بالتأكيد في كل زمان ومكان كان الأشخاص منذ القدم في مختلف الحضارات يقومون باستعمال أدوات يدوية وخاصةً في الحدادة والنجارة وحتى في أمورنا اليومية العادية للقيام بمهام العمل المتنوعة، ابتكار مثل تلك الأدوات تسهل علينا إنجاز العمل بسرعة وبإتقان مثل التقطيع والحفر والنشر والتعبئة، اليوم توجد العديد من الأدوات اليدوية التي نستخدمها في يومنا هذا.
ما هي قصة اختراع الأدوات اليدوية؟
قصة اختراع الزرادية:
وجدت أدلة على استخدام الأدوات من آلاف السنين، في الواقع لم تكن تلك الأدلة مؤكدة لاستخدام تلك الأدوات في وقت دقيق لكن وجدت أدلة تقريبية تبين على أنّها استعملت في الحضارات القديمة، وهي الزرادية التي تعتبر من أدوات القطع التي يتم تشغيلها يدويًا تستخدم في الغالب لحمل الأشياء وإمساكها، تعتبر اختراعًا قديمًا وبسيطًا، لكن لا يمكن تسجيل أي نقطة في التاريخ أو أي مخترع حقيقي لها.
لقد كانت آليات تشغيل المعادن قديمًا وحتى منذ وقت طويل قبل آلاف السنين تتطلب أدوات في شكلها تشبه إلى حد كبير الزرادية حتى يتم التعامل مع المواد الساخنة وذلك بحذر وإتقان وحتى يتم العمل بشكل متقن خاصة في الحدادة، توجد مصادر دلت على استعمال الزرادية من الخشب والبرونز في وقت ما قبل 3000 قبل الميلاد، هناك أنواع مختلفة منها، تستخدم لثني وقطع الأسلاك، تحتوي على مقبض كبير وأداة القطع بحيث يمكنها إمساك الأشياء ذات الأحجام المختلفة.
قصة اختراع الملاقط:
من الأدوات القديمة اليدوية التي استعملت أيضًا منذ القدم وهي الملاقط اليدوية حيث يتم تشغيلها يدويًا وتتم صناعتها بأحجام مختلفة، وجدت بعص الأدلة على استعمالها من قبل المصريين تبين استعمال قضبان معدنية وأدوات تشبه الملقط لحمل الأشياء فوق النار حوالي عام 1450 قبل الميلاد، حصل (Solymon Merrick) على براءة اختراع فيها في عام 1835م، تم منح براءة اختراع أخرى لـ(Daniel C. Stillson) لملاقط أفضل من التي ابتكرها (Merrick).
كانت القصة أنّ (Stillson) قام باقتراح على شركة التدفئة والأنابيب (Walworth) أن يقوموا بصنع تصميمًا لملاقط حتى يتم استعمالها للقيام بربط الأنابيب معًا والأسلاك معًا، قام بعمل نموذج أولي، وعمل نموذج (Stillson) بنجاح حيث نجح في لف الأنبوب، في الواقع أنها لم تصبح أدوات شائعة حتى عام 1850م، قديمًا تمت صناعتها من الحديد العادي، بعد ذلك بدأ استخدام واستعمال الحديد الزهر في صناعتها.
قام بعض المخترعين بتعديل ابتكار (Stillson)، مثل تشارلز مونك وذلك حوالي عام 1858م، الذي قام بتطوير اختراع الملاقط وإجراء بعض التعديلات، من بعده قام (Robert Owen( بالحصول على براءة اختراع في تطوير شكل الملاقط عام 1913م، اليوم هناك العديد من الملاقط غير عن المستخدمة في الحدادة بما في ذلك ملقط الشواء وملقط السلطة وملقط مكعبات الثلج وملقط مكعبات السكر، وجد الباحثون معدات في شمال كينيا عمرها حوالي 2.6 مليون سنة قد تكون زرادية أو ملاقط.
قصة اختراع الكماشة:
كمثل بقية الأدوات اليدوية تم ابتكارها قبل مئات السنين، كان تاريخ ابتكار الكماشة طويل وتميزت باستعمالاتها المتعددة وهي أداة يدوية تُستخدم لتثبيت الأشياء بإحكام، ومن المحتمل أن تكون مطورة من ملاقط مستخدمة للتعامل مع المعدن الساخن في أوروبا في العصر البرونزي، كما أنها مفيدة لثني وضغط مجموعة كبيرة من المواد، بشكل عام تتكون الكماشة من زوج من الروافع المعدنية ومقابض، أصبحت شائعة في مجموعة أدوات الحدادة اليونانية حتى عام 500 ق.م.
كانت تحتوي على الفكوك القصيرة والمقبض الطويل، وتمت صناعتها بميزة ميكانيكية، في الواقع تعتبر الكماشة الصغيرة ذات قيمة مميزة للحرفيين الذين استعملوها قديمًا، وتم استخدامها في أمور عديدة ومتنوعة، شحذ الرومان فكي الملاقط لإنشاء قواطع وكماشة بشكل أكثر تطورًا من السابق، كانت الكماشة مفيدة في سحب المسامير المثنية، على الرغم من أنها كانت في الأصل أداة نجارة، فقد أصبحت الكماشة أداة رئيسية وتستعمل في الكثير من الأمور.
من المحتمل أنه تم صناعتها من العصي الخشبية وكانت مثبته بإحكام، ولكن ربما استبدلت بالقضبان البرونزية والأعواد المعدنية منذ 3000 قبل الميلاد، تُظهر لوحة جدارية مصرية تعود إلى حوالي 1450 قبل الميلاد استخدامها وكانت مكونة من قضيبين معدنيين على شكل قوس، عادةً تُصنع الكماشة الحديثة من البلاستيك أو المعدن أو الفولاذ المقاوم للصدأ أو أي مادة أخرى حسب الغرض منها.
