما وأخذنا بعين الاعتبار مقياساً أكبر من الزمن (مثلاً مليون سنة أو مليار من السنين) والتي تعتبر مقاييس عادية النسبة للعمر الجيولوجي للأرض الذي يزيد عن أربعة مليارات من السنين.
من الأمثلة الواضحة في دراسة التكتونيك:
من الأمثلة الواضحة عن دور الملاحظة في دراسة التكتونيك هي الصخور الرسوبية ومورفولوجيا الأرض بالإضافة إلى البنيات الداخلية للصخور، إن الصخور الرسوبية تتميز بتطبقها الأفقي ومن ملاحظة عمليات التشوه التي تصيب هذه الصخور يمكن لنا أن نحدد نوعية التشوهات التي حدثت أو لحقت بها، ويكون ذلك ممكناً وسهلا كل ما كان التطبق واضحاً وكانت الصخور جرداء ومعرضة لعمليات التعرية، وفيما يلي بعض الحالات التي يصادفها الجيولوجي في دراسة تكتونية الطبقات:
- من الممكن أن تحتفظ الصخور بتطبقها المتوازي وهنا نتمكن من أن نبين أنه منذ حصول الترسب في قاع المحيطات حتى زمن قيامنا بالملاحظة لم تحصل في المنطقة أي تشوهات سوى ارتفاع هذه الطبقات العمودية التي تكون سلاسل الجبال هذه.
- وفي مناطق أخرى نجد التطبق نفسه ولكن نتحقق من أن الطبقات قد أصابها تكسرات أو فوالق مؤدية إلى حصول انقطاع في هذا التطبق، بحيث أنه على جاني الانقطاع توجد الطبقات المتجانسة على ارتفاعات مختلفة متباينة من سانتيمترات عديدة إلى 1000 متر، وهذه الفوالق قد تؤدي إلى حصول انخفاض أو حدوث ارتفاع للطبقات المتأثرة.
ففي الحالة الأولى نقول أن الفالق عادي والحالة الثانية يكون الفالق عكسي، ونستنتج من ذلك أن فالقاً عادياً يؤدي إلى حصول تمدد، أما الفالق العكسي فإنه يؤدي إلى حصول قصر في الطبقات. - وفي مناطق أخرى وجد الجيولوجيين أن الطبقات لم تحتفظ بتطبقها الأفقي بل أنها انحنت بزوايا مختلفة من 0 إلى 90 درجة، وهكذا نقول أن الطبقات قد التوت وتشكلت طيات، وهذه الطيات قد تتشكل على مقاييس متباينة من 1 متر حتى عشرت الكليومترات وبأشكال مختلفة.
فهذه الطيات إما أن تكون محدبة أو مقعرة وذلك فيما إذا أدى تشكلها إلى اظهار طبقات أحدث أو أقدم زمنياً، وبالطبع فإن هذه الطيات تؤدي إلى حصول انضغاط (تقصير) يمكن حسابه غالباً، وكلما كان هذا الانضغاط كبيراً كان الالتواء حاداً وشديداً، وهكذا بمجرد الملاحظة البسيطة لصخور سطح القشرة الأرضية يمكن تحديد المناطق المستقرة والمناطق التي تعرضت لانكسارات والمناطق التي أصابها الطي. - النطاقات التي تكون ذات تضاريس هامة (البحرية أو القارية) هي بشكل عام مناطق اهتزازية أي أنها تتعرض على مرور الزمن لتشوهات هامة.
- إن معظم المناطق ذات التضاريس الهامة على القارات هي مواقع تعرية نشطة، مما يشير إلى أنها لا تزال في طور الارتفاع أو أنها ارتفعت منذ وقت حديث وبالتالي يجب القبول بأنها محط التشوهات الحديثة أو الحالية.
- وفي المحيطات غالباً ما تكون الكسور الكبيرة التي تمتد على مسافات عشرات الكيلو مترات هي نتيجة لاهتزازات كبيرة، وهكذا فإن ملاحظة الأشكال المكونة لسطح الأرض تسمح بمعرفة فيما إذا كانت هناك تشوهات حالية أو حديثة؛ لأن المناطة التي يصيبها مثل هذه التشوهات تشكل نطاقات ذات تضاريس هامة.
هذه التشوهات الملحوظة في الحقل قد لا تصاحب بتشوهات البنية الداخلية للصخر أو بالعكس قد تلحق بها تشوهات داخلية، أما في حالة التشوهات القديمة فهي تتطلب ما يلي:- الملاحظة المستمرة لصخور السطح على كل المقاييس، يتم ذلك من خلال إقامة الخرائط الجيولوجية، وهذا يتطلب معرفة إنشاء مثل هذه الخرائط واستخدامها.
- إعادة البناء الهندسي للتشوهات وهذا يتطلب معرفة الوضع الفراغي للفوالق والطيات انطلاقاً من معطيات السطح أو أعمال أخرى، ويتطلب القيام بعمل كهذا تخصصاً عالياً في ميادين التكتونيك.
- إعادة بناء الشروط الترومو ديناميكية للتشوهات (الحرارة والضغط) التي سيطرت أثناء عملية التشوه وتستخدم ذلك قوانين الترومو ديناميك.
- إعادة بناء العمر طوال مدة التشوهات ومكانها بالنسبة لتطور الأرض وذلك باستخدام المعطيات الجيولوجية والجيوفيزيائية كافة، وهذا يتطلب إدخال العوامل الحركية والديناميكية التي هي في غاية التعقيد وتشكل موضوع الجيوديناميك.
- إعادة البناء الهندسي للتشوهات وهذا يتطلب معرفة الوضع الفراغي للفوالق والطيات انطلاقاً من معطيات السطح أو أعمال أخرى، ويتطلب القيام بعمل كهذا تخصصاً عالياً في ميادين التكتونيك.
- الملاحظة المستمرة لصخور السطح على كل المقاييس، يتم ذلك من خلال إقامة الخرائط الجيولوجية، وهذا يتطلب معرفة إنشاء مثل هذه الخرائط واستخدامها.