تحميص القهوة:
عندما تم اكتشاف القهوة وانتشارها عبر العديد من الإمبراطوريات والدول كان لا بدّ من إيجاد وسائل لتحميصها، منذ القدم سعى العديد من الأشخاص إلى إيجاد طرق مختلفة على مر الأزمنة حتى يتمكنوا من تحميص حبوب البن، حتى مع التقدم التكنولوجي، سعى العديد من الأشخاص لابتكار آلات لتحميص القهوة، تختلف طرق التحميص المستخدمة من منطقة إلى أخرى، اعتمدت كل ثقافة تقنيات تحميص مختلفة، يُعتقد أنّ طرق التحميص تعود إلى إفريقيا والشرق الأوسط.
بعد ذلك انتشرت في الإمبراطورية العثمانية والاستعمار الأوروبي ثم في جميع أنحاء العالم، كانت أكثر طرق لتحميصها شيوعًا هي التي تتم على النار أو داخل الأفران بحيث كانت الدعائم الأساسية في جميع أنحاء الشرق والغرب، لم يتم اختراع تقنيات حديثة في ذلك الوقت، حتى الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وذلك عندما تم اختراع معدات تحميص القهوة.
ما هي قصة اختراع آلة تحميص القهوة؟
بدلًا من طرق التقليدية وتعريضها على النار سهلت التقنيات الحديثة ذلك الأمر كما أصبح شراء البن المحمص أمرًا منتشرًا، كما تم اختراع معدات تحميص حديثة وفقدت طرق التحميص المحلية تنوعها وأصبحت مبسطة للغاية مقارنةً بالطريق القديمة الأقدم والأقل كفاءة، أقرّت ألمانيا القوانين الأولى لضمان نقاء البن في عام 1875م، حيث طورت تجارة تحميص البن من عملها في المطابخ الخاصة إلى المصانع.
خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قامت محامص البن حول العالم بتجريب أسطوانات التحميص، يُذكر أنّ المحامص الأسطوانية نشأت في القاهرة في القرن السابع عشر، تم تعديل وتكييف المحمصات الأسطوانية على مر السنين، انتشر التصميم في جميع أنحاء أوروبا والأمريكيتين، في القرن التاسع عشر، تم منح العديد من براءات الاختراع في الولايات المتحدة وأوروبا للمحمصات التجارية، على الرغم من أنّ العديد من الأشخاص استمروا في تحميص كميات صغيرة خاصة بهم في المنزل.
ظهرت أول محمصة اسطوانية عملية تجاريًا، بعد ذلك ظهرت العديد منها بأشكال مختلفة في (200-300) سنة التالية معظمها باستخدام آلات كبيرة الحجم، تم تصميم آلة ثلاثية الجوانب تقوم بتحميص حبوب البن يتم وضعها فوق موقد لتحميص كميات أكبر من القهوة كانت تستخدم في المقاهي، في عام 1824م، مُنح ريتشارد إيفانز من إنجلترا براءة اختراع لطريقة تجارية لتحميص البن.
كانت عبارة آلة كبيرة ذات فلنجات محسّنة لخلط أو تقليب حبوب البن بشكل مستمر، كان البريطانيون والأمريكيون أكثر تركيزًا على تصنيع تلك الآلات التجارية بينما ركز الفرنسيون وغيرهم على ماكينات طحن القهوة وتخميرها، في عام 1846م، حصل جيمس دبليو كارتر من بوسطن على براءة اختراع (Carter Pull-Out Roaster) كانت هذه أسطوانات كبيرة توضع داخل أفران الطوب، الأفران تحافظ على الحرارة بالداخل من أجل تحميص البن بشكل أفضل.
كانت العديد من المحمصات الصناعية المبكرة عبارة عن أسطوانات كبيرة موضوعة فوق مصدر حرارة، كما تم استخدام الخشب أو الفحم في تحميصها لكي يعطي القهوة نكهة مدخنة، تم إجراء العديد من التحسينات على هذا النموذج على مر السنين، بعد ذلك عمل جابيز بيرنز في مجال تحميص البن لسنوات عديدة قبل تسجيل براءة اختراعه الرائد للمحمصة في عام 1864م، كانت أفضل من آلات التحميص التي تم اختراعها قبل ذلك الوقت، كما أنّها أصبحت شائعة جدًا وفي وقت قصير.
يمكن رؤيتها في العديد من مراكز تحميص البن الكبرى، أصبح (Jabez Burns) أحد الرائدين في ابتكار آلات المخصصة بتحميص حبوب البن، في عام 1868م، في ألمانيا، انضم ألكسيوس فان غولبن إلى يوهان هاينريش لينسينج وأيضًا إلى ثيودور جيمبورن لتكوين شركة لتحميص البن قاموا بتقديم براءة اختراع لـ (Kaffeeschnellröste) لابتكارهم آلة (محمصة القهوة السريعة) في عام 1880م، مع ازدياد إمكانية الوصول إلى الكهرباء في مطلع القرن العشرين، تطورت صناعة تحميص البن.
في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ المهندسون الألمان في إبداء اهتمامهم بابتكار آلات تحميص البن، في عام 1877م، تم منح أول براءة اختراع لتحميص البن في ألمانيا إلى (G. Tubberman & Son) كما تم إصدار اثنتي عشرة براءة اختراع أخرى بين الأعوام (1880-1882) م، ساهم أيضًا (Alexius Van Gulpen) بشكل كبير في تحسين محمصات البن، بحلول عام 1889م، قدّم كارل سالومون من براونشفايغ تقنية تحميص سريعة باستخدام مبدأ التهوية بالغاز الساخن.
وجد سالومون أنّه يمكنه تقليل وقت تحميص حبوب البن إلى 20 دقيقة فقط، بعد ذلك بعدة سنوات استخدمت العديد من محامص البن المبادئ الأساسية من وراء تصميم (Salomon)، تمتعت تقنيات التحميص التجاري بسنوات عديدة من الازدهار، تم الإعلان عام 1910م عن محمصة قهوة تعمل بمحرك كهربائي، لكن لا تزال المحمصات الأسطوانية القائمة على براءات اختراع القرن التاسع عشر هي التصميم المفضل لتحميص حبوب البن.