ما هي طرق الانفعال في الصخور الأرضية؟
يوجد ثلاثة طرق يمكن اتباعها لتحديد مقدار الانفعال الذي تعرضت له الصخور، حيث أن الطريقة الأولى تقوم على قياس إهليج الانفعال في أحد دلائل الانفعال (strain markets)، ثم من خلال هذا الدليل أو غيره يتم وضع أنموذج عام يوضح توزيع الانفعال الصخري النهائي بالمنطقة كلها.
وفي الطريقة الثانية يتم تحديد مقدار التقاصر (الانكماش) والاستطالة بالمنطقة من خلال دراسة هندسة الطيات والصدوع، وإن كانت هذه الطريقة من الطرق الصعبة في الفراغ الثلاثي الأبعاد، أما الطريقة الثالثة وهي أسهل الطرق على الاطلاق، ففيها يتم التعامل مع الانفعال الذي تعرضت له المنطقة ككل على أنه متجانس من الناحية الاحصائية، كما يتم التعامل مع العناصر الخطية والمستوية الموجودة بالمنطقة على أنها تعكس اتجاهات وقيم ومحاور الانفعال الرئيسية، والطريقة الأخيرة تبدو مفيدة في تحديد مقدار الانفعال النهائي في نطاقات صخور النايس شديدة التشوه.
ومسألة تحديد مقدار الانفعال في الصخور المشوهة تبدو سهلة عندما يتم التعرف على اتجاهات الانفعال الرئيسية من خلال بعض العناصر الخطية أو المستوية، والتي تعكس هندسية الانفعال النهائي ككل بالمنطقة، وبالتالي فالعناصر المستوية المسطحة على سبيل المثال مثل التورق الاوردوازي أو التركيب الشستوسي سوف تكون موازية للمستوى في إهليج الانفعال.
ما هي طرق قياس الانفعال في الصخور؟
- قياس الانفعال باستخدام دلائل الانفعال المستديرة: هناك مجموعة كبيرة من الأدلة التي يمكن استخدامها في تحديد مقدار الانفعال بالصخور، وتقوم عملية قياس مقدار الانفعال على أساس أن الأشكال الابتدائية أو الأشكال الأولية لهذه الأدلة قبل تأثر المنطقة بالاجهاد كانت مستديرة أو شبه مستديرة.
ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من الانفعال بعض أنواع الأحافير (المستحاثات) والسرئيات التي توجد في الحجر الجيري والبثور والفجوات الموجودة في الصخور البركانية والبقع الاختزالية (البقع الاختزالية هي عبارة عن ظواهر مستديرة صغيرة خضراء اللون توجد في الرواسب دقيقة التحبب) الموجودة في الاوردواز.
كما توجد في بقع إعادة التبلور في صخور الهورنفلس بجانب الأنواع المختلفة من المتحوصلات الموجودة في الصخور، وهناك مسألتان مهمتان في استخدام مثل هذه الأدلة في تحديد مقدار الانفعال وأول هذه المسائل أن كثيراً من هذه الأشياء تكون غير كاملة الاستدارة تماماً، والمسألة الأخرى أن معظمها تختلف في التركيب عن باقي أجزاء الصخور المحيطة لها، مثل المتحوصلات السيليكاتية في الطين. - القياس المباشر لمحاور الانفعال: عندما يكون الصخر محتوياً على بعض دلائل الانفعال المستديرة الشكل (أو شبه المستديرة)، فإنه يمكن تحديد محاور الانفعال من خلال تجهيز ثلاثة قطاعات مجهرية رقيقة أو ثلاثة رقائق مصقولة غير متوازية، مع العلم أنه من الأفضل أن تكون القطاعات متعامدة على بعضها البعض.
وعملية القياسات يمكن أن تتم مباشرة من القطاعات المجهرية أو من الرقائق المصقولة، كما أنها يمكن أن تتم من خلال التقاط صورة (أو صور) مكبرة عندما تكون دلائل الانفعال صغيرة الحجم نسبياً، ومن خلال هذه الطريقة يمكن تحديد نسبة الانفعال وهي عبارة عن نسبة محور الانفعال الأصغر إلى محور الانفعال الأكبر. - طريقة مركز إلى مركز: عندما يتواجد اختلاف كبير في درجة المرونة الصخرية أو الاستطالة بين الأشياء المستخدمة كدلائل حركة (مثل حصيات الكوارتز أو المرو) والصخر الموجودة فيه (مثل الطفلة أو صخور الطين)، ففي مثل هذه الحالة يكون من الخطأ اعتبار أن الانفعال المقاس من هذه الدلائل معبراً عن نظام أو مجال الانفعال بالصخر ككل.
وللتغلب على هذه المشكلة نستخدم طريقة المركز إلى المركز والتي تقوم على حقيقة أن المسافات فيما بين المراكز عشوائية التوزيع تتغير بشكل منتظم أثناء الانفعال، وبنفس طريقة تغير المسافة بالنسبة للاتجاه.
كما تمتاز طريقة المركز إلى المركز عن غيرها من الطرق في أنها يمكن أن تستخدم مع أي صخر، بصرف النظر عن مدى الاختلاف في درجة المرونة أو الاستطالة بينه وبين دلائل الحركة المستخدمة، كما أنها يمكن أن تستخدم مع دلائل الانفعال غير المستديرة أو البيضاوية الشكل. - طريقة دلائل الانفعال بيضاوية الشكل: إن هذه الطريقة منتشرة وشائعة الوجود في العمل الميداني الجيولوجي مقارنة بالدلائل المستديرة أو الدائرية، ومن أكثرها شيوعاً على الاطلاق معادن الكوارتز والرخام والمدملكات المشوهة.
- قياس الانفعال باستخدام الطيات: يتم أحياناً قياس الانفعال من خلال مجموعة أو مجموعات الطيات الموجودة في الحقل الميداني، وتقوم هذه الطريقة على تحليل الانفعال في بعدين في مستوى عمودي على محور الطية وذلك من خلال عقد مقارنة بين الشكل النهائي أو الطول النهائي (بعد حدوث الطي) والشكل الابتدائي أو الطول الأولي (المتوقع أو المفترض) في طبقة متأثرة بعملية طي.
