عبور النيازك للغلاف الجوي

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم عبور النيازك للغلاف الجوي؟

إن الأحجار النيزكية التي لم تعبر الغلاف الجوي يتم تسميتها باسم النيازك، في حين أن الأحجار النيزكية التي عبرت الغلاف الجوي يتم تسميتها باسم الشهاب، ففي السابق عبر شهاب في الغلاف الجوي من جهة الغرب إلى الشرق مقترباً من مدينة سمت مونتوبان.
كما وصف سكان هذه المدينة بأن الشهاب عبارة عن كتلة ضوئية ذات شكل مستدير، الكتلة عريضة في مقدمتها بشكل ملاحظ حيث أن هذا الشهاب ذو حجم قريباً من حجم القمر، فعند اكتماله عمل على إضاءة البلاد بضوء ساطع، بالإضافة إلى ذلك فإن الغيم الذي تركه الشهاب وراءه كان مضيئ جداً إلى حد ما في بداية الأمر ومن بعد ذلك تحول إلى سديم داكن استمر عدة دقائق.
إن هذا الشهاب هو عبارة عن رجم كروي الشكل انفجر على بعد ثلاثة فراسيخ في الجنوب الشرقي فوق بلدة أورغوي، حيث أن تفتت وسقوط النيزك قد تسبب بحدوث صوت يشبه صوت رعد بعيد متحطماً في شظايا مضيئة بدايةً ومن ثم هوت أرضاً بشكل سريع على هيئة وابل من الأحجار.
على الرغم من ذلك فإنه لم يبقى في السماء أي أثر لوجوده باستثناء غيمة بيضاء اللون إلى رمادية سرعان ما تبددت بعد بضع دقائق، وهذا ما قام بوصفه الأستاذ أنطوان لوميري (أستاذ في جامعة تولوز) عن سقوط الحجر النيزكي في أورغوي.

سرعات اختراق النيازك للغلاف الجوي:

حيث تقوم النيازك باختراق الغلاف الجوي بسرعة كبيرة تقع بين 11 إلى 72 كيلو متر لكل ثانية تعرف باسم السرعة الكونية، وهذه السرعة تقوم بتمثيل الفرق بين سرعة دوران النيزك وسرعة دوران الأرض حول الشمس.
ومن المعلوم والواجب ذكره هو أن ندرة ارتفاع معدلات هذه السرعة بشكل كبير يعود إلى أن النيازك المتحركة في مدارات متراجعة؛ أي أنها ذات اتجاه دوران يعاكس اتجاه دوران أغلب أجرام المنظومة الشمسية (مدارات متقدمة)، والسرعة الكونية بشكل عام تساوي 15 إلى 30 كيلو متر لكل ثانية.
يعتبر سقوط حجر نيزكي على الأرض بأنه ظاهرة مذهلة، ترافقها ظواهر صوتية وظواهر ضوئية بالغة كما تم شرحه أعلاه، فعلى سبيل المثال إن الطاقة التي تحرر من قبل حجر نيزكي ذو وزن 100 كيلو غرام (ذو قطر يساوي 40 سانتي متر مع الإفتراض بأن الكثافة تساوي 3 غرام لكل سانتي متر مكعب ومسامسة تساوي صفر)، ويبلغ الأرض بسرعة مقدارها 12 كيلو متر لكل ثانية أي يساوي عشرين مليار جول أو يعادل 476 كيلو غرام (هذا يساوي تقريباً 30% من الطاقة المحررة من القنبلة التي تم اسقاطها على هيروشيما.
إن الطاقة المحررة تظهر على هيئة حرارة (وذلك عن طريق ذوبان الجزء الخارجي من الحجر النيزكي) وعلى شكل ضوء (مولداً شهاب) وموجات صوتية أيضاً، ففي البداية يتم تمثيل عبور الحجر النيزكي الغلاف الجوي بظاهرة ضوئية قوية هي (الشهاب، الذي يظهر على ارتفاع يعادل حوالي 80 كيلو متر)، ومن الممكن أن نقارن لمعان الشهب في ذروته مع لمعان الشمس مع العلم أنه قريب من لمعان البدر في معظم الأوقات.
ومن الممكن أن يتم رصد مثل هذه شهب على بعد مسافات تصل إلى آلاف الكيلو مترات، علماً بأنه وهج ذو لون متغير لكنه وهج ذو لون أبيض في أغلب الأوقات ومن الممكن أن يكون بلون أصفر أو أخضر أو اللون الأحمر اعتماداً على تكوينه ودرجة هيجه.
إذاً فإن الشهب تمكننا من الكشف عن سقوط حجرنيزكي وتعيين مداره من خلال شبكات التصوير أو عن طريق صدفة المشاهدة، ويوجد ظاهرة صوتية ترافق أيضاً عبور النيزك للغلاف الجوي وتم تشبيهه كثيرا في صوت قصف المدافع أو الرعد، وهو الصوت الذي يتسبب فيه النيزك حين يخترق جدار الصوت (هذا ما يعرف بدوي فوق صوتي) وبسرعة تعادل 100 إلى 1000 ضعف سرعة الصوت في الغلاف الجوي (يكون تقريباً 300 متر لكل ثانية حسب الارتفاع.
ومن المحتمل أن يتسبب تحطم النيزك وارتداد الأمواج الصوتية في الأرض بتوليد أنماط صوتية معقدة، لذلك نتمكن من تقدير كتلة النيزك اعتماداً على تحليل الموجات الصوتية، وبسبب جزيئات الهواء التي يصطدم فيها النيزك بسرعة كبيرة ينتج انصهار للنيزك واحترار سطحه ومن ثم يتبخر السطح المنصهر ويصغر مع هبوط النيزك في الغلاف الجوي، وأخيراً يفقد النيزك سرعته الكونية ويبرد سطحه وتضمحل حينها ظاهرة الانصهار وظاهرة التبخر.
إن الأحجار النيزكية التي تسقط من السماء تحتوي على قشرة انصهار تمثل آخر سطح المذنب، كما أن سمك قشرة انصهار الأحجار النيزكية تساوي عدة ملي مترات.


شارك المقالة: